«الانتقالي الليبي» يرفض تشريح جثة القذافي.. ومصادر: من المحتمل دفنه في البحر

كتب: عنتر فرحات, وكالات السبت 22-10-2011 16:17

 

طالبت قبيلة القذاذفة الليبية، التي ينحدر منها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، المجلس الانتقالي الليبي بتسليمها جثامين القذافى وأنجاله ليتم دفنهم في مدينة سرت مؤكدة أحقيتها في تسلم الجثث ودفنها وفق الأعراف والقيم الإنسانية، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية بالمجلس أنه لن يتم تشريح جثة القذافي، بينما طالبت المحكمة الجنائية الدولية بتسليم الجثة، والتحقت الولايات المتحدة بالأطراف الدولية المطالبة بالتحقيق في مقتل العقيد السابق.


وقال وزير النفط علي الترهوني، إن جثة القذافي لن تدفن في الحال، مضيفا «طلبت إبقاءها في الثلاجة لبضعة أيام حتى يتأكد الجميع أنه مات».


،كان مسؤولون في المجلس قد قالوا إنهم سيدفنون القذافي في مكان سري، بينما لم يتضح بعد موعد ومكان الدفن كما صرح وزير الإعلام في المجلس الانتقالي محمود شمام، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن فتحي علي باشا آغا، المتحدث باسم المجلس العسكري لمدينة مصراتة، قوله إنه لايزال يتعين إجراء تحليل للحمض النووي، الأمر الذي يستغرق يومين آخرين، وأشيعت تكهنات باحتمال دفنه في البحر كما فعل الأمريكيون مع جثة أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة لضمان عدم تحول قبره إلى مزار.


وكان مصدر ليبي قد قال إن المجلس الانتقالي يجري مشاورات سرية منذ يومين لتحديد مكان دفن جثة القذافي، نظرا لحساسية الأمر لليبيين، بينما جاء في بيان صادر عن مشايخ وأعيان قبيلة القذاذفة «نعلن حقنا في المطالبة بتسليم جثمان ابننا القائد معمر القذافي وجثامين أبنائه لدفنهم في موطنهم في مدينة سرت وفق كل الأعراف والقيم الدينية والإنسانية وندعو المجلس الوطني الانتقالي إلى الاستجابة لهذا الطلب الشرعي».


وبينما طالبت المحكمة الجنائية الدولية، بعدم دفن جثة القذافي حتى الإطلاع عليها من قبل فريق طبي من المحكمة، قال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إن تحقيقاً سيجرى في الظروف التي أدت إلى مقتل القذافي، فيما قال قادة عسكريون في مصراتة إنهم لن يسمحوا بتشريح الجثمان رغم الملابسات التي أحاطت بمقتله، وقال الناطق باسم المجلس العسكري بمصراتة «لن يكون هناك تشريح اليوم أو أي يوم، فلن يشرح أحد جثته».


واصطف مئات الليبيين في طوابير أمام ثلاجة للحوم حفظت فيها جثة القذافي في مدينة مصراتة من أجل إلقاء نظرة الوداع عليه، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن البعض، وخاصة النساء حاولن رؤية جثة معتصم القذافي، كما توجه مسؤولون من بينهم رئيس الوزراء الليبي، محمود جبريل، لمعاينة الجثث، وقال إن الجثة ربما توارى الثرى في ليبيا أو خارجها، غير أنها ستدفن في مكان غير معلوم.


في المقابل، طالب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بإجراء تحقيق، مشيراً إلى أن قتل القذافي بعد اعتقاله حيا يعتبر جريمة حرب، وطالبت واشنطن بإجراء تحقيق في مقتل القذافي، فيما سعى حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى إبراء ذمته من التورط في استهداف القذافي مباشرة بعد إعلانه أنه قصف قافلة يشتبه أن العقيد الراحل كان فيها.


ومن المنتظر أن يعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي من بنغازي، الأحد، تحرير كامل التراب الليبي تمهيداً لتشكيل حكومة انتقالية، وكشف مصدر مسؤول في المجلس أن هناك 5 أشخاص مرشحين لخلافة محمود جبريل، الذي وعد بالتنحي مباشرة عقب الإعلان عن تحرير البلاد، مؤكدا أن إعادة إعمار ليبيا عملية مستحيلة نظرا للدمار الواسع الذي لحق بالبلاد بسبب الحرب.


وقال جبريل إن الأولوية الآن يجب أن تمنح لتجميع الأسلحة من شوارع البلاد وإعادة الاستقرار والنظام، وإن أول انتخابات يجب أن تجرى خلال 8 شهور بحد أقصى لتأسيس مجلس وطني ليبي تكون مهمته صياغة دستور يجرى الاستفتاء عليه وتشكيل حكومة مؤقتة تستمر لحين إجراء أول انتخابات رئاسية.


وقال جبريل «لا تزال أمامنا مرحلتان، سيف والسنوسي» في إشارة الى سيف الإسلام، نجل القذافي، الذي كان يقدم بوصفته خليفته، وعبد الله السنوسي، رئيس استخبارات النظام السابق، الذي أعلنت مصادر نيجيرية رصده شمال النيجر.