رغم انحناءة ظهره التى نحتتها 86 سنة هى عمره، وضعف بصره والألم الذى أصاب قدميه ولم يبارحهما منذ عدة أعوام، ذهب الحاج «على إمام» مستندا على عكازه متجهاً إلى إحدى اللجان فى منطقة باب الشعرية للمشاركة فى الاستفتاء، السبت فقط شعر أن لمشاركته جدوى، وشعر بالفرحة عندما نظر فى عيون الشباب ووجدها مليئة بالأمل.
عاصر الحاج إمام الملك فاروق و4 رؤساء من بعده، يتذكر أيام الملك بسلطانية اللبن ورغيف العيش الذى كان يأكلهما فى منطقة الحسين بقرش صاغ، أما أيام السادات فرغم تحفظه على بعض تصرفاته فإنه يذكرها قائلاً «كان الخير عامم على البلد كلها»، أما عبدالناصر فيقول عنه «يا عينى ما لحقش يكمل كان زعيم بجد وحبيب الفقراء»، يشرد ذهنه قليلا ثم يعود ليتحدث عن نظام الرئيس الراحل مبارك «ده بقى كان بيعشق الكرسى ومتبت فيه وراسم خطة ليه ولابنه».
أحد الشباب الذين أتوا للمشاركة فى الاستفتاء لاحظ على العجوز عدم قدرته على المشى، فأسرع إليه ليسنده ويصعد معه إلى اللجنة، وفى طريقهما إلى هناك أخذ الحاج «على» يتذكر آخر مرة أتى فيها ليدلى بصوته قائلاً: «أنا مش فاكر إمتى كانت آخر مرة لأنى كنت بشارك فى الأول، بس لقيت إن الصوت مالوش قيمة، لكن اليوم الأجواء مختلفة، فالناس مقبلون على صناديق الاقتراع وهم راضون ولأول مرة منذ سنوات طويلة جداً، يشعرون بأن صوتهم سيغير شيئاً فى بلدهم، وأنهم يستطيعون أن يعبروا عن أرائهم دون أن يعترضهم أحد، ثم اتكأ على يد الشاب ونظر إلى عينيه قائلاً: «كنت فرحان بيكم أوى وباللى عملتوه، وكان نفسى يبقى فيا الصحة عشان أنزل أبوسكم واحد واحد، أنا دلوقتى مطمن على مستقبل أحفادى.
وبعد أن انتهى من التصويت نظر إلى الشاب قائلاً: «ربنا يسعد أيامكم ويحميكم، ما تقلقوش كله هيبقى خير إن شاء الله».