من يسرق فرحتنا؟!

محمد أمين الأربعاء 04-10-2017 21:45

فى كل مرة هناك من يسرق فرحتنا.. فمن يحاكم الذين باعوا تذاكر مباراة مصر والكونغو فى السوق السوداء؟.. كيف سكت اتحاد الكرة على الفساد؟.. هل يعقل هذا؟.. كيف لا تتحرك البلاغات ضد الذين باعوا التذاكر بأضعاف ثمنها؟.. أقل شىء أن يكون هناك تحقيق.. وأقل شىء أن يُقدّم المتاجرون فى الأزمات إلى النيابة، وأقل شىء أن «يتطهر» الاتحاد من الفاسدين.. الآن وليس غداً!

رأينا «عودة الطوابير» من جديد، لحضور مباراة المنتخب.. شباب كثيرون تحمسوا للحصول على تذكرة.. وقفوا بالساعات على منافذ البيع.. فجأة ظهر من يحل المشكلة بأسعار مبالغ فيها.. تذاكر الدرجة الثالثة وصلت إلى 200 جنيه.. فمن حصل على الفرق؟.. أفهم أن يبيع أحد المشجعين تذكرته لأسباب قهرية.. لكن أن تكون التذاكر فى «السوق السوداء»، وليس منافذ البيع الأصلية؟!

تخيلوا أن الطوابير أغلقت محيط نادى الصيد، منذ ساعات الصباح الأولى.. وتخيلوا أن الشباب كان حريصاً على المشاركة والتشجيع خلف المنتخب.. ولكن تخيلوا أيضاً أن يكون الكلام كله عن بيع خارج المنافذ فى السوق السوداء.. فما هى الرسالة التى وصلت إلينا؟.. الرسالة أن الفساد يلاحقنا فى كل شىء.. يلاحقنا فى السلع التموينية، كما يلاحقنا فى تذاكر كرة القدم أيضاً!

والأغرب من كل هذا أن يحدث تهريب التذاكر، بينما قوات الشرطة تنظم الطوابير.. والمثير أن البيع والشراء كان يتم «عينى عينك» بعيداً عن المنافذ.. وكان اتحاد الكرة قد حدد أربعة منافذ لشراء تذاكر المباراة المرتقبة يوم الأحد، وهى باستاد الإسكندرية واستاد القاهرة وناديى الشمس والصيد.. الآن على اتحاد الكرة أن يحقق بجدية فى الأمر، عليه أن يحيل الأمر إلى النيابة لإبراء ذمته!

فنحن أمام احتمالين لا ثالث لهما.. إذا اعتبر الاتحاد أن ما حدث سرقة سيحيل الأمر إلى جهات التحقيق.. وإذا اعتبر الأمر شيئاً عادياً سيسكت ويمضى، ويدعو للمنتخب بالنصر.. الجريمة واضحة.. السوق السوداء أخرجت لسانها للجميع.. مفترض أن الحلقات محدودة، ومفترض أن لصوص الأزمات معروفون.. سننتظر.. فمن يتلاعب فى التذاكر هو نفسه من عينة من يتلاعب فى الخبز!

هذه الواقعة ينبغى ألا تمر مرور الكرام أبداً.. اقطعوا دابر الفساد.. فهل من الصعب علينا ضبط الأداء فى بيع تذاكر مباراة؟.. هل من الصعب أن يكون هناك انضباط والتزام؟.. هل نكلف الجيش أيضاً ببيع التذاكر؟.. ما هذا العبث؟.. لماذا يعكر الفاسدون علينا كل شىء؟.. لماذا يظهرون فى كل شىء، حتى بيع التذاكر؟.. وما معنى أن تكون هناك سوق سوداء لتذاكر القطارات، وتذاكر المباريات؟!

حاكموا من يسرق فرحتنا وأموالنا.. إبراء الذمة يبدأ بإحالة المتلاعبين للنيابة.. فهل يفعلها اتحاد الكرة؟.. أم أن الأمر عادى؟.. ألم يحدث البيع فى السوق السوداء؟.. هل كانت حالات فردية، وليست ظاهرة؟.. إذا كان الأمر لا يستحق، نريد توضيحاً من الاتحاد، وإن كانت هناك جريمة فإن مكانها النيابة!.