نصر تتوارثه الأجيال (ملف)

تتجدد حكايات الانتصار العظيم، في السادس من أكتوبر كل عام، لتمحو ذكرى النصر آثار الهزيمة الثقيلة في يونيو 1967، إذ أصر الشعب والجيش على الثأر من العدو الإسرائيلى، ورفض الشعب، الهزيمة، وعادت قطعة غالية من الوطن في حرب وصفها المؤرخون بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، إذ قلبت موازين القوى العالمية، وأبهرت الدنيا، رغم إجماع عدد كبير من الخبراء العسكريين على استحالة تنفيذ فكرة العبور.

كان نصر أكتوبر 1973، أسطورة حقيقية، يرويها الأجداد للأجيال، وتحمل قصص البطولة التي سمعوا وحفظوا أسماء أبطالها، ورددوها كثيرا دون أن يعرفوا ماذا فعلوا وقدموا رغم أن تضحياتهم وبطولاتهم هي التي صنعت النصر وأعادت الأرض والعزة والكرامة.

«المصرى اليوم»، اقتربت من نماذج هذا الجيل الذي صنع النصر، ومنهم اللواء عبدالعزيز قابيل، قائد الفرقة الرابعة مدرعات، الذي قال إن الدروس المستفادة من هزيمة 1967، كانت وراء التخطيط الجيد لنصر أكتوبر 1973، وكيف أن العلم المصرى «معلق» في بيوت أبنائه في الخارج، فيما يؤكد حفيده «أحمد» أن جده مصدر فخر له، وأنه يجلس معه بالساعات للاستمتاع ببطولاته وقصص العبور والحرب، ومنهم أيضاً اللواء عاطف عبدالغفار، نائب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، والد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، والذى قال إنه كان حريصاً على اصطحابه على الجبهة لزرع الانتماء للوطن بداخلهم. كما رصدنا أراء الجيل الذي لم يعاصر الحرب عن مصادر معلوماته فقالوا إنها من حكايات الأجداد والدراما والإنترنت.

حكايات النصر على لسان بطل من الواحة «دور سيوة» المنسى في حرب أكتوبرالجد عبدالله جيرى مع ابنه وحفيدتيه

داخل استراحة منزله بقرية أغورمى بواحة سيوة، يجلس الشيخ عبدالله جيرى، الذي تجاوز عامه الثامن والستين، بجوار ابنه محمد وحفيدتيه فاطمة ومريم، يحكى لهم ذكرياته في حرب السادس من أكتوبر، وظروف تجنيده، والوضع الذي أجبره ليستمر داخل الجيش لمدة ست سنوات متتالية.

ذاق «عبدالله» طعم الانتصار، حكايات لم يتمكن الزمن وبعد فوات 44 عاماً من الحرب، من طمسها من ذاكرته، حريص أن ينقل بين حين وآخر بعضاً من حكاياته لأولاده الخمسة وأحفاده.الجد عبدالله جيرى مع ابنه وحفيدتيه

بنبرة صوت يملؤها الفخر والثقة، يبدأ «جيرى» حديثه بدور واحة سيوة في حرب السادس من أكتوبر، التي لا يعلم الكثيرون دورها الكبير في الحرب، بداية من استخدام اللغة الأمازيغية كإحدى اللغات التي تمت الاستعانة بها في الشفرة، وحتى تقديمها مئات المصابين والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء لوطنهم.المزيد

حكايات البطولة :دروب النور على خطى الأجداد

هو نصر يأبى النسيان، وجيل يصر على أن ينقل لمن جاء بعده تفاصيل لحظة عز غير فيها الأقدار، كانوا شبانًا عندما رفعوا راية مصر خفاقة على تراب سيناء، وهزموا من نال نصراً لا يستحقه قبل 6 سنوات، واليوم يجلسون مع أبنائهم وأحفادهم، يروون لهم تفاصيل البطولة والنصر والاستشهاد.

النقيب احتياط عاصم محمد: «الشظية لا تزال في جسدى».. والحفيدة: فخورة بجدّىالجد عاصم محمد وسط ابنته وزوجته وأحفاده

حمل أحفاد النقيب عاصم محمد صورة جدهم ووسام النجمة العسكرية، بينما يحكى الرجل بطولاته وزملائه في حرب النصر، فيما رددت «لينا» النشيد الوطنى، بعد حكايات جدها على معاذ عن النصر، بينما يؤكد خالد، نجل النقيب شريف حبيب، أنه شاهد المعركة في مواقعها، حيث خدم في نفس موقع والده، وفى كل مكان كان يتذكر حكايات والده له منذ الصغر.

متوسطًا أحفاده، جلس النقيب احتياط، عاصم محمد أحمد، ينقل ذكريات النصر لأجيال جديدة، فيما جلست ليديا (15 عامًا) ونورين محمد عاصم (8 أعوام)، وياسين (6 أعوام) ومالك أحمد عاصم (عامين)، يتبادلون حمل وسام النجمة العسكرية الذي حصل عليه تقديراً لبطولته في نصر أكتوبر، وصورته أثناء الخدمة العسكرية، وهم فخورون بما يحكى لهم من بطولات.

وسط الأحفاد، بدأ الرجل في سرد بطولته كضابط احتياط في الجيش المصرى، خلال معركة النصر، يقول: «كنت أعمل مهندسا زراعيا في السنبلاوين، وفى يناير 1968 تم استدعائى للتجنيد، قضيت الفترة الأساسية وتخرجت كضابط احتياط، تنقلت إلى أكثر من مكان، حتى انتقلت إلى فايد، أو البحيرات المرة تحديدًا».

ويضيف: «كنت قائد سرية مدفعية مضادة للطائرات تابعة لسلاح الدفاع الجوى، حتى أنهيت الخدمة في يوليو 1973، قبل أن يتم استدعائى مرة أخرى في 1 أكتوبر من نفس العام، وعدت إلى نفس كتيبتى في فايد، ومرت الأيام الخمسة التي سبقت الحرب، بشكل طبيعى جدا، كنت أمر على مواقع المدفعية المضادة للطائرات وأتمم على الصيانة والذخيرة».المزيد

النقيب شريف حبيب شارك في تحرير المر.. ونجله خالد خدم في نفس الموقعالنقيب شريف حبيب

الاستيلاء على جبل المر، كانت واحدة من أهم المعارك التي خاضها الجيش الثالث في حرب أكتوبر، قادها اللواء محمد الفاتح كريم، قائد اللواء الثانى مشاة ميكانيكى بالفرقة 19، ووسط زوجته ونجله خالد، سرد النقيب احتياط شريف حبيب، أحد أبطال المعركة تفاصيل تحرير الجبل ذى الموقع الاستراتيجى، لـ«المصرى اليوم».

بدأ «حبيب» حديثه عن تجنيده كضابط احتياط: «درست في كلية الضباط الاحتياط، ثم تم توزيعى على كتيبة في الفرقة 19، وفى يوم 3 أكتوبر 1973، انتقلت إلى متقدم الكتيبة، بعدها أرسلوا لى خطة عمليات وطلبوا منى حل الخطة، قمت بحلها وكأنها تدريب عادى».

يواصل الرجل حديثه: «فى يوم 5 أكتوبر كان هناك تشديد على التمام، ضابط يتصل من قيادة اللواء، ثم رتبة أعلى من قيادة الفرقة وهكذا، والجميع كان يؤكد على حل الخطة، استمر هذا الوضع حتى الواحدة من ظهر 6 أكتوبر، وفى الثانية فوجئنا بالطيران يعبر الجبهة الشرقية، لم نر هذا المنظر منذ 5 سنوات على الجبهة، فتأكدنا أن الحرب اندلعت».المزيد

الجندى على معاذ: عبرت ضمن الموجة الأولى.. و«فرقة الكسالى» خدعت إسرائيلالجد على معاذ يحكى ذكريات النصر للأبناء والأحفاد

في مثل هذا الموعد، يسترجع الجندى السابق بالقوات المسلحة، خلال حرب أكتوبر، على معاذ، ذكرياته عن المعركة وتفاصيلها وبطولاتها وكذلك شهدائها، ويسرد البطل شهادته على الحرب بحضور «المصرى اليوم»، لأبنائه سارة وإسلام وحفيدته لينا، التي تركناها وهى تردد النشيد الوطنى.

يعود الموجه السابق بالتربية والتعليم، على معاذ، بالذاكرة إلى بداية التحاقه بالقوات المسلحة في 31 أكتوبر 1972: «تم توزيعى على سلاح المشاة، وبعد فترة التدريب، تم نقلى إلى السويس في منطقة قرية عامر، الموجود فيها الآن نفق الشهيد أحمد حمدى، وفى مواجهة النقطة 149 الإسرائيلية».

يضيف معاذ: «قبل الحرب بحوالى 4 شهور، ذهبنا إلى منطقة اسمها برقاش بجوار إمبابة للتدرب على العبور، أثناء التدريب كانت حمولة القارب 8 جنود فقط، فيما كنا نستقله أثناء العبور حوالى 30 جنديا، وقد تدربنا في هذه المنطقة لمدة 3 شهور».المزيد

عبدالعزيز قابيل قائد الفرقة الرابعة مدرعات لـ «المصري اليوم»:كنا واثقين من التصدى لـ «الثغرة» والنصر بالروح القتالية العاليةالجد عبدالعزيز قابيل مع ابنه وزير التجارة وأحفاده

قال اللواء عبدالعزيز قابيل، قائد الفرقة الرابعة مدرعات خلال حرب أكتوبر 1973، إن الأخطاء التي حدثت خلال حرب 67، كانت السبب في إعادة تجهيز الجيش، والتخطيط الجيد لحرب 1973، والتجهيز لها بشكل متكامل، ما مكن القوات من تحقيق الانتصار الذي شهد له العالم أجمع.

وأضاف لـ«المصرى اليوم»، أنه خلال حرب أكتوبر، كان قائدا للفرقة الرابعة مدرعات، والتى تعرف بأنها «جوهرة الجيش المصرى»، كان هناك تكليف بمهمة العبور وتطوير الهجوم للوصول إلى ممر «متلا» بطول ٣٢ كيلومترا، والذى يقع بين سلاسل جبال شمال وجنوب سيناء، على بعد حوالى ٥٠ كيلومتراً شرق السويس، لكن لم يتم تنفيذ المهمة بالكامل، نظرا لحدوث الثغرة، والتى حدثت بمساعدة أمريكا، لتطويق الجيش الثالث الميدانى في غرب القناة، وكانت الفرقة الرابعة موجودة بالفعل في منطقة الدفرسوار.

وتابع أن ما يؤكده لأحفاده دوما في الحوار عن نصر أكتوبر العظيم، هو وجود الروح القتالية العالية لدى الضباط والجنود: «كنا واثقين من النصر، وأننا قادرون على التصدى لهذه الثغرة والتعامل معها، وخلال الحرب كنا حريصين على ضرورة استمرار أسلوب القتال لتحقيق النجاح في مهمة استعادة الأرض».المزيد

نائب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق: اللواء عاطف عبدالغفار: المشيرعامر كاد يُقتل في النكسة.. ولولا «هزيمة يونيو» ما كان النصراللواء عاطف عبدالغفار ونجله الدكتور خالد وزير التعليم العالى

:

بداية كيف ترى انتصار حرب أكتوبر بعد مرور 44 سنة؟

المزيد

رئيس عمليات «الصاعقة» في أكتوبر لـ«المصري اليوم» :اللواء أحمد شوقى: كانت لدينا خطة كاملة للقضاء على «الثغرة» لولا تدخل «كيسنجر»- اللواء أحمد شوقى وحفيدته ياسمين

تولى اللواء أحمد شوقى الحفنى، موقع رئيس عمليات الصاعقة في حرب أكتوبر، وكان تخرج في الكلية الحربية 1959 ثم خدم في الجبهة السورية ثم في اليمن، وأشرف عملياتيا على معركة راس العش التي أذهلت الإسرائيليين، والتى جرت بعد النكسة بأيام، وقام بالتدريس في كلية الدفاع الوطنى من 1980 إلى 1986 قبل أن يتولى الأمانة العامة لإحدى المنظمات الدولية لمدة 22 عاما، ومن كل تلك الخبرات وبحضور حفيدته ياسمين جرى هذا الحوار..

■ ما رسالتك لياسمين والجيل الحالى عموما؟

نصر أكتوبر يعنى وضوح الهدف والإيمان بالقضية وشجاعة القرار وتلاحم الجيش والشعب والثقة بالنفس والتوظيف الجيد للإمكانات، والتجهيز المسبق، وتهيئة الشعب في الداخل وكسب الرأى العام العربى والعالمى بمعركة دبلوماسية ضخمة، وعليه فإن ما هو أهم من الاحتفال بالنصر استخلاص الدروس لمعركتنا الراهنة.

■ وما أهم تلك الدروس؟

- المواقف تتشابه في الحرب خرجنا من هزيمة إلى نصر، ونحن الآن في وضع صعب نريد الخروج منه. ولقد بدأنا برفض الهزيمة الضخمة بعد 1967 وعلينا رفض الواقع الاجتماعى والاقتصادى والتعليمى والحضارى الذي نحن فيه، وبدأنا بإعادة تأهيل وتنظيم القوات المسلحة وإحلال المؤهلات العليا والمتوسطة محل «الجنود العاديين» وقد حصلنا على مخرجات أفضل من السلاح بسبب ذلك، وبالتالى علينا الآن في معركتنا الجديدة إجراء إصلاح شامل وعاجل للتعليم.المزيد

«المصري اليوم» مع عائلة بطل «معركة الفردان»: البطل المقاتل محيى مصطفى: أحكى لأحفادى بطولات «الفردان» واقتحام خط «بارليف»محيى مصطفى يروى بطولات النصر لأحفاده

بعد 44 عاما على انتصار أكتوبر 1973 العظيم، مازال أبطال الحرب يروون الذكريات والحكايات على خط النار والجبهة.. «المصرى اليوم» التقت عائلة اللواء محيى مصطفى، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وبطل معركة الفردان، قائد الكتيبة 296 مدفعية.

«مصطفى» يحرص حتى الآن على أن يجمع أبناءه وأحفاده، تحديدا، ويحكى لهم ذكريات الحرب، لينقلوا التاريخ ويكونوا شهودا عليه، موضحا أنه تمت إعادة بناء الجيش عقب هزيمة يونيو 1967، لرفع الكفاءة القتالية والروح المعنوية للضباط والجنود.المزيد

الفدائى محمود طه: خرجنا لنخطف رئيس المخابرات الإسرائيلية فأنقذنا أسطولنا من قصف العدوالفدائي محمود طه يتحدث للمصري اليوم

.

.

للمزيد

العريف سراج عبدالرحيم: شاركت في تطوير الهجوم لمسافة 5 كيلومترات بالمدفعيةسراج الدين مع ابنائه وأحفاده

سراج الدين عبدالرحيم، ابن قرية نجع قطية بمركز نجع حمادى محافظة قنا، أحد الجنود البواسل الذين شاركوا في صنع التاريخ بالمشاركة في حرب 1973 والاستبسال مع زملائه في تلقين العدو الإسرائيلى هزيمة مذهلة شهدت لها العسكرية العالمية.

يجلس عبدالرحيم دائما مع أبنائه «6 أولاد و4 بنات»، وأحفاده الـ10 الصغار ليسترجع معهم أيام الحرب والانتصار وهزيمة العدو وتحرير الارض، متمنيًا من الله أن ينصر القوات المسلحة على الإرهاب والقضاء عليه.المزيد

حمدى الكنيسى: رجعت لبناتى من الجبهة بـ«أفرول» جندى إسرائيلى أسيرحمدي الكنيسي يتوسط ابنته وأحفاده

عبر الإعلامى الكبير حمدى الكُنيسى، نقيب الإعلاميين، عن سعادته لمشاركته في تغطية حرب أكتوبر 1973، حيث عمل كمراسل حربى للإذاعة المصرية وقدم حينها برنامجى «صوت المعركة» و«يوميات مراسل حربى». واستعاد «الكُنيسى» ذكريات النصر وقال لـ«المصرى اليوم»: «أحمد الله أننى كنت جزءا من هذا المشهد العظيم، وأنى وُفِقت لأن أكون مراسلاً حربيًا للإذاعة في أكتوبر، ويكفى أننى رأيت فيها كيف يكون الإنسان المصرى عظيمًا ورائعًا وقويًا في مواجهة أخطر وأشرس التحديات، عشت وسط المقاتلين وهم يعلنون للعالم كله كيف أن الإنسان المصرى يمكن أن يتحدى المستحيل والعوائق المختلفة التي كانت تقف في وجه قواتنا المسلحة وكانت كفيلة أن تمنع أي جيش في الدنيا من مجرد التفكير في مواجهتها، ومع ذلك قام بها جيشنا».المزيد

أحمد بدير: عندما أرى جندياً أريد أن أحتضنه.. والشباب لا يعظمون انتصارات أبطالناأحمد بدير وابنته

الفنان أحمد بدير واحد من المشاركين في حرب أكتوبر، وقال لـ«المصرى اليوم»: إنها كانت سنة الحسم وإن القيادة العسكرية كانت تعمل في صمت لأنه كان حدثا تاريخيا وعظيما بالنسبة لمصر بعد حرب الاستنزاف للعبور في وقت يأس للناس كلها، لذلك كان عام الحسم بالنسبة للمصريين ولأن الحرب خدعة فكان لا أحد يستطيع كشف أي سر من أسرارها أو خطوات تنفيذها.

وأضاف أنهم كانوا يتوجهون إلى الجبهة كمحاربين ومراسلين حربيين، حيث كانوا يجلسون على جمر، بهدف انتظار لحظة العبور بأى طريقة وأسرع وقت وأنه عندما تحقق النصر كانت صيحة «الله أكبر»، وأن الانتصار في 6 أكتوبر شىء لا يساويه شىء، رجوع أرض أو انتصار للشهداء وأسر الأعداء وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فكان أعظم إحساس أن تقوم بهذه الأعمال فداء للوطن. ويعتبر «بدير» أن الجيش بالنسبة له خط أحمر، وأكد أنه شخصيا عندما يرى جنديا من الجيش يريد أن يحتضنه ومازال ذلك الإحساس بالفخر والسعادة لجيش مصر العظيم، وتابع: «الشباب في الوقت الراهن مع الأسف لا يعظمون انتصارات أبطالنا».المزيد

المخرج على عبدالخالق: ظلمنا حرب أكتوبر سينمائياً.. وأفلام البدايات كانت متسرعة وبها بعض الأخطاء.. وهناك أمل لتنفيذ بطولاتهالقطة من فيلم أبناء الصمت

المخرج على عبدالخالق قال لـ«المصرى اليوم»: حرب أكتوبر ظلمت على مستوى السينما، لعدة أسباب أهمها تقصير الدولة في توثيق هذا الحدث التاريخى لأجيال متعاقبة لا تعلم الكثير عنه، وهناك الكثير من الحقائق التي تكشفت عن حرب أكتوبر في الوقت الحالى تصلح لأن تكون أفلاما كاملة، ومازال هناك أمل لتنفيذها منها على سبيل المثال العملية التي تم تنفيذها يوم 5 أكتوبر، للضفادع البشرية التي نجحت في المبيت بمياه القناة لانتشال أنابيب النابلم التي كانت منتشرة في مياه القناة لتحرق أي عبور إذا حدث، وكيف نجحت في إنهاء هذه المهمة في ليلة واحدة.

وأوضح أن السينمائيين والمنتجين عقب الحرب والانتصار توهجوا وتصدوا لـ 6 أفلام هي حصيلة ما صورته عن أكتوبر رغم أنها كانت خطوات متسرعة بها بعض الأخطاء. وأضاف: يكفيهم أنهم حاولوا تسجيل هذا الانتصار الأهم في تاريخ العروبة، ومن بين تلك الأفلام «بدور» و«الرصاصة لا تزال في جيبى» و«أبناء الصمت» و«حتى آخر العمر» و«العمر لحظة» و«الوفاء العظيم».المزيد

اللواء عبدالجابر أحمد قائد كتيبة «فهد 35»: الإسرائيليون وصفوا كتيبتى بـ«عفاريت عبدالجابر»اللواء عبد الجابر وسط أسرته

أبطال كثيرون وتضحيات عديدة قادت رجال القوات المسلحة إلى تحقيق نصر أكتوبر، أحد هؤلاء الرجال هو اللواء عبدالجابر أحمد على قائد الكتيبة 35 فهد، والفرقة 16 مشاة بالجيش الثانى بالقطاع الأوسط.

حرصت «المصرى اليوم» على أن تجمع أسرة اللواء عبدالجابر وأولاده وأحفاده، وتسجيل رواية بطل حرب أكتوبر عن ذكرياته مع الحرب لأسرته، حيث أكد في البداية أن هناك قصصا وروايات كثيرة شهدتها فترة الحرب، يجب على الأجيال المختلفة قراءتها ودراستها بتأن من أجل الاستفادة منها وزيادة الوطنية لديهم.

ويبدأ اللواء عبدالجابر سرد بطولاته قائلا: «بعد النكسة بذلت القوات المسلحة جهودًا ضخمة في إعداد وتجهيز الوحدات العسكرية، وبدأت تضخ بها وجوها جديدة وأسلحة جديدة والاستعانة بحملة المؤهلات العليا، ليستوعبوا بشكل أسرع الأسلحة المعقدة، وتم التركيز أكثر على اللياقة البدنية، بعدما قررت الإدارة العامة تنظيم مسابقات رياضية في مختلف الألعاب من أسوان لمطروح تتضمن جميع الألعاب بين الجيش الثانى والثالث، وشهدت هذه المنافسات قمة الصراع بين المجندين لنيل شرف الفوز، والحقيقة أن المنافسة رفعت اللياقة البدنية للمجدنين بشكل كبير، وهو ما كان تقصده القيادة العامة من أجل تجهيزهم ليوم العبور، خصوصا أن عبور قناة السويس وسيناء يحتاج لمدة 24 ساعة سيرًا على الأقدام».

وأضاف: «بدأت الأفكار العملاقة للعبور وأهمها نظرية إزالة الساتر الترابى الهائل بخراطيم المياه، وكانت بالجهود العادية تستلزم نحو 18 ساعة لكن تم اختصارها إلى فترة 6 إلى 8 ساعات وأحيانًا 4 ساعات، هذه المفاجأة صدمت العدو وأربكت حساباته، ثم جاءت مفاجأة خراطيم النابالم التي استطاعت القوات الخاصة غلقها ومن كان يستشهد كان سعيدا بخطوات النصر التي بدأت تلوح في الأفق، وجاء دور صواريخ الدفاع الجوى التي تتعامل مع الطيران والتى كبدته خسائر ضخمة».المزيد

اللواء صبرى سراج دفعة الشهيد عبدالمنعم رياض: يوم نجاح زملائى في اقتحام «كبريت» شعرت بأنى لم أقدم ذراعى هباءًاللواء صبري سراج مع احفاده

الثلاثاء من أول كل شهر موعد مقدس لا يمكن أن ينساه اللواء صبرى سراج، نائب رئيس الزمالك الأسبق، فهو الاجتماع الشهرى لدفعة 59 حربية، والمسماة بدفعة «الشهيد عبدالمنعم رياض»، التي على مدار 40 سنة لم يتخلف أعضاؤها عن حضور الاجتماع إلا لظروف طارئة، وفى كل مرة وبدون أي ملل أو حماس يبدأ الحديث عن يوم العبور العظيم يوم 6 أكتوبر، يستعرض فيها كل واحد منهم ذكرياته والمواقف البطولية لزملائه

ويقول اللواء صبرى سراج إن الثلاثاء من كل شهر بمثابة يوم الوفاء، يتجمع فيه من بقى على قيد الحياة من الدفعة التي نالت شرف اسم دفعة الشهيد عبدالمنعم رياض، حيث كانت الدفعة في السنة الأخيرة في كلية الحربية، وتم إطلاق اسم عبدالمنعم رياض عليها بعد استشهاده على الجبهة، وأشار إلى أن الأمر لا يقتصر على مجرد تجمع، وإنما يتجسد في أسمى أنواع التكافل الاجتماعى، بالتواصل مع أسر الشهداء والزملاء المرضى. وتابع: عقب انتهاء اجتماع الثلاثاء وفور وصولى إلى المنزل يلتف حولى نجلاى كريم وعمر وأحفادى ندى وعمر وفاطمة وليلى لأحكى لهم عما سمعته من حديث وبطولات عن أبطال حرب أكتوبر، وأشعر حينما أبدأ في سرد الأحداث لأولادى وأحفادى بأننى عدت ملازما أول في الجيش، وأسمع في أذنى صوت المركبات وطلقات المدافع وأزيز الطائرات، وتحديدا يوم كنت على الجبهة في فرقة المشاة ونتدرب على اقتحام النقطة الحصينة للعدو في كبريت، ويومها سقطت مصابا وفقدت ذراعى، والعبرة مما أرويه أن التدريب الشاق، والذى كانت به خسائر بشرية، دليل قوى على التدريب الذي ساهم في رفع القدرة القتالية ويوم نجاح زملائى في اقتحام نقطة كبريت ورفع العلم المصرى شعرت بأنى لم أفقد ذراعى هباء، وبأننى من أجل هذه اللحظة كنت مستعدا للتضحية بحياتى، كما فعل الكثير من زملائى، الذين رويت أرض سيناء بدمائهم الطاهرة. وأكد صبرى سراج أن أحفاده وولداه مقيمون في الكويت، وخلال فترة قضاء الإجازة الصيفية يكون الحديث عن حرب أكتوبر، وقال: رغم بتر ذراعى إلا أننى رفضت الإحالة على المعاش، ورغم انتقالى إلى جهاز الرياضة العسكرى، ومع إعلان الحرب كنت دائما أتواجد في المستشفيات للشد من أزر زملائى المصابين ورفع معنوياتهم وإن أي إصابة تعرضوا لها تهون أمام الوطن.المزيد