«المصري اليوم» مع عائلة بطل «معركة الفردان»: البطل المقاتل محيى مصطفى: أحكى لأحفادى بطولات «الفردان» واقتحام خط «بارليف»

كتب: محمد محمود رضوان الأربعاء 04-10-2017 21:50

بعد 44 عاما على انتصار أكتوبر 1973 العظيم، مازال أبطال الحرب يروون الذكريات والحكايات على خط النار والجبهة.. «المصرى اليوم» التقت عائلة اللواء محيى مصطفى، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، وبطل معركة الفردان، قائد الكتيبة 296 مدفعية.

«مصطفى» يحرص حتى الآن على أن يجمع أبناءه وأحفاده، تحديدا، ويحكى لهم ذكريات الحرب، لينقلوا التاريخ ويكونوا شهودا عليه، موضحا أنه تمت إعادة بناء الجيش عقب هزيمة يونيو 1967، لرفع الكفاءة القتالية والروح المعنوية للضباط والجنود.

وأضاف: «كانت كتيبتى على الجبهة مباشرة بمنطقة الفردان، وكنت مكلفا بمراقبة خط بارليف، وكنت أنا وجنودى ننتظر اللحظة التى نقوم فيها بعبور المجرى الملاحى لقناة السويس واقتحام خط بارليف، الذى وصفوه بأنه أكبر مانع فى التاريخ، وحاربنا فى 73 بمعدات لا تتجاوز 10% فقط، بعد خسائر المعدات فى 67، وفى لحظة العبور، قامت القوات المسلحة ظهر 6 أكتوبر بعبور المانع الحصين خط بارليف خلال 16 دقيقة فقط، بعد أن تم تدريب القوات على عبور المانع خلال 22 دقيقة، ولكن مع الروح المعنوية للجيش المصرى، وكلمة (الله أكبر) وصلت القوات خلال 16 إلى 18 دقيقة، وكسر الجندى المصرى الرقم القياسى الذى أكده الخبراء».

وتابع بطل معركة الفردان: «عن طريق لواء مدرع بقيادة عساف ياجورى دخل من الفردان بقوة 190 دبابة حديثة أمريكية، وجاءت عبر الجسر الجوى الذى أقامته أمريكا لمساعدة اليهود فى الحرب، وقمت باستطلاع آثار قدوم الدبابات القادمة على خط النار، وقمت بتجهيز المدافع لمواجهتها، وبدء الضرب على مدى 3 كيلو مترات، وضرب دفعات عديدة على الدبابات، ومكانها الآن قرية الأمل، وبها دبابة عساف ياجورى قائد اللواء الإسرائيلى، لتكون رمزا لقوة المقاتل المصرى وشاهدا على صموده للدفاع عن أرضه، وبعد ضرب مجموعة اللواء مدرع 190 إسرائيلى، تم ضرب دبابة عساف ياجورى، وأصيبت الدبابة وخرج منها، وتم أسره وتسليمه إلى المخابرات المصرية، وقامت كتيبتى بضرب أكثر من 8500 دانة مدفعية 100مم بمدى 20 كيلومترا، ومازالت تدرس معارك أكتوبر فى كليات الحرب العالمية».

وقال: «الحرب على الإرهاب فى سيناء، أخطر وأكبر من حرب أكتوبر، لأن الحرب فى أكتوبر كانت بين جيش وجيش، معدات ومعدات، إنما الحرب فى سيناء الآن ضد الإرهاب، نحارب عدوا غير شريف، يتخفى ويتنكر ويفجر ويضرب من على بعد».

وتقول تواضع يسرى، زوجة البطل المقاتل: «عشت أياما صعبة بعد النكسة، وبعدها تم تهجير كل أهالى محافظة الإسماعيلية بسبب الحرب، ووقتها أنجبت ابنتى الكبيرة نورهان، وكانت رضيعة، وكان زوجى مع أول القوات التى دخلت إلى الجبهة وسيناء، وانسحبت القوات حتى وصلت إلى الفردان غرب قناة السويس، وتركت الإسماعيلية فى أكتوبر 1967، وكانت أصعب الأوقات فى حياتى، وبعدها توجهت إلى القاهرة، وكنا نعيش فى مساكن للقوات المسلحة، ومع صباح كل يوم كنت أسمع ما بين فرحة عارمة من أسرة أحد المقاتلين أو أحزان لفقد ابنهم أو استشهاده فى الجبهة، وكانت تمر على تلك الأوقات بصعوبة بالغة، وأنا لا أعلم مصير زوجى».

وتضيف: «قبل الحرب بساعات كانت طفلتى على موعد لإجراء جراحة عاجلة بمستشفى القوات المسلحة، ودخلت إلى المستشفى، بسرعة كبيرة قام التمريض بإدخال الطفلة إلى العمليات ومنها إلى غرفة أخرى، ولاحظت وجود تغيرات كبيرة وإخلاء للمرضى من المستشفى، ورفع لحالة الاستعداد لم أرها فى المستشفى العسكرى من قبل، وبعد إجراء العملية لطفلتى قام محيى بتقبيل طفلته وارتداء ملابسه العسكرية، رغم أنه لم يكمل 24 ساعة فقط من إجازته، وتركنا أنا وطفلته فى المستشفى وتوجه إلى الجبهة، وقبّل طفلته بشدة، ما أثار خوفى وقلقى، فسألته: هل الحرب مقبلة؟، ورد على: «لازم نحارب.. مينفعش نعيش كده، لازم ناخد حقنا، وبعد أكثر من 40 يوما من اندلاع الحرب كانت أولى إجازاته».

مروان خالد، طالب جامعى، وأحد أحفاد «مصطفى»، قال: «أنا فخور بجدى لأنه بطل من أبطال أكتوبر، ولا أملّ أبدا من سماع حكاياته وذكرياته عن الحرب، كما أنه يحدثنا عنها بكل فخر، ويرصد وقائع وتفاصيل جديدة عن الحرب، وحكايات تشعرنى بأننى حفيد البطل، ومدى قوة وصلابة الجندى المصرى، وأن العسكرية المصرية شرف لأى مواطن». وأضاف الحفيد: «الأفلام التى تناولت الانتصار المجيد، لم تتطرق لكافة التفاصيل والمعارك، بالشكل المطلوب، وهناك حكايات لأبطال حقيقيين لابد أن تظهر للعالم، وتحديدا الشباب المصرى، لتكون لهم نهجا وطريقا يسيرون عليه اقتداء بأجدادهم الأبطال».