تعيش إسبانيا فى الساعات الأخيرة، على وقع الاستفتاء الذى أقيم، الأحد، فى إقليم كتالونيا، من أجل الانفصال، حالة كبيرة من الجدل والرعب، وهو ما سيؤثر على الرياضة فى الإقليم الكتالونى، خاصة فريق برشلونة، أحد أكبر الأندية على مستوى العالم.
وقدم تشافى هيرنانديز، لاعب السد القطرى وبرشلونة السابق، دعمه للاستفتاء، وفى تسجيل فيديو خرج قائد برشلونة السابق ينتقد الطريقة التى تعاملت بها الشرطة الإسبانية مع المواطنين المتوجهين للإدلاء بأصواتهم، واصفا إياها بـ«المخزية».
وقال، فى فيديو نشر على صفحات التواصل الاجتماعى: «ما يحدث فى كتالونيا هو وصمة عار، فمن غير المعقول أن تمنع الناس من التصويت وأنت فى بلد ديمقراطى، أقدم دعمى لجميع الأشخاص الذين ذهبوا للإدلاء بأصواتهم بطريقة سلمية».
فى سياق متصل، نشر جيرارد بيكيه، نجم البارسا، صورة عبر حسابه على «تويتر» وهو يصوت فى الاستفتاء، وكتب بيكيه، تعليقا على الصورة «صوت البنادق لا يمكن أن يوقف صوت الديمقراطية».
وتدور الكثير من التكهنات، حول مستقبل برشلونة، وباقى الفرق الكتالونية التى تلعب فى الدورى الإسبانى فى مختلف درجات الدورى الإسبانى، وهناك عدة سيناريوهات من المتوقع حدوث أحدها بالنسبة للفرق الكتالونية فى حالة إتمام الانفصال، وهو الأمر الصعب نظريا نظرا لما قامت به الشرطة الإسبانية من تعامل قاس وعنيف مع المصوتين.
والسيناريو الأول هو البقاء فى الليجا، حيث يعتبر إقليم كتالونيا جزءا لا يتجزأ من الأراضى الإسبانية، وبالتالى فإن من حق فريق برشلونة أن يلعب فى الليجا، ويعتبر خيار البقاء لبرشلونة وفرق كتالونيا فى الدورى الإسبانى، هو الأكثر ترجيحا، نتيجة التوقعات التى تشير لإمكانية فرض عقوبة من الفيفا ضد الاتحاد الإسبانى، بالإيقاف فى المسابقات الدولية، بسبب تدخل الحكومة فى العمل الرياضى، وطرد نادى برشلونة وفرق كتالونيا من الليجا.
كما قال البعض داخل نادى برشلونة، بأن البلوجرانا يدعم رأى الانفصاليين فى كتالونيا، لكنه لا يرغب فى الانفصال عن الرياضة الإسبانية، لأن هذا الأمر يضر بمصالح النادى الكتالونى، الذى يعتبر من بين أغنى وأغلى الأندية فى العالم، بحكم تواجده فى الليجا مع ريال مدريد.
ويأتى السيناريو الثانى، وهو المشاركة فى البريميرليج، وهو سيناريو خيالى أن يتواجد برشلونة فى بلاد الضباب، مع مانشستر يونايتد وتشيلسى وليفربول ومانشستر سيتى وأرسنال فى الدورى الإنجليزى، لكن يبدو أن هذا الأمر قد يصبح واقعا، فى حال انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، يأتى ذلك بعد تصريحات وزير الرياضة الكتالونى، أن برشلونة لديه الحق فى اختيار المكان الذى يلعب فيه، حال انفصال كتالونيا عن إسبانيا، ويمكنه الذهاب واللعب فى الدورى الإنجليزى الممتاز.
أما السيناريو الثالث، فيتمثل فى اللعب فى الدورى الفرنسى، وهو من الخيارات المتاحة أمام برشلونة، بحكم قرب المسافات بين إسبانيا وفرنسا على المستوى الجغرافى، وأصبح الدورى الفرنسى، مثيرا للغاية بعد الصفقات التى قام بها باريس سان جيرمان، الذى أصبح من أقوى الفرق فى القارة الأوروبية.
وآخر خيار وهو الاحتمال الأضعف، أن يقام دورى خاص بفرق كتالونيا، فمن الممكن أن يقوم إقليم كتالونيا بإنشاء دورى خاص به مكون من 9 أندية بما فيها برشلونة وإسبانيول، لكن هذا هو الخيار الأضعف، لأن برشلونة سوف يفقد الكثير من قوته الاقتصادية، خاصة أن حقوق البث سوف تكون ضعيفة جدا، لأن فرق كتالونيا ليست أندية كبيرة ولا تملك المال الوفير، ما عدا برشلونة وإسبانيول، وربما حديثا الصاعد جيرونا.
وعلى صعيد متصل، يواجه المنتخب الإسبانى لكرة القدم، شبح الاستبعاد من البطولات الدولية فى الفترة المقبلة، وأبرزها مونديال 2018 بروسيا، وقالت صحيفة «ذا صن» البريطانية، إن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» قد يفرض عقوبة على المنتخب الإسبانى بعدم المشاركة فى المسابقات الدولية، فى حال طرد الاتحاد الإسبانى برشلونة من الدورى، إذا استقل إقليم كتالونيا.
وأجرى استفتاء الأحد فى إقليم كتالونيا حول الاستقلال عن إسبانيا، الأمر الذى رفضته الحكومة الإسبانية فى العاصمة مدريد واعتبرته غير دستورى، وفى حال استقلال كتالونيا عن إسبانيا فإن أندية أخرى سوف تتعرض للطرد من الدورى الإسبانى مثل إسبانيول وجيرونا، بينما يعد برشلونة هو الطرف الأكبر فى الإقليم.
ويرفض الاتحاد الدولى أى تدخل سياسى فى كرة القدم فى أى دولة، وفى حال تم طرد برشلونة من الدورى الإسبانى، فسوف يتم اعتبار ذلك تدخلا من الحكومة فى العمل الرياضى، وهو ما سيعرض إسبانيا لعقوبة دولية قبل أقل من عام على كأس العالم 2018.
فيما عبر خوان لابورتا، رئيس نادى برشلونة الأسبق، عن عدم رضاه على التهديد بإمكانية رحيل البلوجرانا عن الدورى الإسبانى حال حصل إقليم كتالونيا على الاستقلال، وقال لابورتا فى تصريحات لصحيفة «آس»: «عدم إقامة مباراة ريال مدريد وبرشلونة كل موسم أمر خاطئ للغاية وجريمة سيندم عليها الاتحاد الإسبانى والحكومة، حال استقل إقليم كتالونيا وتقرر استبعاد البلوجرانا من الدورى، الكلاسيكو أمر جاذب لجمهور كرة القدم فى العالم أجمع».