«المصري اليوم» ترصد الأوضاع فى كردستان: شبح «الاستقلال والدم» يخيم على أربيل

كتب: صفاء صالح الأحد 01-10-2017 23:26

بينما ارتفع صوت رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، عبر شاشات الفضائيات ممهلا حكومة كردستان ثلاثة أيام، مهددا بوضع المطارات تحت سيطرة القوى العراقية، كان مطار العاصمة الكردية أربيل خاليا من أى علم عراقى، وغطت أعلام الشمس الكردية كل ركن فى المطار.

يسأل موظف الجوازات العابرين عن التأشيرة الكردية وحين أراد أحدهم تنبيهه إلى أنه يحمل تأشيرة بغداد يخبره بنبرة حازمة ووجه متجهم «ما نحتاجها».

كل من بالمطار يطلى الحبر الفسفورى سباباتهم، يرفع موظف شركة اتصالات آسيا يده بعلامة النصر، قائلا بصوت مرتفع يتردد صداه فى أرجاء المكان وبحروف عربية صعبة الخروج على لسان لم يعتد إلا الكردية: «نعم صوت للاستفتاء، نريد أن نكون دولة، أليس من حقنا؟».

ستخرج إلى الشارع لتجد مهرجان أعلام الشمس الضخمة يمتد على طول البصر، فقط بعض المؤسسات الحكومية مثل البرلمان ووزارة العدل فى وسط أربيل يتوارى علم عراقى صغير خلف علمين ضخمين لكردستان.

مخاوف الثأر الحزبى ولقب «لاجئ» تسيطر على من قالوا «لا»جانب من عملية التصويت على استقلال الإقليم

سوف يتجاهل الجميع الأصوات الرافضة للاستفتاء من الداخل ويركزون فى ملامحك أو لهجتك إن حملت لمحة عربية سيلاحقك السؤال من الجميع: «لماذا يحارب العرب حقنا فى أن يكون لنا دولة؟!».

وقف الشاب الكردى أمام لجنته الانتخابية متحمسا وسط أقرانه، هاتفا مع الاستفتاء رفع يده اليسرى وبها بطاقة هويته وجنسيته وبطاقة قيادة سيارته، كل شىء يحمل اسم العراق فى حافظة نقوده، وبيده اليمنى أشعل النار فى أوراقه وصرخ بطريقة حماسية «ما بدى مال كردستان»، ولكنه فوجئ حين دخل لجنته أنه لن يستطيع أن يدلى بصوته دون هذه الأوراق.

قررت «زريان»، 28 سنة، ناشطة بالمجتمع المدنى من السليمانية، هى ومجموعة شباب أن تذهب إلى الاستفتاء وتصوت بـ «لا»، تؤكد «زريان» أنها كردية من إحدى أعرق العائلات التى بنت السليمانية، تقول: «الناس هنا فى السليمانية غاضبة من الحكومة بسبب تأخير معاشاتهم لأن الوضع الأمنى والاقتصادى والسياسى كله مخربط بالعراق، وبعضهم يحمل البرزانى مسؤولية معاناتهم الاقتصادية، أما أنا فقلت لا، لأنى لا أحب الحدود بين البشر، فلى أصدقاء ببغداد فلماذا لا أستطيع زيارتهم وقتما أشاء، إذا ما أصبحنا دولتين، أعتقد أن الموضوع توقيته الآن غير مناسب، فلدينا أكراد فى سوريا وإيران وتركيا غير محررين حتى الآن، إلى الآن غير موافقة على هذه الخطوة».المزيد

نائب برلمانى وعضو «مكتب الجبهة التركمانية»: الاستفتاء ليس فى موعده الصحيح .. وأعلنا مقاطعتهأيدين معروف سليم

بلغة عربية لم تصمد كثيرا أمام رغبته فى إكمال حواره بالتركمانية مع وجود مترجم، تحدث آيدين معروف سليم عضو المكتب السياسى بالجبهة التركمانية بالعراق ونائب إقليم كردستان، إلى «المصرى اليوم» قائلا: «الجبهة التركمانية تمثل حزبا مهما من أحزاب الشعب التركمانى نحن لسنا مع الاستفتاء فى هذا الوقت لأنه ليس مطابقا لمبادئ الدستور العراقى ولهذا السبب يوجد فى العراق مشاكل أكثر خاصة فى المناطق المتنازع عليها فى كركوك والمناطق الأخرى، إلى جانب ذلك ما زالت خطورة (داعش) على مناطق كثيرة فى العراق فلذا لم نشارك بالاستفتاء وأعلنا رفضنا ومقاطعتنا التامة له».المزيد

مؤسس «كلا حالياً» المعارضة للاستفتاء: مقومات دولة كردستان الآن تؤدى لسيناريو «جنوب السودان»رابو معروف

رابو معروف برلمانى كردى، أسس ومجموعة من البرلمانين والإعلاميين والمثقفين رابطة ضد الاستفتاء باسم «كلا حاليا» اعتراضا على توقيت الاستفتاء ويقول «معروف»: «وقفنا ضد هذا الاستفتاء لأننا نعتقد لن يؤدى للخير والمصالح العليا لشعبنا الكردستانى بل بالعكس كلنا نعتقد بأن هذا التصرف سيؤدى إلى حالة من التشنج السياسى والمشاكل العسكرية مع بغداد بالإضافة إلى مشاكل أخرى عديدة مع دول الجوار كإيران وتركيا وسيكون نوعا من التحدى ضد مصالح الأمن القومى للولايات المتحدة الأمريكية وللاتحاد الأوروبى وبريطانيا».المزيد

روميو هيكارى عضو «المجلس الأعلى للاستفتاء»: نوافق من أجل حلم الديمقراطية.. ولا نقبل فرض وصاية ديانة على أخرىروميو هيكاري

يقول روميو هيكارى، العضو السابق فى برلمان كردستان ممثل المسيحيين (كلدان سريان أشوريين) فى المجلس الأعلى للاستفتاء، إن المسيحيين جزء مهم وشعب أصيل من الإقليم أرضا وشعبا، ويضيف: «هنا عاش أجدادنا منذ 7 آلاف سنة فى الإمبراطورية الآشورية، أى تغيير يطرأ على النظام السياسى والإدارى يتم اتخاذه بالإقليم يؤثر على باقى المكونات الأخرى، لذلك نحن أمام عملية تغيير كبير استفتاء كمرحلة أولية نحو الاستقلال ونحن نطالب بالحكم الذاتى واستطعنا أن نثبته فى المادة 35 من دستور الإقليم ولكن الإقليم الآن يتحول إلى شىء ذى سقف أعلى لذا فقد أصبح ثقف طموحاتنا أعلى أيضا».

ويشرح «هيكارى» كيف اقتنع ممثلو القوميات الأخرى غير العرب والأكراد بالمشاركة فى الاستفتاء فيقول: «إننا ممثلون فى 10 أحزاب وقعنا على مذكرة مطالب بها 16 بندا تحدد آليات سير مستقبل شعبنا فى الإقليم المستقبلى، وتشمل هذه المطالب أن شعبنا متمثلا فى الإيزيدى والتركمانى والآشورى المسيحى».المزيد

عضوة البرلمان وممثلة «الأيزيدية» فى لجنة الاستفتاء: خرجنا من بغداد حفاة مشتتين واستقبلنا الأكرادإيفان دخيل

تصف إيفان دخيل عضو مجلس النواب العراقى عن سنجار، وممثلة الطائفة الأيزيدية فى لجنة الاستفتاء، الاستفتاء بأنه «مسألة حياة أو موت»، وتقول: «فبعد ما حدثت لهم من فظائع فى عام 2014 على يد «داعش»، ثم جاءوا إلى كردستان وتمت حمايتهم وتقديم كل الخدمات لهم فإنهم يرون أنهم ينتمون لهذه المنطقة، مع ضمان الانضمام للإقليم، وأن يكون لمنطقة سنجار إدارة ذاتية وهى تابعة لكردستان».

وعن السبب وراء حماسها للاستفتاء تقول «إيفان»: «نحن لم نجرب إلا إدارة بغداد لمنطقتنا، وسنجار كانت إدارياً تابعة للموصل ضمن المناطق المتنازع عليها، وحاولنا كثيراً ومراراً، وأنا من سنجار ولى 7 سنوات فى البرلمان، وفى أعوام 74، و75، و76 قامت حكومة بغداد بهدم قرى أيزيدية كاملة على حافة الجبل، وجمعوا كل 10 أو 20 قرية فى مجمعات كاملة وقاموا بتغيير أسماء قراهم الكردية إلى أسماء عربية، مثل مجمع القادسية، ومجمع الوليد، وكان ممنوعاً على أى أيزيدى أن يمتلك منزله، وإلى الآن كل الأيزيديين بهذه المناطق لا يمتلكون سند ملكية لبيوتهم التى فُرض عليهم أن تكون مسقوفة بحصير وخشب، وأحاطوهم بقرى عربية لم يكن لها وجود قبل ذلك».المزيد

رئيس «التنمية التركمانى»: حقوقنا فى الدستور العراقى كانت للزينة وتجميل الوجهمحمد إيلخاني

أحد أهم المساندين للاستفتاء هو حزب التنمية التركمانى ممثلا فى رئيسه محمد إيلخانى، الذى وقف ضد الجبهة التركمانية، وعن تطور فكرة الاستفتاء يقول إيلخانى «فى البداية لم تكن توجد هناك نية فى إجراء الاستفتاء منذ البداية فبعد سقوط نظام صدام جاءت حكومة جديدة فى العراق وتم الاتفاق على أن يتم تأسيس نظام ديمقراطى فيدرالى فى العراق يكون فيه جميع حقوق الأقليات والقوميات، كنا نأمل نحن كقوميات عراقية أن تحل المشاكل بين كردستان والعراق وتتم المصالحة بينهما فمنذ سقوط الدولة العثمانية وهناك مشاكل بين هذه البقعة الجغرافية المسماه كردستان مع االعراق».

ويتابع «إيلخانى» حديثه عن تاريخ المشكلات بين الإقليم وبغداد، فيقول «المشاكل القائمة بينهما هى نفسها المشاكل المتواجدة من قبل عام 2003، بل زاد عليها قطع رواتب الإقليم منذ عام 2014، وهو ما ترتب عليه قيام الإقليم ببيع نفطه للعالم عبر تركيا، فكيف للموظف أن يقبض 25% من راتبه، الشعب فى كردستان بات يعانى، ونحن كأحزاب علينا أن ننصاع لمطلب الشعب الذى شارك منه 75% فى الاستفتاء، منهم أكثر من 92% صوتوا بنعم للاستفتاء».المزيد

تاريخ كردستان: 100 عام من الثورات والانقلابات.. ومحاولات إقامة دولة

ـ 1919 انتفاضة الشيخ محمود الحفيد البرزنجى الأولى

.

.

نوفمبر 1922 محمود الحفيد البرزنجى يعلن نفسه ملكاً على كردستان من السليمانية

.

.

ـ 1945 ثورة برزان فى كردستان العراق بقيادة مصطفى البارزانى

التحاق مصطفى البارزانى بقيادة أول دولة كردية فى مهاباد بإيران

.

يوليو 1958 الثورة العراقية

.

الثورة المسلحة للبارزانى

.

تأسيس حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى

.

.

عام 1988 مذبحة حلابجة واتهام الطالبانى بالتعاون مع إيران

.

الطالبانى يؤسس إقليمه فى السليمانية

.

فترة حرب السلطة بين طالبانى وبارزانى

.

جلال طالبانى رئيساً مؤقتاً للعراق

.

يونيو 2005 انتخاب مسعود بارزانى أول رئيس للإقليم

.

مايو 2009 بارزانى رئيساً للإقليم للمرة الثانية

إبريل 2006 انتخاب طالبانى رئيساً للعراق

.

تصاعد الأعمال الطائفية وظهور تنظيم الدولة

.

يناير 2014 المالكى يقرر قطع الميزانية عن إقليم كردستان

.

.

أغسطس 2014 العبادى رئيساً للوزراء بالعراق وتأجيل الاستفتاء

.

سبتمبر 2017 إجراء بارزانى الاستفتاء على انفصال كردستان

.

سبتمبر 2017 البرلمان العراقى يقرر إغلاق المنافذ الحدودية مع كردستان

:

.

.