أصداء الثورة المضادة: لو ظابط شاف معاك شومة أو كرباج وسألك.. قوله « رجب»

كتب: حنان شمردل الجمعة 18-03-2011 18:23

بقيام الثورة، تخلى راضخاً عن مهنته وبضاعته التى داوم عليها لسنوات، ترك فرشة النظارات الشمسية واستبدل بها فرشة أخرى، رص عليها أدوات المرحلة: شوم وكرابيج وشماريخ ونبوت.. يبيعها لزبائنه الذين اضطروا للبحث عن أسلحة يحمون بها أنفسهم، عقب الانفلات الأمنى الذى أصاب البلد فى أعقاب الثورة.

ورغم الهدوء والعودة النسبية لرجال الشرطة إلى الشوارع، فإن القلق من الانفلات الأمنى وانتشار البلطجية مازال يسيطر على المواطنين، وهو ما استغله رجب الصعيدى الذى حوّل تجارته منذ اليوم الأول للثورة إلى بيع هذا النوع من الأسلحة، أولاً ليعوض خسارته خلال الثورة، ثانياً ليشعر أنه شارك فيها ولو بأضعف الإيمان.

إقبال المواطنين على شراء هذا النوع من الأسلحة عوض «رجب» عن خسارته.. يبدأ رحلته بالتجول فى عدد كبير من الشوارع الرئيسية لكن بعيداً عن أعين الشرطة والجيش، يعرض نماذج من بضاعته، طمعاً فى 50 جنيهاً زيادة، وإن كان يسارع بجمع بضاعته ومغادرة المكان قبل الثانية عشرة مساء، هرباً من الحظر، ويبرر: «لو اتقبض علىّ فى الحظر بالسلاح ده، هاروح فى داهية وألبس 10 سنين سجن». اللجان الشعبية التى انتشرت عقب انسحاب الشرطة كان لها الفضل فى رواج بضاعة «رجب»، إذ لجأ شباب هذه اللجان لحماية أنفسهم، واشتروا كميات كبيرة من الشوم والكرابيج والشماريخ، ويروى رجب: «لم أكن أعرف هل اختيارى بيع هذه الأسلحة صح أم خطأ، وفعلاً اتفقت مع تاجر فى حارة البكلان فى رمسيس على توريدها لى، وبقيت أسرح بيها فى الشوارع مع إخواتى وأقاربى، وساعات أقف بيها على فرش».

رجب فوجئ بإقبال غريب من السيدات على شراء بضاعته، لكن بعد هدوء الأحداث، ورجوع الحياة إلى طبيعتها، قل الإقبال عليه، فقرر أن يعود تدريجياً لتجارته الأولى، دون أن يتخلى عن تجارته الثانية، قائلاً: «قسمت نفسى أنا وإخواتى على المناطق، جزء يبيع نظارات وساعات، وجزء يبيع شوم وكرابيج».

فى بداية الثورة، ارتفع سعر الشوم الذى يبيعه رجب، وتهاوى السعر بمرور الوقت، وهو ما برره رجب: «بنتاجر فى 3 أنواع خشب، أحمر وأبيض وشوم وطبعاً أغلى سعر فيها خشب الشوم أما بالنسبة للأسعار فى البداية كنا نبيع الشوم من 40-60 جنيهاً، والأبيض كان بـ20 وأصبح بـ10 جنيهات، أما بالنسبة للكرابيج فسعر الواحد يتراوح بين الـ25 و30 جنيهاً».

رجب كثيراً ما تعرض وإخوته لمضايقات من الجيش والشرطة بعد عودتها، لكنه وحسب قوله: كنت بافحمهم وأقولهم: «ما انتوا اللى سيبتونا، عايزينا نحمى نفسنا إزاى من غير شوم وكرابيج؟».