في إطار دعم المنظومة العلاجية لمرض الإدمان، افتتحت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، اليوم الأحد، ورشة عمل حول تطبيق معايير الجودة لعلاج مرض الإدمان وفقاً للمعايير الدولية بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وذلك بحضور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وعلى البرير، ممثلاً عن مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة والعديد من الخبراء الدوليين في مجال مكافحة تعاطى المخدرات.
ويأتى عقد هذه الورشة استمراراً لمسيرة التعاون والمشاورات الجادة بين «غادة والى» ويورى فيدتوف، المدير التنفيذى لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، وجليبرتوا جيرا وقيادات المكتب الرئيسى والإقليمى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ مارس 2017، لتعزيز التعاون الدولى في مجال بناء القدرات وتبادل الخبرات بهدف تحقيق مواجهة فعالة لمشكلة المخدرات وتطوير استراتيجيات مكافحتها، خاصة في مجال الوقاية المبكرة والعلاج لتواكب المعايير والاتجاهات الدولية المعتمدة في هذا الشأن.
وقالت «والى»، في تصريحات صحفية، إن ورشة العمل تهدف إلى إرساء تطبيق المعايير الدولية في علاج مرضى الإدمان، مؤكدة دعم الحكومة المصرية للجهود المبذولة لتقديم خدمات عالية الجودة للمواطن المصرى وفقاً للمستقر عليه من معايير دولية في هذا الصدد وفى مقدمة هذه الخدمات تأتى الخدمات الصحية والعلاجية وبخاصة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات تعاطى المخدرات، حيث إن هذه المشكلة شديدة الخطورة على الأمن القومى، وخطيرة التداعيات على كافة جوانب المجتمع المصري، لافتة إلى أن كلية الآداب بجامعة القاهرة تشهد اليوم الأحد بدء الدراسة في دبلوم علاج الإدمان، لبناء قدرات الكوادر المؤهلة علمياً وعملياً للانضمام في مجال خفض الطلب على المخدرات حيث تعد أول دبلومة جامعية متخصصة في مجال علاج الإدمان على مستوى الدول العربية ومعتمدة من المجلس الأعلى للجامعات.
وأوضحت «والى» أن الحكومة تهتم بكل جوانب عملية العلاج والتأهيل وإعادة الدمج لمرضى الإدمان والخدمات المقدمة لتتوافق مع حقوق الإنسان والممارسات الإكلينيكية السليمة واضعة في اعتبارها المعايير الخاصة بالأمم المتحدة كمرجعية علمية في هذا الشأن، منها الإتاحة وسهولة الوصول للخدمات، وأن هذه الخدمات ذات الجودة العالية متاحة لكل من يحتاجها في عدد من الأماكن بالمجان ودون أي مقابل، حيث إن الخط الساخن لصندوق الإدمان «16023» يعمل بالشراكة مع «20» مركزاً علاجياً متخصصاً على مدار الساعة، لافتة إلى أن هذه الخدمات متاحة للجميع «الذكور والإناث والمراهقين والبالغين» دون مقابل مع ضمان السرية التامة، ووفقاً لعيادات وبرامج علاجية ذات طبيعة خاصة.
وأكدت «والى» توسيع شبكة التغطية الجغرافية لخدمات علاج الإدمان لكافة المحافظات المحرومة من الخدمة، وأنه خلال العامين الماضيين تم توسيع خدمة الخط في «4» محافظات جديدة، حيث تغطى خدمة العلاج لمرضى الإدمان حاليا «12» محافظة، وسيتم افتتاح فرعين جديدين للخط الساخن بمحافظتى الدقهلية ومرسى مطروح، لعلاج مرضى الإدمان لتغطى الخدمة العلاجية 14 محافظة قبل نهاية العام الجارى، لافتة إلى أن عدد المرضى المترددين على المستشفيات بلغ 49 ألف مريض خلال الستة أشهر الأولى لهذا العام، ويتم تقديم الخدمات العلاجية والمشورة لهم، لافتة إلى أن منظومة علاج الإدمان في مصر لا تستند إلى خيارات محدودة سواء للعلاج أو التأهيل النفسى وإنما تستند إلى مجموعة متكاملة من خيارات التدخل بدءاً من العلاج وصولاً إلى التأهيل النفسى والاجتماعى والعلاج الأسرى وصولاً إلى إعادة الإدماج المجتمعى، منها التدريب المهنى وتعديل المسار المهنى وصولاً إلى توفير فرص تمويلية لبدء مشروعات صغيرة تسهم في إعادة إدماج المتعافى فرداً نافعاً في مجتمعه مرة أخرى، إضافة إلى الأنشطة التي تتضمن إشراك الأسر في العملية العلاجية والتأهيلية والمبادرات الرياضية والفنية التي تستهدف رفع الوصمة الاجتماعية عن مرضى الإدمان ومتعافيه.