انتهت أسرة محمد مهدى عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان، من مراسم عمليات دفنه، منتصف ليلة أمس الأول، بمقبرة المرشدين للإخوان بمدافن الوفاء والأمل بمدينة نصر، وسط تشديدات أمنية مكثفة، حيث تم دفنه بجوار عمر التلمسانى وباقى المرشدين السابقين بناء على وصيته.
ووضعت قوات أمن مديرية القاهرة طوقا أمنياً على جثمان «عاكف» بدأ من خروجه إلى المستشفى حتى مكان دفنه ومنعت أنصاره وأقاربه من تشييع جثمانه وسمحت لمحاميه و3 من أفراد أسرته فقط بحضور الجنازة، وشنت جماعة الإخوان هجوما حادا على السلطات اتهمتهم بالتسبب فى وفاته ومنع الصلاة عليه، فيما قال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية إن «عاكف» فارق الحياة، إثر أزمة صحية، مؤكداً أنه خضع لرعاية طبية متميزة شأنه شأن أى محبوس مريض.
وقال عبدالمنعم عبدالمقصود، محامى جماعة الإخوان، إن الأجهزة الأمنية سمحت له فقط مع 3 من أسرة «عاكف» هم زوجته وفاء عزت وابنته علياء وحفيده بالحضور لنقل الجثة من المستشفى ودفنها فى مدينة نصر، مؤكدا أن قوات الأمن منعت أقاربه وأنصاره من حضور الدفن بحجة تعليمات أمنية.
وأضاف عبدالمقصود، لـ«المصرى اليوم»، أن عاكف كان يعانى من سوء خدمة التمريض فى مستشفى القصر العينى، وسبق أن شكا أكثر من مرة، وتم رفع ذلك إلى إدارة المستشفى ولكنها لم تقدم شيئا، وأشار إلى أن أسرته كانت تتكفل بجميع مصاريف علاجه على نفقتها الخاصة منذ نقله إلى المستشفى.
وكشف أن عاكف طلب منه خلال زيارته الأخيرة عدم إقامة عزاء حال وفاته والاقتصار على مراسم الدفن، وأن يصلى عليه فى مسجد الحمد بالقرب من منزله بالتجمع الخامس، إلا أن السلطات الأمنية رفضت ذلك وتم دفنه دون أداء صلاة الجنازة.
وتابع أن النيابة العامة انتقلت إلى المستشفى وناظرت جثمان عاكف، كما انتقل طبيب شرعى إلى هناك ووقع الكشف الطبى لتحديد سبب الوفاة وفق الإجراءات القانونية، مؤكدا أن قضية واحدة كان يحاكم فيها المرشد السابق للجماعة ستسقط فى أول جلسة بعد تقديم شهادة الوفاة.
وقالت علياء، ابنة عاكف، عقب دفن والدها على صفحتها بـ«فيس بوك»: «منعوا كل حاجة، ربنا يصبّرنا على الفراق ويهون علينا بُعدك، ويربط على قلوبنا ويثبّتنا، فلقد طلبت الشهادة ونلتها».
وكلف التنظيم الدولى لجماعة الإخوان جميع مكاتبه الإدارية فى بعض العواصم الإسلامية وعلى رأسها تركيا وقطر والسودان وإندونيسيا وباكستان بإقامة صلاة الغائب على «عاكف»، وبالفعل لبى أنصار الجماعة النداء، وأقاموا صلاة الجنازة فى مسجد الفاتح بمدينة إسطنبول، بحضور إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى، النائب العام للجماعة، وفى مسجد الأنصار بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حسب قناة الجزيرة، التى قدمت بثا مباشرا للصلاة، بالإضافة إلى قنوات الإخوان، التى قدمت تغطيات موسعة لردود الفعل على وفاة «عاكف».
وهاجم أحمد سيف الدين، المتحدث باسم الإخوان، السلطات المصرية بسبب منع أسرة عاكف من تنظيم صلاة الجنازة.
ودعا «سيف الدين» من أسماهم «أبناء الحركة الإسلامية، كل الأحرار» لتنظيم صلوات الغائب على روح عاكف. وقال إبراهيم منير إن عاكف مات صابرا بعد رحلة طويلة مع المرض داخل السجون المصرية، بعد أن رفض التراجع عن ثوابت الجماعة والاعتراف بسلطة النظام الحالى، بحسب قوله.
وقالت أسرة محمد مرسى، فى بيان، إن عاكف عاش صابرا على نصرة دينه ووطنه، ولم يعط الدنية فى دينه، ولم يخضع طوال حياته.
وشارك عدد كبير من أنصار الجماعة فى تقديم العزاء لأسرة «عاكف» و«الإخوان» عبر مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة «تويتر»، وانتشرت هاشتاجات مثل: «# مهدى_عاكف» و«#وداعا_عاكف»، وأصدر «الإخوان» فى سوريا والأردن بيانات لنعى المرشد الراحل، وكذلك حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامى» فى فلسطين.
ووصف يوسف القرضاوى، رئيس ما يسمى «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» «عاكف» بـ«الرجل الربانى»، وقال إنه «كان رجلا قويا لا يهِن، صلبا لا يلين، شامخا لا ينكسر، مستقيما لا ينحنى، وعرفته فى المحنة صابرا مرابطا حتى مات فى محبسه».
وذكر على القرة داغى، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين، الذى يترأسه «القرضاوى»: «(عاكف) من المُصلحين، الذين وهبوا حياتهم لله ووضعوا أرواحهم على أكُفِّهم رخيصة لله ولإصلاح مجتمعاتهم وإخراجها من ظلمات الظلم إلى نور العدل».
وقال الداعية السعودى طارق السويدان: «محمد مهدى عاكف، رحمه الله، قضى حياته فى الدعوة إلى الله تعالى، وبالذات فى تربية الشباب».