«زي النهارده» في ٢٢ سبتمبر ١٩٦٨.. الانتهاء من إنقاذ معبد أبوسمبل

كتب: ماهر حسن الجمعة 22-09-2017 03:03

معبدأبوسمبل موقع أثرى يوجد ببطن الجبل جنوبى أسوان، ويتكون من معبدين كبيرين نحتا في الصخر. وقد بناه الملك رمسيس الثانى عام ١٢٥٠ ق.م، وواجهة المعبدتتكون من أربعة تماثيل كبيرة تمثل الملك بارتفاع ٢٠ متراً وباب يفضى إلى حجرات طولها ١٨٠ قدمًا، وتوجد ستة تماثيل في مدخل المعبدالآخر أربعة منها لرمسيس الثانى واثنان لزوجته نفرتارى.

كانت هذه الآثار مهددة بالغرق مع تكون بحيرة ناصر فقامت الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو عام ١٩٦٥ لنقل المعبدإلى مكان قريب ذى منسوب أرضى عالٍ لا تصله مياه البحيرة فاقتضى نقل المعبدتقطيع المعبدإلى أحجار كبيرة تم رفعها، ثم إعادة تجميعها في المكان الجديد الذي تم الانتهاء من نقل المعبدإليه وإعادة تجميعه في مثل هذا اليوم ٢٢ سبتمبر عام ١٩٦٨.

كان معبدأبوسمبل من المعابد المنحوتة في الجبال في عهد «فرعون» رمسيس الثانى كنصب دائم له وللملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش، ولتخويف أهل النوبة المجاورين له، وقد بدأ بناء مجمع المعبدفي حوالى ١٢٤٤ قبل الميلاد، واستمر لمدة ٢٠ عاما تقريباً، حتى ١٢٢٤ قبل الميلاد.

مع مرور الوقت كانت الرمال قد غطت تماثيل المعبدالرئيسى حتى الركبتين، وكان المعبدمنسياً حتى ١٨١٣، عندما عثر المستشرق السويسرى جى آل بورخاردت على كورنيش المعبدالرئيسى وتحدث بورخاردت عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف جيوفانى بيلونزى، وسافرا معا إلى الموقع، لكنهما لم يتمكنا من حفر مدخل للمعبد.

وعاد «بيلونزى» في ١٨١٧، بعد نجاحه في دخول المجمع وقيل إن رجاله حملوا ما يمكن حمله معهم من داخل المعبدإلى أن بدأت حملة التبرعات الدولية لإنقاذ المعبدعام ١٩٥٩ مما يتعرض له من ارتفاع منسوب مياه النهر على أثر بناء السد العالى، وإنشاء بحيرة ناصر.

وبدأ إنقاذ معبدأبوسمبل في عام ١٩٦٤وتكلفت هذه العملية ٤٠ مليون دولار من عام ١٩٦٤ إلى أن تم الانتهاء من نقله «زي النهارده» فى٢٢سبتمبر ١٩٦٨، وتعتبر هذه العملية واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية.