تناولت الصحف المصرية الصادرة اليوم صباح الخميس عددا من الموضوعات التي تهم المواطن المصري، على رأسها جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتصريحاته المؤثرة خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، في نيويورك.
فمن جانبها ذكرت صحيفة الأهرام، وتحت عنوان: «السيسى: أتوقع من أمريكا والعالم إعلان»الإخوان«جماعة متطرفة»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد أنه مع التسليم بأهمية المهام التي تقوم بها الأمم المتحدة، فإن دورها يجب ألا يكون بديلًا عن دور الحكومات أو مؤسسات الدول، مشددا على أنه لا ينبغي فرض الوصاية على الدول بل العمل على توفير بيئة أمنية وسياسية تعكس أولويات تلك الدول والمجتمعات.
وأوضحت أن هذه الكلمات جاءت خلال خطاب الرئيس خلال مشاركته أمس بنيويورك في قمة مجلس الأمن الدولي حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقال الرئيس إن مصر حرصت خلال الأعوام الثلاثة الماضية على الدعوة إلى تبنى إستراتيجية جديدة تتعامل مع عمليات حفظ السلام في إطار مفهوم يتضمن خطط عمل سياسية وبرامجية متكاملة تستجيب للمتغيرات السياسية والميدانية.
وعلى صعيد آخر، وفى حواره مع شبكة (فوكس نيوز)، التليفزيونية الأمريكية، طالب الرئيس السيسى المجتمع الدولي بوضع إستراتيجية شاملة لمواجهة التطرف وتنظيمات الإرهاب، بحيث لا تقتصر على الوسائل الأمنية والعسكرية بل يجب أن تمتد لتغطى العناصر الأخرى «الاقتصادية والفكرية والثقافية».
وقال الرئيس أتوقع من الولايات المتحدة والعالم بأسره إعلان «الإخوان»، جماعة متطرفة، مشيرا إلى أنه يجب ألا يتم تشويه صورة الإسلام بجريرة قلة قليلة من المسلمين لديها قراءة خاطئة لهذا الدين. وأكد أن الحديث عن تجديد الخطاب الديني يعنى تجديد الفهم الحقيقي للدين الإسلامي، وتنقيح الأفكار والأيديولوجيات المغلوطة حتى لا نرى ما نراه اليوم حولنا.
ونشرت صحيفة الأهرام أيضا خبرا بعنوان «اليوم.. مميش يوقع عقد الشراكة مع موانئ دبي»، جاء فيه أن رئيس هيئة قناة السويس والهيئة العامة الاقتصادية لتنمية محور القناة الفريق مهاب مميش، يوقع اليوم بدولة الإمارات العربية المتحدة، عقد تأسيس شركة التنمية الرئيسية المشتركة بين الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة، ومجموعة موانئ دبي العالمية، التي وافق الرئيس عبدالفتاح السيسى على إقامتها.
وصرح مميش بأن الشركة ستطور 92 كيلو مترا بمنطقة العين السخنة، وتنهض هيئة موانئ دبي بدور المطور، والشراكة ستكون بنسبة 51% للهيئة الاقتصادية، و49% لمجموعة موانئ دبي.
كما نشرت الصحيفة تصريحات لوزيرة الاستثمار عن اختيار مصر كوجهة أولى للاستثمار في إفريقيا، حيث أكدت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي أن اختيار مصر كوجهة أولى للاستثمار في إفريقيا من جانب بنك «راند ميرشنت» العالمي يؤكد الثقة في مناخ الاستثمار في مصر وأهمية الإصلاحات التشريعية والإجرائية التي تم اتخاذها خلال الفترة الماضية.
وأشارت الوزيرة، في تصريحات خاصة للأهرام، إلى أن تقرير بنك الاستثمار ارجع اختيار مصر إلى تصديق الرئيس عبدالفتاح السيسى على قانون الاستثمار وما تضمنه من حزمة من الحوافز المشجعة للمستثمرين من مختلف دول العالم إلى جانب إقرار القانون لعودة العمل بنظام المناطق الحرة.
أما صحيفة (الأخبار)، فقد ركزت على الترحيب الدبلوماسي الواسع بكلمة الرئيس السيسي في الأمم المتحدة. وتحت عنوان «الدبلوماسيون: كلمة الرئيس أنصفت القضية الفلسطينية.. وعبرت عن مشكلات الدول النامية»، نقلت الصحيفة عن عدد من شيوخ الدبلوماسية ترحيبهم بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أشادوا بدعوته للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية وتحقيق الأمن لإسرائيل.
وأكد السفير السيد شلبي الأمين العام الأسبق للمجلس المصري للشئون الخارجية، أن الكلمة جاءت بعد لقاء السيسي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي والتأكد من استعداد الطرفين لإنجاح عملية السلام، وأشار شلبي إلى تأكيدات الرئيس بأن حل القضية الفلسطينية سيسهم في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط ويخلع عن الجماعات المتطرفة حجة أساسية لدعوتهم إلى العنف.
من جانبه، وصف السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية كلمة الرئيس بأنها قوية وشاملة ومتميزة في لغتها، حيث ركز على جانب حساس لدي المواطن الإسرائيلي وهو تحقيق الأمن، وأكد أنه ينبغي علينا الانتظار لمعرفة ما سيعقب الكلمة من تحركات في أروقة الدبلوماسية المصرية والعالمية وخطة التحرك المصرية خلال الفترة المقبلة، في أعقاب لقاءات المصالحة الفلسطينية ولقاءي الرئيس مع أبومازن ونتنياهو.
ويري السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن كلمة الرئيس السيسي كانت منظمة وشاملة وواعية ومختصرة كما أنها كانت في الصميم، حيث ربطت كل الموضوعات التي كنا نتمنى الحديث عنها بشأن السلم والأمن الدوليين وأهمها محاربة الإرهاب، مضيفا أن الرئيس ركز على القضية الفلسطينية ودعا إسرائيل إلى انتهاز فرصة السلام.
وتحت عنوان «قيادات فلسطينية: كلمات الرئيس السيسي جسدت اهتمام مصر بالقضية»، أشارت الصحيفة إلى أن كلمة الرئيس حظيت بإشادة عدد من القيادات الفلسطينية، حيث أكدوا أنها جسدت التزام مصر التاريخي والمستمر بالقضية، التي ستظل على رأس أولويات سياستها الخارجية.. وأوضحوا أن دعوة الرئيس لإحياء عملية السلام تعيد الأمل لحل الأزمة.
وأعرب سفير فلسطين بالقاهرة جمال الشوبكي، عن ترحيبه بدعوة الرئيس السيسي لحل القضية الفلسطينية، وأوضح أن ما جاء بالكلمة عن فلسطين يعكس الدور المصري المهم في المنطقة وأن القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية.
ومن جانبه، أكد سفير فلسطين السابق بالقاهرة بركات الفرا، أن دعوة الرئيس لإحياء عملية السلام يمثل «وضع الحصان أمام العربة» ويعيد الأمل للأمة العربية لاستعادة الدور المفقود في حل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأضاف السفير الفرا أننا افتقدنا هذه الروح طوال الفترة الماضية، مضيفا أن ما يزيد من أهمية هذا الخطاب أنه يؤكد على أنه رغم انشغال أغلب الدول العربية بقضاياها الداخلية إلا أن القضية الفلسطينية ستظل هي القضية المحورية في الدول العربية، وأن حل هذه القضية محل الاهتمام الأكبر لدي العرب وفي مقدمتهم مصر.
وفي السياق نفسه، وبعنوان «أعضاء البرلمان يشيدون بكلمة الرئيس أمام زعماء العالم»، نقلت الصحيفة عن عدد من أعضاء مجلس النواب قولهم إن الخطاب عمل على إعادة إحياء روح السلام في المنطقة العربية، والدعوة للتعايش بين كافة دول العالم، وأكدوا أنه خارطة طريق لحل أزمات المنطقة العربية والشرق الأوسط.
ونقلت عن رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب اللواء سعد الجمال، قوله إن الرئيس عبدالفتاح السيسي طرح خارطة طريق إقليمية ودولية شاملة تضمنت «روشتة» لعلاج الأزمات والصراعات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تهدد النظام العالمي.
وأضاف الجمال- في بيان- أن القضية الفلسطينية أقدم الجروح في الأمة العربية، وأشار إلى أن الرئيس وجه رسائل عميقة وهامة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء لضرورة تقبل العيش مع الآخر وانتهاز الفرص المتاحة الآن للسلام وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وسد الذرائع أمام التطرف والإرهاب.
وأكد النائب علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، أن كلمة الرئيس أمام الأمم المتحدة تعتبر واحدة من أهم واقوي كلمات زعماء ورؤساء العالم.
وأضاف أن الرئيس السيسي كان واضحا في حديثه حول الملفات والأزمات التي يواجهها العالم خاصة ظاهرة الإرهاب الأسود، وأشار عابد إلى أن المجتمع الدولي عليه أن يفيق من سباته لمواجهة هذه الظاهرة مواجهة شاملة وفي ضوء الاستراتيجية التي طرحها الرئيس السيسي في كلمته.
بدوره، ثمن عضو مجلس النواب الدكتور أيمن أبوالعلا كلمة الرئيس التي أكد فيها على الدور المصري في مواجهة الإرهاب في المنطقة العربية بكل حسم، حتي يتم القضاء عليه، وأشار إلى أن مصر تتبع خطة طموحة ترتبط بسياسة خارجية تنموية شاملة، وأوضح أن الرئيس خاطب العالم بكل صراحة عن الخطر الذي يواجه العالم وأهمية التصدي للإرهاب الذي يهدد العالم.
وفي سياق أخر، تناولت صحيفة الأخبار أيضا التدريبات التي تجريها مصر مع الولايات المتحدة، وذلك تحت عنوان: «رئيس الأركان يشهد المرحلة الختامية لتدريبات النجم الساطع»، حيث نقلت الصحيفة عن رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمود حجازي، قوله إن عودة تدريبات النجم الساطع بهذا المستوي المتميز بعد فترة توقف يعطي مؤشرا قوياً على عمق علاقات الشراكة بين مصر والولايات المتحدة وخاصة في المجال العسكري، موضحاً أن التدريب سيخضع لعملية تحليل شاملة من الجانبين للخروج بالدروس المستفادة والتوصيات.
كما أكد أننا نملك الإرادة والعزيمة والإمكانيات لاستئصال جذور الإرهاب الذي يهدد المنطقة وشعوب العالم وأن التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة ويجري تنفيذها حاليا في توقيت متزامن تعطي رسالة طمأنة للشعب المصري بأن قواته المسلحة قادرة على حمايته والحفاظ على مقدراته.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات جاءت عقب حضور رئيس الأركان المرحلة الختامية للتدريب المصري الأمريكي «النجم الساطع 2017» الذي تنفذه عناصر من القوات المسلحة المصرية والأمريكية بقاعدة محمد نجيب العسكرية، وبحضور توماس جولد برجر القائم بأعمال السفارة الأمريكية في مصر والجنرال ترانس ميكرنيك نائب قائد القوات البرية المركزية الأمريكية، حيث شهد مشروع رماية بالذخيرة الحية بمشاركة العناصر الميكانيكية والمدرعة والوحدات الخاصة من الجانبين.
وبدورها، اهتمت صحيفة (الجمهورية)، بنقل تفاصيل كلمة الرئيس في مجلس الأمن، وذكرت بعنوان: «الرئيس السيسي أمام القمة العالمية لمجلس الأمن في نيويورك: مصر تواصل دورها الإقليمي والدولي في حفظ السلام والأمن»، أن الرئيس شارك أمس في قمة مجلس الأمن حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، موضحة أنه شارك في التصويت على القرار الخاص بمراجعة عمليات حفظ السلام الذي اعتمده المجلس بالإجماع.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس قوله خلال كلمته في القمة، إن «مصر كانت من أوائل الدول الداعمة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بدءاً بمشاركتها في أول مهمة حفظ سلام متعددة الأبعاد في الكونغو عام 1960. وانتهاءً بكونها سابع أكبر الدول مساهمة بقوات في مهام حفظ السلام الأممية حالياً.. وقد وصل عدد البعثات التي شاركت فيها مصر إلى 37 بعثة أممية، بإجمالي قوات تجاوز 30 ألف فرد منذ بداية مشاركتنا في عمليات حفظ السلام، في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا».
وأضاف أنه «طوال هذه العقود لم تحجم مصر عن المشاركة في أصعب مهام الأمم المتحدة وأكثرها خطورة، وأولت الاهتمام الواجب بالتدريب والتأكد من أعلي مستويات الجاهزية والكفاءة، وضربت مثلاً يحتذي به في السلوك والانضباط وعدم التسامح مع أي تجاوز، وساهمت في بناء القدرات الإقليمية لحفظ السلام، لاسيما الأفريقية والعربية».
وأعرب الرئيس عن ترحيبه بقرار مراجعة عمليات حفظ السلام، موضحا أننا «نتطلع لأن يكون هذا القرار خطوة على طريق الإصلاح الحالي الذي تقوم به المنظمة. مع التركيز على معالجة أوجه القصور العملياتي والفني، وذلك سعياً للتوصل إلى رؤية متكاملة لسبل منع النزاع واستدامة السلام. وتطوير دور حفظ السلام في تحقيق تلك الرؤية. وآليات صنع القرار اللازمة لذلك.