على الفور، نشطت غُدة المنع لدى المجلس الأعلى للإعلام، وقرروا إصدار بيان لكل الفضائيات بحظر استضافة صاحب الفتوى الشاذة التى تبيح للرجل أخذ حقه الشرعى من زوجته الراحلة.
ما الذى سوف يحدث لو مُنع هذا الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، هل ماتت الفكرة لأنك منعت صاحب الفتوى؟ هذا نوع من المرض النفسى يُسمى علميا «نيكروفيليا»، هناك بالفعل نُدرة من البشر يجدون لذة جنسية فى إقامة علاقة جنسية مع الموتى، والغرض الحصول على شريك غير قادر على الرفض، شاهدت فيلما قبل نحو 20 عاما يتناول هذا المرض من خلال مساعد حانوتى التحق بالعمل فى تلك الوظيفة حتى تتاح له إقامة علاقات جنسية مع أكبر قسط من النساء الجميلات.
مرض كهذا يتم التعامل معه، بينما عندنا يستند إلى عمق فقهى يبيحه البعض، مثل مرض «البهيمية» أو «الزوفيليا»، أقصد إقامة علاقة مع الحيوانات، وهى جريمة يعاقب عليها القانون فى العالم.. قبل عامين اكتشف فلاح مصرى أن زوجته الخلوق تُقيم علاقة مع حمار، فلم يكتف بأن يُطلّقها ويجرسها باعتبارها زانية، بل تشكك أن ابنته من صُلب الحمار.
طبعا لو كان الرجل هو الذى أقام علاقة مع (الأتان) أنثى الحمار لتجاوزت زوجته عن فضحه، بل سيجد غطاء شرعيا فقهيا يبرر له فعلته، إنها فتاوى مثل إرضاع الكبير، التى وجدت ولاتزال من يدافع عنها، حتى جرائم الإرهاب تغير الآن فقهيا المفهوم فى لقاء الحور والفوز بما يزيد على سبعين حورية، فلم يعد الأمر مرتبطا بمجرد الموت، ولكن بعدد الضحايا وإنجاز المهمة بنجاح، ولهذا صار الإرهابى حريصا على القيام بالعملية على أتم وجه، وكلما زاد عدد القتلى ارتفع رصيده أكثر من الحوريات.
إنها الفكرة المسيطرة التى تتحول إلى فتوى ملزمة، تكفير أصحاب الأديان الأخرى ستجد تفسيرا خاطئا فى آية قرآنية لتبريرها، مثل أستاذ أيضا فى جامعة الأزهر فعلها فى أحد البرامج وتحدى شيخ الأزهر أن يجادله، مهما منعت هذا الشيخ أو غيره أو حتى اضطر للتراجع عن أقواله أمام غضب الرأى العام، أو من أجل أن يفلت من العقاب القانونى، فإن العمق الذى يجب مواجهته أن هناك نصا سواء آية أو حديثا قد استند إليه، ومن خلال قراءة خاطئة وصل لمفهوم قاتل.
هناك قناعة مطلقة لعدد من كبار المشايخ مثل الشعراوى بحديث «الذبابة»، عدد كبير من الناس يقتنعون بصدق حديث الذبابة وغيرها من تلك التى يخاصمها العقل، مرجعية الشعراوى تمنح مصداقية، الحديث المتواتر يقول فى أحد جناحيها داء أما الثانى وهو الذى يصل مباشرة للوجدان به الدواء، ولهذا إذا وقعت الذبابة فى طبق الأكل أو كوب الشراب، فيجب عليك إذا سقط منها جناح واحد أن تسارع بغمس الثانى.. وبالهناء والشفاء.. ولم يسأل أحد ما هو باليقين الداء وما هو الدواء، وكيف؟.. ولكنه التسليم المطلق، المشكلة أن عددا ممن نصفهم بالاستنارة لديهم عقول تسير على نفس الدرب، لديكم سعاد صالح وخالد الجندى يحرّمان مثلا أغنية عبدالحليم «على حسب وداد جلبى»، من منطلق دينى بسبب مقطع «لا ح اسلم بالمكتوب»، لأنها تحمل تحديا للقدر، وبنفس زاوية الرؤية المتزمتة يحرّمان أغنية شادية «غاب القمر يا بن عمى يله روحنى»، لأنه لا يجوز للفتاة أن تخرج فى أنصاص الليالى مع ابن عمها وليس معهما محرم، واجهوا الفكرة قبل أن تصادروا الفتوى!.