«عليك سلام الله» وعدد من التابلوهات الفنية هكذا افتتحت فرقة التنورة المصرية التراثية التابعة لهيئة قصور الثقافة، أبواب مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الـ 24، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا، بحضور الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، والدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، المخرج ناصر عبدالمنعم، المنسق العام للمهرجان، وعدد كبير من المسرحيين من الدول المختلفة.
وقام بتقديم الحفل الفنان محمد رياض، موجهًا التحية للحضو، ولفرقة التنورة التراثية برئاسة الشاعر أشرف عامر، وقامت بترجمة التقديم آية الشافعي.
قدم المهرجان عرض فيلم تسجيلي يوضح تفاصيل ومعلومات عن المهرجان والفرق والدول المشاركة به، ومقتطفات من العروض، وندوات واللقاءات الفكرية والورش التدريبية، وطرح العروض المشاركة من الدول المختلفة.
من جانبه وجه الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، التحية للحضور معلنًا انطلاق الدورة الرابعة والعشرين للمهرجان، لافتًا أنهم جميعا في فضاء في دورة جديدة من المهرجان، مضيفًا: «أن بالمسرح المعاصر نعني الحوار وبدوره يعني الحرية وهي تعني التعدد والتنوع وهذا ما نسعى إليه في مصر وعالمنا العربي كله وتحيا مصر».
ووصف الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، المسرح بعدة مترادفات وما يحيويه من أهمية، لافتًا أنه يكشف ويزيح الأقنعة، يختلف، يناقش، يصارع ما فات زمنه وأوانه، يستشرف المستقبل، يعلو على الأيديولوجيات، وننظر من نوافذ مختلفة وتغيير الطرق السابقة للتفكير، ينشط الحواس التي تمتلك تجاربها الخاصة، ولا يصبح المتلقي الذي كان عليها، إنه فضاء المسرح المشحون بالدم والنار الساعيان للوصول بنا إلى شواطئ رحبة، فالمسرح هو دولة المواطنة الحقة لانه ولد من رحم التسامح والعدالة تلحق بالظلم فتقوم برده، فمن دخل المسرح هو آمن من شرور العالم كله، المسرح الذي استضاء لا يقبل القسمة.
وكرم وزير الثقافة 5 من الرموز الذين أثروا الحركة المسرحية وهم، الألمانية «إريكا فيشر»، أستاذة الدراسات المسرحية في جامعة برلين الحرة، والتي اعتذرت عن الحضور وتم عرض فيديو لها توجه الشكر للمهرجان وتقدم نبذة وتسلمت الجائزة نيابة عنها الدكتورة مروة مهدي، مدير مركز المسرح العربي، والتي اعتذرت نيابة عن «إريكا» لتعذرها الحضور، وتلى ذلك تكريم الباحث والناقد المغربي حسن المنيعي، حيث وجه الناقد الشكر لإدارة المهرجانان هذه المسافات القريبة تؤكد ان هذا المهرجان يؤصل الثقافات وأن وقوفه أمام جمهور عريق من المثقفين جاءوا من شتى أنحاء العالم لهو قيمة كبيرة، والمخرج المسرحي الصيني مينج جين خوي، والذي بدوره قال المسرح يجعل حياتنا أفضل، والأمريكي مارفن كارلسون، أستاذ في المسرح والأدب المقارن والدراسات الشرق أوسطية بجامعة نيويورك، والذي وجه حديثه قائلاً: «اول مرة أقوم بزيارة مصر كانت عام 1962، وسعدت بمشاركة المهرجان لأول مرة، وفرح بلقاء الراحلة نهاد صليحة قبل رحيلها»، واختتم بتكريم الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن والذي تسلمت الجائزة عنه زوجته الفنانة سميرة عبدالعزيز، والتقاط صورة تذكارية للمكرمين مع الوزير.
وتلى التكريم استراحة، واختتم بتقديم فرقة مسرح تابيلسي من جورجيا العرض المسرحي بعنوان «الشقيقات الثلاثة» من تأليف أنطون تشيكوف وإخراج قسطنطين بورتسيلادزى، وناقشت العزلة عن المجتمع، ووحدة الشخص وحلمه أن يأخذ المكانة التي يستحقها وسط المجتمع.