«قتيل روض الفرج» استدرج الشرطة بعد إيهامهم بانتحار شخص.. وأصاب ضابطين

كتب: أشرف غيث, فاطمة أبو شنب الثلاثاء 18-10-2011 20:25

بدأت نيابة حوادث شمال القاهرة تحقيقاتها فى واقعة إصابة ضابطين بطلق نارى بقسم شرطة روض الفرج و5 آخرين ومقتل مسجل خطر، وتبين أن الأخير حاول الانتقام من ضباط القسم بعد هروبه من أحدهم عند ضبطه بأسلحة نارية وذخيرة، واتفق مع عدد من البلطجية والخارجين على القانون على استدراج الضباط والتخلص منهم بإبلاغهم بلاغا وهميا بقيام أحد الأشخاص بالانتحار فى الشارع. أفادت التحقيقات التى جرت برئاسة محمد الضبع، مدير النيابة، بأن المسجل خطر سبق اتهامه فى قضايا سرقات بالإكراه وفرض إتاوات وإرهاب المواطنين، وأنه قبل الواقعة بساعة ضبطه النقيب أحمد سالم، معاون مباحث القسم، وبحوزته فرد خرطوش وذخيرة حية، وعند استكمال إجراءات الضبط وإدخاله البوكس التف حول النقيب عدد من أصدقاء المتهم وتمكنوا من تهريبه فحرر الضابط محضرا بالواقعة.


قررت النيابة ضبط وإحضار 10 متهمين تم تحديد هويتهم وتشريح جثة المتوفى وانتداب المعمل الجنائى لرفع البصمات وتحريز الفوارغ ومعاينة القسم ومنطقة الحادث.


انتقلت «المصرى اليوم» إلى منطقة روض الفرج، والتقت عدداً من سكان المنطقة الذين شاهدوا الواقعة وأكدوا أن شارع مسرة والمنطقة المحيطة بقسم روض الفرج شهدا مواجهات بين رجال الشرطة وعدد من البلطجية تبادلوا خلالها إطلاق الأعيرة النارية، ما أسفر عن مقتل محمد شعبان «24 سنة» مسجل خطر، ومصرع مواطن آخر من سكان المنطقة، وإصابة 3 أفراد آخرين من الشرطة بجروح سطحية.


أضاف الأهالى أن قوة من الشرطة كانت فى مهمة لطرد مجموعة من البلطجية قاموا بوضع يدهم على أرض مجاورة لمدرسة التربية الحديثة، ونشبت مشاجرة بينهم وبين الشرطة، قام على إثرها مجموعة من البلطجية بشن هجوم على القسم بالأسلحة النارية فى محاولة لإحراقه والتعدى على رجال الشرطة.


وقال شهود العيان إن البلطجية توجهوا إلى قسم روض الفرج، حاملين الأسلحة الآلية والخرطوش، وأطلقوا أعيرة نارية تجاه القسم، إثر مقتل أحدهم بطلق نارى أثناء مطاردة الشرطة له، مما دعا القوات إلى تبادل إطلاق الأعيرة النارية والتصدى لهم، وحضرت 3 مدرعات من الجيش وتوقفت بشارع القسم، بينما حضرت 10 سيارات من قوات الأمن المركزى وأطلقت قنبلة مسيلة للدموع أدت إلى تفرقة الجميع وسيطرت على الموقف، كما فرضت القوات كردوناً أمنياً حول القسم وانتشرت فى الشوارع المحيطة به، وقام أصحاب المحال بإغلاقها تحسباً لأى أعمال شغب أو تخريب قد تحدث.


وتضاربت روايات الواقعة، حيث أكد مليجى حلمى، من أفراد القسم، أن المأمور تلقى بلاغاً بسقوط شخص من الطابق الثالث فى حارة حازق. وأضاف: على الفور انتقلت قوة برئاسة المقدم أيمن وحيد، رئيس مباحث القسم، وهناك فوجئت القوة بعدم صحة البلاغ وتبين أنه كمين أعده محمد شعبان بمساعدة مجموعة من البلطجية لمواجهة القوة، وعندما واجهه رئيس المباحث، رد عليه: «أنا مش عاوزكم انتم، أنا عاوز أحمد بيه سالم» وبادر بإطلاق الأعيرة النارية، فبادلته القوة إطلاق الأعيرة وأردته قتيلاً، وتابع: فوجئنا بعد ذلك بالعشرات من البلطجية يحملون الأسلحة الآلية ويطلقون الأعيرة النارية تجاه القسم.


وكشفت التحقيقات التى جرت بإشراف وائل حسين، المحامى العام الأول لنيابات شمال القاهرة، أن المسجل خطر علم بقيام الضابط بتحرير محضر ضده فقرر الانتقام منه بالاتصال هاتفيا بالقسم وأبلغ بقيام احد الأشخاص بالانتحار، فتوجهت قوة من المباحث ضمت النقيب أحمد عبدالوهاب والملازم أول أحمد عبدالمعطى، وعدداً من الأفراد والأمناء، وبالوصول إلى مكان البلاغ تبين لهم عدم صحته وأنه لا توجد جثة لأحد بالشارع، وعند مغادرة المكان فوجئوا بقيام المسجل خطر ويدعى محمد شعبان يحمل سلاحاً نارياً وساعده آخرون وأطلقوا النيران على الضباط وأفراد الأمن، مما نتج عنه إصابة الملازم أول أحمد عبدالمعطى بطلق نارى فى الفخذ، فاستعانت القوة بالقسم فتوجه عدد من الضباط وعند محاولتهم إنقاذ الضابط المصاب أصيب النقيب أحمد عبدالوهاب بطلق نارى.


وتبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية، وأثناء دفاع القوة عن أنفسهم أصيب المسجل خطر بطلق نارى ولفظ أنفاسه. وتبين من التحقيقات التى أجراها أحمد رشاد، وكيل أول النيابة، أن شقيق المتوفى توجه إلى القسم بصحبة ما يقرب من 100 شخص حاملين الأسلحة النارية وقنابل المولوتوف، وصوبوا النيران نحو القسم، مما أدى إلى اشتعال النيران به، تهشيم زجاج نائب المأمور وإصابة أحد الضباط، بالإضافة إلى قيامهم بإطلاق النيران بطريقة عشوائية على سيارات الأهالى، مما أدى إلى تهشيم 5 سيارات ملاكى لأشخاص مدنيين، وقام المتهمون باستخدام قنابل المولوتوف وإشعالها فى الشارع وإلقائها على القسم.


انتقلت النيابة إلى مكان الحادث، وتم العثور على فوارغ لسلاح آلى وفرد خرطوش وأسلحة نارية، بالإضافة إلى العثور على قنابل مولوتوف، وتبين وجود آثار طلقات نارية على واجهة القسم بالإضافة إلى تكسير سيارة نائب المأمور وإصابة أحد الأشخاص بسبب الطلقات النارية. وأفادت المعاينة بقيام المتهمين بتصويب الأعيرة النارية على سيارات ملاكى أصحابها أشخاص مدنيون وتهشيمها تماما، بالإضافة إلى إشعال النيران فى إطارات السيارات، والعثور على زجاج أمام القسم، وتبين أنه من عبوات المولوتوف.


وأفاد محضر التحريات، التى أجرتها المباحث وأرفق بتحقيقات النيابة، أن وراء ارتكاب الواقعة 10 متهمين وتم تحديد هويتهم وقررت النيابة ضبطهم وإحضارهم.


انتقلت النيابة إلى المستشفى واستمعت إلى أقوال الضابطين اللذين أكدا أنهما بمجرد وصولهما إلى أحد شوارع روض الفرج لفحص بلاغ أحد الأشخاص الذى اتصل هاتفيا بالقسم بانتحار أحد الأشخاص تبين لهما كذب البلاغ، وبمغادرة المكان فوجئا بالمسجل خطر محمد شعبان يحمل سلاحا ناريا ويصوبه ناحيتهما وأصابهما بطلق نارى، وساعده عدد كبير من الأشخاص المسلحين.


وأفاد التقرير الطبى، الصادر من مستشفى الساحل عن المصابين الآخرين والبالغ عددهم «5»، بأن حالتهم غير مستقرة ولا يمكن استجوابهم.