«مشعل»: الوسيط المصري حقق أضعاف ما عرضه الوسيط الألماني لإتمام«تبادل الأسرى»

كتب: سارة نور الدين الثلاثاء 18-10-2011 19:46

 

قال رئيس المكتب السياسي وزعيم حركة المقاومة الإسلامية، «حماس»، القيادي خالد مشعل، إن «صفقة شاليط صفحة مضيئة في تاريخ فلسطين ومصر والأمة العربية»، مؤكدًا أن «الفضل فيها يعود أولا لبطولة السواعد المرابطة في قطاع غزة، وعندما توفر الوسيط المحترم ممثلا في مصر نجحت هذه الصفقة كما كنا نريدها».

وأضاف مشعل، خلال احتفالية استقبال الحركة للأسرى المبعدين، مساء الثلاثاء، في القاهرة، أن الشعب الفلسطيني و«حماس» لا يهمهم ما يقوله نتنياهو والإسرائيليون حول تراجع «حماس» عن موقفها، وقال: «التاريخ هو الذي سجل من تراجع عن مواقفه ورضخ، فنتنياهو قبل من المفاوض المصري أضعاف ما عرضه الوسيط الألماني من قبل».

وتابع: «لو كانت قيادة حماس تعلم أن زيادة الإطالة في مبادلة شاليط بالأسرى ستأتي بمردود أكبر، لفعلت، إلا أنها مع المخابرات المصرية أيقنت أنه لابد من الانتهاء من هذا الملف في هذا التوقيت، وما حققناه  يعد انتصارا وإنجازا وطنيا ضخما، بدأ من إجبار إسرائيل على الخروج من غزة وأسر الجندي شاليط وإخفائه لمدة تزيد على 5 سنوات».

من جانب آخر، أكد مشعل أن الأسرى المبعدين عن فلسطين هم «سفراء المقاومة في كل مكان يذهبون إليه»، مخاطبا إياهم بـ: «لقد انتقلتم من مسيرة نضال إلى أخرى، ومازالت أيديكم على الزناد، إبعادكم خارج الوطن جريمة لن تطول، وسنرجع يوما إلى وطننا، فلا بديل عن تحرير فلسطين ولا بديل عن القدس ولا بديل عن تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب من السجون الإسرائيلية».

وعن مسألة «فصائلية الصفقة»، كما وصفها مشعل، أكد أنه مازال هناك آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية ولا يمكن التخلي عن تحريرهم، قائلا إن المواطن العربي بعد ثورات الربيع العربي «لم يعد صفرا على الشمال»، وتابع: «تحرير أسرى الضفة وغزة والجولان دين في أعناقنا، وكما أن مروان البرغوثي وأحمد سعدات مازالا في السجون، فإن قيادات حماس والمئات منهم مازالوا في الداخل وعلى رأسهم ابن بلدتي إبراهيم حامد».

وأضاف: «أجريت اتصالا بالرئيس محمود عباس الأسبوع الماضي مستغلا نجاح هذه الصفقة، ودعوته للحوار في القاهرة خلال أيام، لنزيد من نجاحات القاهرة نجاحا آخر، وستتم مناقشة أمرين مهمين، هما سرعة استكمال ملفات المصالحة، بالإضافة إلى المكشافة ومناقشة خطوط السياسة الفلسطينية بكل شفافية».

من جانبه، صرح الأمين العام لجبهة المقاومة الشعبية، القيادي أبو القاسم دغمش، أن الحركة، وهي المسؤول عن أسر الجندي جلعاد شاليط، ستعمل على أسر جنود إسرائيليين آخرين إذا ما سنحت الفرصة، مشيرا إلى أنه يتوقع في الفترة القادمة تحقيق ذلك.

وأضاف دغمش لـ«المصري اليوم» على هامش المؤتمر، أن حركة المقاومة الشعبية في قطاع غزة هي جزء من المقاومة الفلسطينية وستبقى كذلك دائما، موضحا أنه يأمل في أن تتحقق في الفترة القادمة المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، مؤكدا أن وحدة الصف الفلسطيني هي سبيل نجاح المقاومة.

وأشار إلى أن الحكومات المصرية السابقة كانت وسيطا بين حركات المقاومة والسلطات الإسرائيلية، إلا أن نجاح صفقة تبادل الأسرى لم يتم إلا بعد مجيء حكومة الثورة المصرية، وتابع: «الثورة المصرية وأحداث السفارة الإسرائيلية كانت ورقة ضغط رابحة على المفاوض الإسرائيلي، ونتمنى أن تقطع جميع الدول العربية علاقاتها بإسرائيل، وتعمل على فك حصار غزة».

وقال وليد زكريا عقل، وهو المحرر الوحيد من قطاع غزة، والذي تقرر إبعاده خارج فلسطين، إنه قضى في السجون الإسرائيلية أكثر من 20 عاما بتهمة كونه أحد مؤسسي كتائب شهداء القسام، وأشار إلى أنه ترك ابنه الوحيد رضيعا والآن عاد ليجده شابا قويا.

وأضاف أن «السلطات الإسرائيلية تعامل الأسرى الفلسطينيين بشكل مهين للغاية»، لافتا إلى أنه لديه يقين بأنه سيعود إلى بلاده، ليس فقط إلى غزة وإنما إلى مسقط رأسه قرب منطقة السدود القريبة من تل أبيب.

وقال محمد وائل دغنس، أحد المحررين من مدينة نابلس وتقرر إبعاده أيضا إلى دولة قطر، إنه قضى 10 سنوات كاملة في السجون الإسرائيلية، وتابع: «الأزمة لم تكن في الأسر أو العزل الانفرادي، لكن كانت أصعب الأيام هي الـ21 يوما الأخيرة قبل الإفراج».

وتابع: «قضينا 21 يوما من الإضراب عن الطعام لمواجهة التعنت الإسرائيلي والمعاملة السيئة التي نلقاها، وعدم استجابة مصلحة السجون الإسرائيلية لمطالبنا وتحسين أوضاعنا، حتى زارنا أحد المسؤولين المصريين، الذي طلب منا إنهاء الإضراب، وأخبرنا بأن صفقة شاليط نجحت وأننا سنكون ضمن المفرج عنهم».