انضمت الطرق الصوفية، إلى المعركة الدائرة بين التحالف الديمقراطى الذى يترأسه حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والتحالف السلفى الذى يضم حزبى النور والأصالة ومعهما حزب الجماعة الإسلامية.
وشنت الطرق الصوفية هجوما حادا على السلفيين بعد تصريحات الدكتور عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة السلفى بأن عدد السلفيين فى مصر 6 ملايين وسيكون لهم الغلبة فى الانتخابات، وقال الشيخ مصطفى على زايد، منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية، المقبلة: «إن السلفيين معروفون بخداعهم للمصريين وتضخيم عددهم»، مؤكدا أن عددهم لا يتعدى 2 مليون سلفى بمصر.
وتابع أن استفزاز السلفيين للصوفية بعددهم سيظهر أمام صناديق الاقتراع بالعملية الانتخابية المقبلة، مؤكدا أن 15 مليون صوفى مصرون على إسقاط السلفية أمام مرشحى المنتمين للطرق الصوفية ومحبى آل البيت.
وعبر زايد أن الطرق الصوفية لا تسعى لتشكيل حكومة بل المحافظة على مهمتها التى أوكلها الله لها لتأمين المجتمع من شرور خوارج العصر والأفكار المتشددة.
وقال الدكتور عصام سرى، رئيس حزب صوت الحرية، المنبثق من الطريقة الرفاعية، إن الطرق الصوفية تعد من أكبر التنظيمات الإسلامية بالمجتمع إلا انها تفتقر للتنظيم والوعى السياسى للمشاركة فى العملية الانتخابية المقبلة. وأضاف أن الأحزاب الناشئة المنبثقة من الطرق الصوفية تحاول جاهدة لعمل حراك سياسى داخل عدد من الطرق الصوفية لتشجيع المريدين.
وأشار إلى أن الطرق الصوفية تجهز لتحدى التيارات الأخرى فى انتخابات المحليات لأنها الأكثر احتكاكا بالشارع وهى التى ستؤهل الصوفية لتكون القوى القادمة بالبرلمان 2018.
وحول تشكيك الطرق الصوفية ومن قبلها الإخوان فى عدد السلفيين فى مصر، قال الدكتور عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة: «رقم 6 ملايين سلفى فى مصر لم آت به من عندى وحصلت عليه عن طريق مراكز رصد وبحث أجنبية».
وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «إن عدد مرشحى حزب الأصالة سيكون من 15-20 مرشحا وأنه سيترشح على رأس إحدى القوائم فى محافظة القاهرة، وممدوح إسماعيل، نائب رئيس الحزب على قائمة أخرى فى نفس المحافظة»، مؤكدا أن الحزب لن يترشح فى دوائر الإسكندرية، لكن سيدعم مرشحى حزب النور. موضحا أن فكرة التنسيق مع الإخوان انتهت وقضى الأمر فيها، وأصبح لا مجال للتنسيق معهم.
وقال نادر بكار، عضو اللجنة العليا لحزب النور: «إن تحالف النور سينافس على 99% من مقاعد البرلمان المقبل، وسنعتمد بقوة على حزب الأصالة فى القاهرة نظرا لشعبيته هناك، وسندفع بحزب البناء والتنمية فى جميع مقاعد الصعيد، بينما سندفع بمرشحينا فى محافظات الوجه البحرى».
وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «إن حزب النور سيتقدم اليوم بقائمته فى الإسكندرية وسبق أن قدم الحزب قائمته فى الإسماعيلية، وستكون آخر مرحلة للتقديم قائمة القاهرة السبت المقبل»، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة دعاية مركزية للتحالف على أن يدفع كل مرشح 1000 جنية، مؤكدا أنه جار إعداد البرنامج الانتخابى الذى سيعلن عنه بعد إغلاق باب الترشيح وهو يركز على تطبيق الشريعة الإسلامية بالتدريج وإيجاد بديل لكل ما يخالف الشريعة الإسلامية.
وقال الدكتور صفوت عبدالغنى، وكيل مؤسسى حزب البناء والتنمية: «إن مفاوضات كبيرة تجرى بين مجموعة أحزاب التحالف الإسلامى من أجل إعداد قوائم مشتركة»، مؤكدا أن هناك تقدما ملحوظا فى المفاوضات، ولفت إلى أن مفاوضات الجماعة الإسلامية مع الأحزاب الإسلامية مازالت قائمة.
وأكد أنه غير وارد مطلقا إنشاء قائمة مستقلة أو أن يتم التنسيق مع هذه الأحزاب فى دوائر دون أخرى، فإما أن يكون التنسيقا كاملا على مستوى كل الدوائر أو لا تنسيق.
وعن توقعاته إزاء عدد المقاعد التى قد يحصل عليها حزب البناء والتنمية، قال: «نتوقع أن تكون لنا كتلة برلمانية فى المجلس المقبل، وأن يكون لنا 50 ممثلا البرلمان».
من جانبه، شن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، هجوما حادا على اللجنة العليا للانتخابات بعد قولها إن الشعارات الدينية محظور استخدامها، محذرا من بطلان الانتخابات، حال شطب مرشحيه، وقال عزب مصطفى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة: «إن شعار (الإسلام هو الحل) دستورى بحكم المحكمة الإدارية العليا، والإسلام منهج حياة وفيه ثقافة، وهذا الموضوع قانونيا محسوم»، داعيا اللجنة العليا للانتخابات إلى مراجعة معلوماتها القانونية.
وحذر مصطفى، العليا للانتخابات، من بطلان الانتخابات حال شطب مرشحى الحزب، قائلا: «لو شطب أحد المرشحين (هنبوظ) الانتخابات كلها وسنلجأ إلى المحكمة لنبطل الانتخابات ونعيدها مرة أخرى، فالنظام السابق الذى كان يضع الأحكام فى الأدراج قد انتهى».
وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «إن الحزب لديه استعداد للتنسيق مع السلفيين على المقاعد الفردية فقط»، كاشفا عن أنه سيتم وضع خطة دعاية مضادة لمرشحى فلول الوطنى حال عدم إصدار قانون العزل السياسى لهم، وسنجلس مع الكتلة المصرية وباقى التحالفات لوضع هذه الخطة».
وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، رئيس لجنة التنسيق الانتخابى بالتحالف الديمقراطى: «إنهم مازالوا يبحثون وضع المرشح البديل نصرى الدوانسى، الذى طرحه حمدين صباحى، للترشح مكانه على رأس قائمة التحالف فى كفر الشيخ، بعد إعلان صباحى عدم الترشح، خاصة أن الدوانسى ليس فى شعبية صباحى».
وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «إن التحالف سيقدم قوائمه اليوم أو غدا»، مشيرا إلى أنه كان صعبا من وضع جميلة إسماعيل على رأس إحدى القوائم بعد منع الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة من الترشح، على أن تترشح فردى ضمن التحالف.
وذكر أن «التحالف سيترشح على 100% من دوائر الإسكندرية، وإذا كان هناك أكثر من ذلك كنا ترشحنا، وسيتم الدفع ببعض مرشحى حزب الإصلاح والنهضة فى الإسكندرية»، مشيرا إلى أن المعركة ستكون فى الإسكندرية مع حزب النور، لكن باقى الأحزاب أمرها سهل، موضحا أنه ليس هناك فرصة للتنسيق مع النور فى الإسكندرية، مؤكدا أنه قد يحدث تنسيق مع القوى السياسية لكن بعد انتهاء الترشيحات بحيث يتم تعديل فى بعض المقاعد الفردية فقط.
فى سياق آخر، قال الدكتور محمد حبيب، وكيل مؤسسى حزب النهضة:» أنه بعد مشاورات انضم مرشحو حزب النهضة إلى تحالف قائمة حزب الوسط للترشح على قائمته فى مختلف المحافظات».
وأضاف لـ«المصرى اليوم» أنه «لامانع لدى الحزب من ترشح بعض أفراد قيادات حزب النهضة على المقاعد الفردية فى بعض الدوائر»، مشيرا إلى أن الاتفاق تم أيضا بين الحزبين على أن يدعم حزب النهضة مرشحى حزب الوسط وأيضا يدعم حزب الوسط مرشحى حزب النهضة، موضحا أنه يتم إعداد قائمة بمرشحى حزب النهضة وأبرزهم الدكتور محمد عوض عبدالفتاح عن المنصورة ومحسن القيعى عن البحيرة والمحامى عماد سليم فئات عن القليبوبية ومصطفى الهباء عمال فى القليوبية وعلاء المراسى والدكتور محمد لطفى فى محافظة الشرقية.