توالت ردود الفعل العراقية والإقليمية الرافضة إجراء استفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق فى الـ25 من الشهر الجارى، وسارع البرلمان العراقى إلى إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم لتأييده مشاركة المحافظة فى الاستفتاء، وسط تنازع السلطات العراقية وإقليم كردستان السيطرة على المحافظة.
وقال مكتب رئيس مجلس النواب العراقى سليم الجبورى فى بيان إن «المجلس صوت على إقالة محافظ كركوك بعد تسلم طلب رئيس الوزراء حيدر العبادى لإقالته من منصبه». وكان رئيس الوزراء العراقى تقدم بطلب لمجلس النواب لإقالة المحافظ استنادا إلى قانون المحافظات غير المنتظمة الصادر فى 2008.
وجاء قرار إقالة المحافظ بعد موافقة المحافظة على المشاركة فى استفتاء الاستقلال الذى ينظمه إقليم كردستان، فى الوقت الذى تتنازع فيه الحكومة المركزية فى بغداد وإقليم كردستان العراق السيادة على كركوك الغنى بالنفط، وقاطع النواب الأكراد فى البرلمان العراقى جلسة أمس، التى حضرها 173 مشرعا فى بغداد، وقال النائب هشام السهيل إن الأغلبية صوتت لصالح إقالة محافظ كركوك.
كان البرلمان العراقى صوت الأسبوع الجارى على رفض إجراء الاستفتاء، وكلف «العبادى» باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على وحدة البلاد. ويشعر المشرعون العراقيون بالقلق من أن يعزز الاستفتاء سيطرة الأكراد على عدة مناطق متنازع عليها، منها كركوك، إلا أن الزعيم الكردى مسعود البرزانى تعهد بالمضى قدما فى الاستفتاء، وأكد إجراءه فى موعده، فيما يحسم نواب برلمان الإقليم اليوم مصير الاستفتاء، فى تحدٍ لبغداد ودول الجوار.
ومن جانبه، دعا الزعيم الشيعى عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطنى، رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزانى إلى عدم إغلاق أبواب الحوار والحلول العملية لحل أزمة استفتاء كردستان، وقال «الحكيم»، أمام حشد من أنصاره فى النجف: «أناشد الأخ مسعود برزانى ألا يغلق الأبواب أمام الحوار والحلول العملية لمناقشة موضوع المشاكل لأن إجراء الاستفتاء خطوة تخاطر بالسلم المجتمعى فى العراق». وأضاف أن «إجراء الاستفتاء فى المناطق المتنازع عليها أمر يستفز العراقيين، وأن الإصرار على إجراء الاستفتاء فى هذه المناطق خطوة بالاتجاه المعاكس وتخاطر بالسلم المجتمعى، وخاصة أن هذه المناطق تشكل مساحة تعادل مساحة الإقليم بنسبة 100%»، وذكر أنه لا حل لحل المشاكل مع الأكراد إلا بالحوار.
ورحبت تركيا برفض البرلمان العراقى إجراء استفتاء حول استقلال الأكراد، وقال بكر بوزداج، نائب رئيس الوزراء التركى، إن «قرار إجراء الاستفتاء خطأ تاريخى، تركيا ستتبع سياسات تقوم على وحدة أراضى العراق». وأضاف: «يجب إلغاء استفتاء شمال العراق، وإذا لم يحدث سيكون لذلك ثمن وعقاب»، وتابع أن هذه الخطوة ستضر بالسلام فى المنطقة وستتسبب فى مخاطر أمنية، وعبرت وزارة الخارجية التركية فى بيان عن قلقها «إزاء إصرار القيادة الكردية العراقية على الاستفتاء وبياناتها ذات النبرة المؤججة للمشاعر على نحو متزايد». وأضافت: «ينبغى الإشارة إلى أن هذا الإصرار سيكون له ثمن بالتأكيد، ونحن ندعوهم إلى التصرف بتعقل والتخلى عن هذا المسار الخاطئ على الفور».
يعيش فى تركيا أكبر عدد من السكان الأكراد فى المنطقة، وتخشى أنقرة من أن التصويت بـ«نعم» فى الاستفتاء قد يؤجج المشاعر الانفصالية فى جنوب شرق البلاد، حيث يخوض مقاتلون أكراد تمردا منذ ثلاثة عقود، قُتل فيه أكثر من 40 ألفا.
وأعلنت السلطات العراقية، أمس، مقتل 50 شخصا وإصابة أكثر من 80 آخرين، فى اعتداء إرهابى مزدوج تبَنّاه تنظيم «داعش»، استهدف مطعما وحاجزا أمنيا قرب مدينة الناصرية جنوب البلاد، فى أكبر هجوم منذ إعلان استعادة كامل محافظة نينوى من قبضة التنظيم.