على مسافة لا تزيد على 10 أمتار من خشبة مسرح ساقية الصاوي على ضفاف نيل القاهرة، جلست أميرة، سيدة مصرية في منتصف الثلاثين من عمرها، إلى جوار صغيرها حازم، لحضور حفل العازف العراقي الشهير نصير شمة، فالأم وابنها مشتركان في حب موسيقى نصير، الذي ألغى المسافات بين الجيلين، وظلت الأم وصغيرها طوال الحفل يتمايلان مع أنغام العود.
أطل نصير الذي يعرفه المصريون جيدًا منذ أن أسس بيت العود العربي في القاهرة عام 1999، ورأس ملتقى مصر الأول للعود بدار الأوبرا المصرية في العام 2010، وما أن انتهى المهندس محمد الصاوي، رئيس الساقية، من تقديم الفنان العراقي الكبير وتوسط «نصير» مسرح قاعة الحكمة حتى دوت القاعة بتصفيق الجمهور تعبيرا عن فرحة ومدى حب الجمهور له، حتى جلس على كرسيه الذهبي المميز، وساد الصمت في القاعة للاستمتاع بجو الحفل الذي بدأه بمقطوعة «غدًا أجمل»، وبعدها قدم شمة مجموعة من المقطوعات الموسيقية بعضها من تأليفه والبعض الآخر لأعمال من التراث وزمن الفن الجميل مقدمة ببصمة خاصة للفنان العراقي.
ظل الفنان نصير شمة طوال النصف الأول من الحفل يعزف على عوده منفردًا، حيث إن من المتعارف عليه أنه دائمًا يقدم حفلاته بمصاحبة فرقته الموسيقية «عيون» لكنه قدم هذا الحفل خصّيصًا بهذا الشكل منفردًا بناءً على طلب الجمهور.
وبعد استراحة لم تستغرق أكثر من عشر دقائق، توسط الفنان نصير شمة من جديد مسرح الحكمة، ولكن في هذه المرة شاركه ثلاثة من تلاميذه ببيت العود، وهما التونسي ومحمد العقاد، وثالثهما الفنان إسلام طه، المدرس ببيت العود، وورشة العود بساقية عبدالمنعم الصاوي، وكانت «جدارية الحياة» أولى المقطوعات المقدمة في النصف الثاني من الحفل، وبعدها قدم الفنان نصير شمة بمصاحبة تلاميذه مقطوعات موسيقية مختلفة ومتميزة.