هنا الأقصر، الزمان: بداية العام المقبل، المكان: طريق الكباش، الحدث: حفل أسطورى تتناقله كافة وسائل الإعلام والمحطات العالمية
الحضور: نخبة علماء العالم وصفوة المتخصصين فى الآثار، وكبار المثقفين، والجامعات العالمية، والفنانين، ومحبى الحضارة الفرعونية، ووكالات الأنباء العالمية سيحضرون للمشاركة فى افتتاح أكبر مشروع أثرى فى الشرق الأوسط، «طريق الكباش» والذى بلغت تكلفة إعادته لمكان كان عليه قبل 5 الآف عام نحو 240 مليون جنيه مصرى.
يسير العمل على قدم وساق فى ترميم « طريق الكباش» الفرعونى، الذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر، والمقرر تدشينه لاستقبال الزائرين مع بداية العام المقبل، وستتمكن الأفواج السياحية من السير فى الطريق لاسترجاع عبق التاريخ وسحر الحضارة الفرعونية، ومع افتتاحه ستتحول مدينة الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح فى العالم.
كان المشروع قد شهد حالة من الارتباك فى خطط تنفيذه أدت إلى توقفه لمدة تجاوزت عاما ونصف، ولكن بعد جهود استمرت شهوراً بذلها الدكتور محمد بدر محافظ الأقصر، بالتنسيق مع وزارتى الآثار والسياحة، تم دعم موازنة المشروع بملايين الجنيهات، لاستكماله.
الدكتور خالد عنانى، وزير الآثار، قال إن طريق الكباش الفرعونى، سيغير خارطة السياحة فى الأقصر، ومصر كلها، حيث إنه أعظم ممشى منذ آلاف السنين، يبلغ طوله 2700 متر تصطف على جانبيه مئات التماثيل الأثرية الشهيرة، فقبل أكثر من 5 آلاف عام، شق ملوك مصر الفرعونية هذا الطريق لتسير فيه مواكبهم المقدسة فى احتفالات أعياد «الأوبيت» كل عام، وكان الملك يتقدم الموكب يتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة، ورجال الدولة، بالإضافة الى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة.
ووصف عالم الأثريات الدكتور، محمد يحيى عويضة، أن أول من بادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، بالتزامن مع انطلاقة تشييد معبد الأقصر، ولكن الفضل الأكبر فى إنجاز «طريق الكباش» يعود إلى الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الـ 30 الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة»، وعلى طول الطريق، فى وسِع السائر التمتع برؤية 1200 تمثال، نُحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى غالبًا فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد، ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه. علمًا أن الأسد يرمز فى التاريخ الفرعونى، إلى الشمس التى قدرها الفراعنة كثيرًا، أما الكبش فيعود إلى «خنوم»- أحد الرموز الرئيسيّة فى الديانة المصرية القديمة، موضحًا أنه كانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجارٍ للمياه لريها، ووسط التماثيل أرضية مستطيلة (230 فى 120 سنتيمترًا)، من الحجر الرملى، وبين كل تمثال وآخر فجوة قطرها 4 أمتار، إضافة إلى ما دونته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء فى الكرنك، بأنها شيدت 7 مقصورات خاصة بها على طول هذا الطريق.