شيَّع المئات من أهالي مدينة المنصورة ومركز أجا، الثلاثاء، جثمان الشهيد أمين شرطة عمرو السعدني، 35 سنة، الذي استشهد في حادث العريش الإرهابي.
خرج الجثمان من مسجد النصر بمدينة المنصورة، بحضور الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، واللواء أيمن الملاح، مدير الأمن، ومساعد وزير الداخلية لقطاع شرق الدلتا، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة، وسط حضور من أسرة الشهيد وزملائه.
وصل الجثمان ملفوفا في علم مصر وتسابق زملاؤه لحمله للمسجد لأداء صلاة الجنازة، وسقط والده على الأرض منهارا ولم يتمكن من الوقوف لأداء صلاة الجنازة، بينما أصرت أم الشهيد وأخواته الأربعة وزوجته على الجلوس بجوار الجثمان بالمسجد وتقبيل جبينه، وهتفت شقيقته: «فراقك مر يا عمرو.. لكن أنا فخورة بيك ياشهيد»، ثم صرخت قائلة: «أنا أخت الشهيد».
وانكبت والدة الشهيد نادية محمد مصطفى على الجثمان تبكى في انهيار تام، مرددة: «هاتسيبنى لمين ياعمرو.. ده إنت سايب وراك 8 ولايا يا ضنايا.. هانعمل إيه من بعدك.. يا ريتهم قتلوني أنا وسابوك يا ابني.. منهم لله الكفرة الظلمة حرموني من نور عيني ومن الحياة كلها.. أنا خلاص مت من بعدك يا ابني»، وسط بكاء جميع الحضور.
وفشلت كل المحاولات لرفع أم الشهيد عن جثة ابنها، حتى نادى الإمام لأداء صلاة الجنازة، فوقفت الأم أمام الجثمان مصرة على المشاركة في الصلاة على نجلها الشهيد وصرخت قائلة: «ده ابني وأنا أولى بيه مش هاسيبه»، وهو ما رفضه إمام وخطيب المسجد، وحاول إقناعها بعدم شرعية صلاتها وسط الرجال، فاستجابت وهي تقول: «معلش يا عمرو هاسيبك دلوقتي لكن هاكون جنبك على طول»، بينما انهارت زوجته وسقطت مغشيا عليها وسط النساء أثناء صلاة الجنازة، وهي تردد: «هاتسيبني أنا وبناتك لمين يا عمرو».
وعقب انتهاء صلاة الجنازة، تم رفع الجثمان على سيارة إطفاء تتقدمها تشريفه من الشرطة وقيادات الأمن والمحافظ، وفوجئ الجميع بالأم تتقدم الجنازة حافية القدمين وهي تبكى ومنهارة على رحيل ابنها الوحيد، وحاول بعض الشباب إعطاءها حذاء للقدم لكنها رفضت.
ووصل الجثمان إلى ميدان الشهداء بالمنصورة، وأطلقت شقيقاته الأربع الزغاريد مؤكدات أنهن يزفونه للجنة اليوم، وسط هتافات من المشاركين في الجنازة ضد الإرهاب والمطالبة بالقصاص، حيث رددوا هتافات منها: «القصاص القصاص» و«لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله.. والإرهابي عدو الله».
وقال مصطفى السعيد، ابن عم الشهيد: «عمرو هو الابن الوحيد على 4 بنات ومتزوج وله 3 بنات وولد، أكبرهم داليا في الصف الأول الإعدادي وهو العائل الوحيد لأسرته، لأن والده كبير السن وتطوع في الشرطة منذ سنوات طويلة، وانتقل للعمل بسيناء منذ 10 سنوات، وحصل من 6 شهور على ترقية أمين شرطة وكان سعيدا جدا، وآخر زيارة له لأسرته كانت قبل عيد الأضحى، وكان من المنتظر أن يقضى العيد معه ولكنه وصله استدعاء يوم الوقفة وسافر وأوصى الجميع بأسرته وكأنه كان يعلم أنه لن يعود».
وتابع: «يوم الحادث تحدث مع زوجته وأمه وكان سعيدا جدا وبعدها علمنا بعملية إرهابية في مكان عمله، وكنا قلقين عليه وجاءنا اتصال من أحد زملائه أنه تم التعرف على جثمانه وتبين أنه تلقى رصاصة بالرأس»، مطالبا بضرورة رعاية أسرته وصرف مستحقاته سريعا لأنه ليس لهم أي مصدر دخل، كما طالب بتكريمه وإطلاق اسمه على إحدى مدارس قريته.