«المصري اليوم» تفتح الملف: سيناء.. جرح على الحدود

كتب: أمل سرور الأحد 13-03-2011 16:38

من أين أبدأ.. وكيف تكون نقطة الانطلاق؟!

حائرة.. وأظن أنها الحيرة التى تنتاب كل من يفكر بالترحال إلى تلك البقعة الساخنة التى انفجر بركانها ومازال يلقى بحممه المشتعلة التى قد تحرق الجميع!

تائهة.. فى متاهة لا أعرف بداية لها من نهاية؟!

غارقة.. أشعر بأننى وسط مياه المحيط لا أرى برًا أرسو عليه بما تحمله يداى!

الخيوط متشابكة وكثيرة التعقيد!

شائك الحديث عنها وغالبًا ما يكون الطريق إليها وعرًا مفروشًا بالألغام والأحجار والفخاخ، ومن يفكر بالسير فيه لا محالة يكون محاطًا بكل هذه الأشياء القابلة للانفجار.

الحلقة الأولى

الكتابة عن بشرها وحجرها تشبه كثيرًا من يذهب بكوب إلى شاطئ المحيط الهندى، حالمًا بالعودة وفى الكوب كل ما يملك المحيط من مياه وعواصف ورياح ونسيم وأعاصير وأسرار وأساطير!

فإذا كانت مياه المحيط سرًا من الأسرار فإن هذه الأرض أيضًا ظاهرة محيرة الاتساع والعطاء والظلال، وكيف لا تكون كذلك وهى الوصلة البرية بين أفريقيا وآسيا، وقنطرة النيل إلى الأردن والفرات، والأهم والأخطر والأسخن أنها بوابة مصر التاريخية وحامى حمى أمنها القومى!

هى بلاد الضيافة والكرم والغزو والنجدة والأخذ بالثأر وتعظيم الجميل والافتخار بالنسب والشجاعة، والأهم حب الحرية وعشق الكرامة!

هى.. خيام الشعر وعرائس القش والشجر والمنسف والكبر والدفية والجعدان الملتف حول أجساد أهلها القوية الشامخة.

وهى ذاك البرقع المطرزة خيوطه الحريرية والمزينة بقطع الذهب التى لا تبرز سوى عيون الحور!

هى.. الحجج والقوانين العرفية.. وجبال التيه والحلال والمنشرح واللبنى ويلق.

هى تلك الأرض التى أبى أهلها الانحناء والاستسلام للاستعمار بمختلف ألوانه وأشكاله، بدءًا بالتركى مرورًا بالإنجليزى، وحتى الإسرائيلى.

هى الوحيدة التى قال أهلها «لا» فى وجه من قالوا «نعم» لثلاثين عامًا من تاريخ هذا الوطن عاشها الجميع فى قهر وذل واستسلام.

وهى أكثر بقعة على أرض مصر قدمت آلاف الشهداء، ليس على يد الإسرائيليين فحسب، بل على يد رجال أمن الدولة من النظام السابق الذى لم يكن يومًا مباركًا ولا نظيفًا ولا شريفًا ولا يحمل لنا عزًا ولا كرامة.

هى ببساطة.. «سيناء».

قد يتبادر إلى ذهنك قارئ سطورنا سؤالاً تتلخص كلماته فى لماذا نفتح ملف سيناء الآن؟!

وقد تضبط نفسك متلبسًا قائلاً.. بأن مصر كلها مشتعلة الآن، وكما يقولون فوق صفيح ساخن، منذ قيام ثورتنا الشعبية فى 25 يناير، وأن أحداث القاهرة المتلاحقة وحدها تكفى لعدم انشغالنا بأى قضية أخرى، أو فتح ملفات قد تحمل بل تجر علينا جروحًا وآلامًا بل وأحداثًا جديدة.. يعنى بالبلدى «مش ناقصين»..!

والحق أن لدىّ الإجابات على علامات استفهامك، بل أيضًا لدى المبررات القوية التى دفعتنا دفعًا أنا وزميلى المصور الفنان والمبدع حسام دياب، لأن ننطلق مهرولين، بل نحزم قرارنا وأمتعتنا لنسافر إلى سيناء وتحديدًا شمالها.

دعنى أقل لك بداية إن ثورة 25 يناير لم تكن فى القاهرة فقط، أو فى ميدان التحرير فحسب، بل شملت كل أنحاء جمهورية مصر العربية بمحافظاتها وأقاليمها، وحتى قراها ونجوعها الأمية الفقيرة.. وسيناء - وتحديدًا العريش ورفح والشيخ زويد - شهدت ثورة عنيفة منذ 25 يناير، بل غلبت أحداثها فى السخونة أحداث أى منطقة فى مصر.. خاصة عندما كان السلاح المتحدث الرسمى والرئيسى باسم الثورة.. الأهل هناك لم يحملوا طوبًا ولا زجاجًا حارقًا.. بل أخذت المسألة شكلاً من أشكال الحروب تمثل فى الـ«آر بى چى»، وكان تبادل إطلاق النار بين أهل سيناء ورجال الداخلية من أمن الدولة شيئًا عاديًا، بل ميسور أيضًا..!

الأمر الثانى والمهم أيضاً أن شهداء ثورة 25 يناير وهم الورد اللى فتح فى جناين مصر، لا نستطيع أن نختزلهم فى شهداء الـ«فيس بوك» فقط أو شباب التحرير، بل الحق يجب أن يقال بأنه لا يوجد مكان أو محافظة فى مصر إلا وسقط من أبنائها شهداء، وهذا ما ينطبق على أهل سيناء.

الأمر الثالث والأهم والأخطر أن هناك حدثًا جللاً قد وقع فى تلك البقعة فى عز أيام الثورة وأكثرها التهاباً وسخوناً ألا وهو تفجير خط الغاز الذى من خلاله تحصل إسرائيل، وهى عدو مصر الأول والأخير، على الغاز وهو عمل اعترف به شباب ثورة 25 يناير من أبناء سيناء.

الأمر الرابع وهو قد يرقى إلى أن يكون أهم أسبابنا ومبرراتنا فى فتح ملف سيناء فى تلك الأيام العاتية التى يمر بها وطننا هو أنها ورقة تم التلويح والتلاعب بها من قبل بعض الصحف القومية ووسائل الإعلام الرسمية التى لم تكن تقدم سوى الزيف والتضليل وقت الثورة.. بل يجب أن نعترف بأنها أشاعت الرعب فى قلوب ملايين من الواقفين فى ميدان التحرير، بل وفى كل محافظات مصر.. عندما خرجت علينا المانشيتات تقول باللون الأحمر الصارخ وبفجاجة «الحقوا.. سيناء».. الطيران الإسرائيلى يحلق فوق سيناء.. والحدود مفتوحة ولا يوجد من يقف أو يتصدى له.. وفى لحظة ستحتل إسرائيل سيناء.. وأنتم مشغولون بتنحى مبارك وإسقاط النظام.. ورقة سيناء والتلويح بالاحتلال الإسرائيلى لمصر كانت كفيلة بِهّد الثورة رأساً على عقب وفض الاعتصام الجليل فى ميدان التحرير وبقية المحافظات ليظل مبارك وأعوانه قابعين على أنفاسنا يعيدون حساباتهم مع الشعب المصرى بأكمله الذى خرج وهو يقول لا للظلم والقهر والفساد والقمع.. لولا العقلاء والحكماء الذين أدركوا اللعبة الدنيئة وتغلبوا عليها ونجحت الثورة فى الفرار من الأيدى والعقول المتربصة بها!

الأمر الخامس الذى لا يقل أهمية عن الأربعة السابقين أن ملف سيناء يجب أن يعاد فتحه الآن تحديداً ونحن على مشارف نظام جديد وعهد لا نشك لحظة فى أنه سيشهد تغييراً على كل المستويات، بدءاً بالأمنية وحتى الثقافية والفنية.. هذا التغيير يجب أن يشمل أهل سيناء، بل لا أبالغ عندما أقول إن البداية يجب أن تكون من هناك وليس من القاهرة، فإذا كان أحد قد ذاق مرارة النظام السابق قيراطاً واحداً فإن أهل محافظة سيناء قد لاقوا الهوان والذل والظلم 24 قيراطاً على كل المستويات.. الأمنية بالطبع تحتل نصيب الأسد ووراءها الإهمال والتجاهل بل التخوين أيضاً.

وعندما قلت من لحظات إننا نعاود فتح الملف مرة أخرى لألفت الانتباه فقط بأن فتحنا ملف سيناء على صفحات جريدة «المصرى اليوم» وتحديداً ما نشرناه على 10 حلقات متوالية زرنا فيها شمال سيناء وجنوبها بتاريخ 6 يناير للعام 2009.

فى هذه الحلقات السابقة اقتربنا من الجروح الغائرة، وقمنا بعمليات جراحية بل لا أبالغ عندما أقول بأننا فضحنا نظام العادلى وأمن الدولة بشكل غير مسبوق فى وقت كان من الصعب الحديث عن كل ما هو مسكوت عنه، والآن أسمح لنفسى بأن أعترف بأننى وزميلى المصور حسام دياب لم نفلت من أيادى الداخلية وأمن الدولة التى سببت لنا العديد من المشاكل بسبب ما كتبناه.. ولا داعى للدخول فى التفاصيل!!

لكل هذه الأسباب والمبررات التى قمت بذكرها لك قارئى هرولنا إلى شمال سيناء..

ودون تردد أو تفكير وجدنا أنفسنا فى السيارة المتجهة إلى محافظة شمال سيناء وعاصمتها «العريش».

أمرها غريب تلك البقعة على أرض مصر.. فهى تقع فى بداية قارة آسيا إلا أن الثابت تاريخياً أنها أرض مصرية يقطنها شعب مصرى منذ قدماء المصريين وحتى الفتح الإسلامى على يدى «عمرو بن العاص» فى عهد عمر بن الخطاب، وقد كانت الكلمة المشهورة لعمرو بن العاص عندما دخل منطقة العريش «مساؤكم سعيد» فسميت تلك المنطقة إلى الآن «مساعيد».

آه.. سيناء.. لكم شهدت ألواناً وأشكالاً من الاستعمار منذ الحقبة العثمانية التى لم تنالى فيها سوى الإهمال والتجاهل والحملة الفرنسية التى أتت فوقف أهلك من بدو القبائل بقوة واستبسال ضد الفرنسيين ليسقط منهم المئات قتلى.. وها هى الحقبة الخديوية ليبدأ محمد على حملاته العسكرية إلى بلاد الشام، فيبدأ الاهتمام بأرضك ويتم بناء القنطرة شرق أولى المدن المصرية شرق القناة.

وفى عهد الخديو توفيق تشهدين مثلك مثل بقية أجزاء الجسد المصرى خضوعًا للاحتلال البريطانى، وهنا تظهر وطنية وشهامة أبنائك عندما رفضوا عرضًا من «بالمر» وهو ضابط المخابرات الإنجليزى ببيع الجمال له، بل وقتلوه هو ومرافقيه وهم «الكابتن جل» و«تشارنتن» و«نجور حن اليهودى».

وتتوالى بطولات أبناء سيناء.. عندما قال «جارفس» محافظ سيناء الإنجليزى فى عام 1939 فى مؤتمر عقد بلندن إن سيناء آسيوية وسكانها آسيويون ولا بأس أن يستضيفوا لديهم اليهود ليعيشوا معًا على أرض واحدة.. قام «سلامة أبوعويدات» من قبيلة السواركة بعمل بطولى ضد الاستعمار الإنجليزى وقتل العديد من البريطانيين واستولى على أسلحتهم وأرسلها إلى إخواننا فى فلسطين وظل يقاوم حتى استشهد بعد أن نفدت ذخيرته!

وتمر السنون وتتلاحق الأحداث الساخنة، حرب 1948، العدوان الثلاثى عام 1956، وظلت سيناء تحت التهديد الإسرائيلى إلى أن وقعت الواقعة بنكسة 1967، واستولت إسرائيل على سيناء حتى الشاطئ الشرقى للقناة لتقع تحت الاحتلال الذى قسم سيناء الشمال وألحقه بغزة والجنوب تحت إدارة مستقلة ولكل منطقة حاكم عسكرى.

تأمل معى قارئ سطورى أهل سيناء عندما رفضوا الذهاب للحاكم العسكرى الإسرائيلى، واجتمع مشايخ سيناء جميعهم فى مؤتمر «الحسنة»، وكان بحضور الصهيونى موشيه ديان الذى كان وزيراً للدفاع الإسرائيلى فى ذلك الوقت، وكان يرافقه وكالات الأنباء العالمية وكأنه كان واثقًا من موافقة شيوخ القبائل على تدويل سيناء.. وقتها وقف «القرش» كبير مشايخ سيناء معلنًا أن سيناء جزء من مصر ونبتة مصرية ومن يرغب فى الحديث عنها فعليه أن يتحدث مع الرئيس جمال عبدالناصر شخصيًا، ونحن أبناء سيناء باطن الأرض أفضل لنا من ظهرها إن وافقنا على ما تطلبون، وعاد ديان خائبًا منكسرًا.. ربنا يكسرهم أجمعين.. آمين!!

وها هى الكرامة ترد فى حرب 1973 والحديث عن بطولات أهالى سيناء يكاد لا ينتهى فلقد كانوا هم الخط الأمامى للدفاع، وكثيرًا ما لاقوا الهوان واستشهد منهم الآلاف.

أفقت من تاريخ سيناء وأهلها فوجدتنى أحلق بسيارتنا فوق كوبرى السلام، تحتنا قناة السويس بقوتها وجمال مياهها، السفن الضخمة تبدو صغيرة ونسمة هواء عليلة تدخل صدورنا.. مع وصولنا مدينة القنطرة خفق صدرى وازدادت نبضات قلبى ودبت القشعريرة فى جسدى.. وقلت لنفسى شتان ما بين رحلتنا الآن إلى سيناء ونفسها التى قمنا بها منذ عامين، هنا فقط تستطيع أن تشم رائحة الحرية لتجدها تغزو صدرك فتدخل رئتيك دون أى استئذان، وهانحن نعبر بوابة دخول محافظة شمال سيناء دون أن يستوقفنا ضباط أمن الدولة، الذين لاقينا على أيديهم صنوفًا وألوانًا من العذاب والمرار فى رحلتنا السابقة منذ عامين.. عندما رفضوا أن يسمحوا لنا بالدخول إلى المحافظة لأننا لا نحمل تصاريح من وزارة الداخلية فى القاهرة، وكأننا أغراب، أو أجانب، أو أن سيناء ليست نقطة من وطننا.. وبعد مشادات استمرت ما يقرب من 4 ساعات سمحوا لنا بالدخول بشرط ألا ننتقل من الفندق الذى نقيم به فى العريش إلى أن يجروا اتصالاتهم.. ورغم هذا الحصار إلا أننا لم نلتفت، نزلنا صباح اليوم التالى لوصولنا وتجولنا وأعددنا عملنا الصحفى، وكانوا يراقبوننا.. ولكننا لم نعبأ بهم وهم الذين ارتكبوا العديد من الجرائم فى حق أبناء سيناء وأتذكر جيدًا أن وقت رحلتنا الماضية تزامن مع نقلهم لشابين فى عمر الزهور من البدو وقاموا بدفنهما فى مقالب القمامة، وانقلبت سيناء إلى ساحة حرب، فالأهل هناك شعروا بإهانتهم أحياء وأمواتًا، فكانت ردود الفعل عنيفة.

ها نحن ندخل إلى شمال سيناء دون أن يعترضنا أحد اللهم سوى عربات وجنود القوات المسلحة الذين تعاملوا معنا بأسلوب غاية فى التهذيب والاحترام وما إن تصل إليهم معلومة إننا صحفيون حتى تفتح الصدور قبل الحواجز وتعتلى الوجوه ابتسامة حقيقية من القلب.. كل شىء مختلف.. بداية من نسمة الهواء الباردة التى تستقبلك بها مدينة العريش مروراً بملامح الوجوه التى ارتسم عليها الهدوء والراحة، والابتسامة الدافئة التى ربما افتقدتها منذ زمن بعيد وحتى شوارع سيناء البسيطة وجدران المحال والمدارس التى مازالت تحمل كلمات وشعارات الثورة.. «ارحل»، «الشعب يريد إسقاط النظام».. ورغم ذلك.. لم أنم ليلتى الأولى فى العريش فلقد كانت علامات الاستفهام تلاحقنى والإعداد لمهمتنا الصحفية المصورة شىء يؤرق هدوئى وأعترف لك قارئى بأن ثمة قلقًا ورعبًا اجتاحنى.. فهل سننجح فى الاقتراب من نبض الأهل فى سيناء مرة أخرى لننقل بصدق شديد المعاناة التى عاناها جزء مهم ونسيج قوى لا يتجزأ من جسد الوطن على يد النظام السابق، والذى مازالت آثاره متواجدة فى قلب كل سيناوى وعلى جدران منازله؟! هل ننجح فى فتح ملف مظاليم سينا من المعتقلين الذين يقطنون خلف السجون إلى الآن؟!.. وهل يمكن لنا أن نقابل بعضًا من المظاليم الذين لم يجدوا سوى جبال سينا الواعرة ليقضوا معظم حياتهم خلفها لعلها تكون أكثر رحمة من أحكام الثلاثة والأربعة مؤبدات رافعين شعار «نار الجبل ولا جنة السجون»؟!.

وماذا لو جلسنا مع معظم القبائل فى العريش والشيخ زويد، وذهبنا إلى منطقة المهدية، ومنها إلى نقطة الحدود المصرية الإسرائيلية لنصل إلى «معبر كرم أبوسالم»، ونراه على بعد كيلو واحد؟! وماذا أيضاً لو فتحنا ملف تنمية سيناء وتساءلنا لمصلحة من لم يتم تعميرها إلى الآن.. وأين ذهب مشروع ترعة السلام.. وأين ملياراته التى تحدث عنها النظام السابق، وماذا لو اصطحبناك معنا قارئ سطورنا إلى وسط سيناء حيث أخصب وأنقى تربة ممكن أن تتحول إلى اخضرار لولا أيد خفية جعلتها صحراء جرداء.. لا مكان فيها سوى للعزازقة؟!

وآه وألف آه على العزازقة.. تلك القبائل المتناثرة المبعثرة فى الصحراء السيناوية العتيقة.. على بعد 2 كيلو من إسرائيل، قبائل العزازقة التى لم يحصل أبناؤها على الجنسية المصرية إلى الآن، هوياتهم ما هى إلا جوازات سفر مكتوب فيها.. غير معين الجنسية والأصل فلسطينى.

ما هى حكاياتهم وحواديتهم، ولماذا اهتموا بالإسرائيليين وذهبوا إلى إسرائيل بأقدامهم فى 1999؟!

وهل بالفعل تم تحليق الطيران الإسرائيلى فوق سيناء وقت أحداث ثورة 25 يناير.. هل حدودنا معهم أصبحت مستباحة إلى هذه اللحظة التى أكتب وتقرأ فيها أنت سطورى خاصة أن معاهدة كامب ديفيد تمنع الجيش من دخول المنطقة «جـ» فى سيناء؟!

وهل هناك أمل فى نزول الداخلية مرة أخرى إلى شوارع سيناء؟!

وما هى حكاية السلاح الذى لا يخلو بيت واحد فى سيناء منه، وما هى حدوتة اتجار البدو فى المخدرات والبانجو والأفيون؟!

ولماذا دائماً ما يلقى البعض بتهمة التخوين على أبناء المنطقة هناك بل ويلقبونهم بـ«يهود سيناء»؟! أسئلة وعلامات استفهام كثيرة ربما تجد لها إجابات عبر سطور حلقاتنا المقبلة.. فإذا نجحنا فى اصطحابك معنا فى هذه الرحلة والإجابة عن تساؤلاتك فهذا كل ما نتمناه.. وإن فشلنا فليبقى لنا قارئنا شرف المحاولة.