الصحة العالمية تحيي الذكرى الـ15 لليوم العالمي لمنع الانتحار الأحد

كتب: أ.ش.أ الجمعة 08-09-2017 12:55

تحيي منظمة الصحة العالمية، الأحد، الذكرى الـ15 لليوم العالمي لمنع الانتحار، وسط مؤشرات وإحصاءات تؤكد أن الانتحار أصبح ظاهرة عالمية لا تفرق بين دول فقيرة وغنية، وأن هناك عالميا حالة انتحار كل 40 ثانية.

واعتمدت المنظمة هذا اليوم في عام 2003، بهدف العمل على إثناء الشخص الذي يفكر في الانتحار عن اقتراف هذه الجريمة في حق نفسه، والدعوة إلى أن يأخذ دقيقة للتفكير في الألم والمعاناة الذي يشعر بهما كل شخص واقع تحت تأثير الرغبة في الانتحار، وحث المحيطين به على الاستماع إليه والاهتمام به، والعمل على توعيته بمخاطر وتداعيات الانتحار.

وتحمل ذكرى اليوم العالمي لمنع الانتحار هذا العام شعار «دقيقة من وقتك يمكن أن تغير حياة»، واستهدفت المنظمة عند اعتمادها، في 10 سبتمبر من كل عام، «يوما عالميا لمنع الانتحار»، بمبادرة من الرابطة الدولية لمنع الانتحار.

وتستهدف المبادرة توحيد الجهود في الالتزام والعمل بغية ضمان منع عمليات الانتحار، وتوفير العلاج المناسب لأولئك الذين يعانون من أمراض نفسية تدفعهم للانتحار، وإتاحة خدمات الرعاية المجتمعية وخدمات المتابعة الوثيقة لأولئك الذين يحاولون الانتحار، وتقييد إمكانية الحصول على وسائل الانتحار التقليدية.

ويعتبر الانتحار من القضايا المعقدة التي تتطلب جهود الوقاية من الانتحار التنسيق والتعاون بين العديد من قطاعات المجتمع، بما في ذلك القطاع الصحي والقطاعات الأخرى، مثل التعليم، والعمل، والزراعة، والعدل والقانون، والدفاع، والسياسة، والإعلام.

وتشير إحصائيات الرابطة الدولية لمنع الانتحار إلى أن هناك نحو مليون شخص ينتحرون كل عام على مستوي العالم، بمعدل 3 آلاف حالة انتحار يوميا العدد الذي يفوق ضحايا الحروب والقتل العمد.

وذكر تقرير المنظمة لعام 2017، أن مسببات الانتحار تختلف من حالة لأخرى، فقد يقدم إنسان على الانتحار بسبب الاضطراب النفسي، أو الإحساس بالفشل، أو الشعور بالوحدة والعزلة، أو نتيجة الشيخوخة والمرض، أو الإحساس بالاضطهاد وضغوط الحياة ومشاكلها.

ويعتبر الشنق والأسلحة النارية من الطرق الأخرى الشائعة للانتحار. وسجلت الهند أعلى معدلات الانتحار في العالم، حيث سجلت نحو 100 ألف منتحر سنويا نصفهم من النساء، من إجمالي مليون حالة انتحار في العالم، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل شخص كل 20 دقيقة، فيما سجلت أوروبا تناميا في محاولات الانتحار بسبب الأزمة الاقتصادية التي تجتاحها في الوقت الراهن وما ترتب عليها من تردي مستوى معيشة السكان.

أما عن معدلات الانتحار في دول منطقة الشرق الأوسط، فذكر تقرير منظمة الصحة العالمية أن معدلات الانتحار في دول الشرق الأوسط أقل من مثيلاتها في دول العالم، وتصدرت دولة السودان القائمة، تليها كل من المغرب، قطر، اليمن، الإمارات، موريتانيا، تونس، الأردن، الجزائر، ليبيا، مصر، العراق، الأردن، عمان، لبنان، سوريا، السعودية.

وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 78% ممن يقدمون على الانتحار في العالم العربي، تنحصر أعمارهم ما بين 17 و40 عاما، وأن أكثر من 69 % من أعداد المنتحرين كانت لديهم ضغوط اقتصادية قاسية.

وحتى الآن، لم يقم سوى عدد قليل من البلدان بإدراج الوقاية من الانتحار ضمن أولوياتها الصحية، ولم يذكر سوى 28 بلدا فقط وجود استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار، ومن المهم للبلدين إذكاء الوعي المجتمعي وكسر المحظورات لإحراز تقدم في الوقاية من الانتحار.

وأقرت منظمة الصحة العالمية بالانتحار كإحدى قضايا الصحة العمومية التي تحظى بالأولوية، إذ كان أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الانتحار بعنوان «الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية»، والذي نشر في عام 2014، يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية مكافحة الانتحار ومحاولات الإقدام عليه من منظور الصحة العمومية، وإلى جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العمومية العالمي.