دعا البابا فرنسيس، الخميس، الشعب الكولومبي إلى عدم التخلي عن النضال من أجل التعاون بعد التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).
وقال البابا فرنسيس في بداية برنامجه الرسمي في بلازا دي أرماس، في قلب العاصمة بوجوتا، وسط استقبال حار من جانب عشرات الآلاف من الأشخاص، إن البحث عن السلام دائما «شيء متاح».
وأضاف البابا 80 عاما أن كرامة واحترام البشر من أجل الصالح العام، ينبغي أن تكون محورا في كل الإجراءات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ولعب الفاتيكان دورا حاسما في المفاوضات التي بدأت في عام 2012 بين الحكومة وحركة فارك اليسارية وانتهت باتفاق سلام تم التوصل إليه العام الماضي.
وقبل زيارة البابا، وافقت الحكومة وجماعة جيش التحرير الوطني المتمردة على وقف إطلاق النار بداية من أول أكتوبر حتى 12 يناير. وقد أثار ذلك الإعلان توقعات بأن يوقع جيش التحرير الوطني أيضا على اتفاق سلام قريبا.
وقال فرنسيس مساء الخميس: «إننا جميعا نعرف ان السلام يدعو إلى نوع من الشجاعة الاخلاقية»، بحسب مقتطفات بثتها إذاعة الفاتيكان. وأضاف: «إن الحرب تتبع غرائز قلوبنا الدنيا، في حين أن السلام يدفعنا إلى السمو فوق أنفسنا».
وفى وقت سابق من يوم الخميس، وصف الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس كولومبيا بانها «الدولة التي تتبادل الأسلحة بالكلمات».
ووصل فرنسيس يوم الأربعاء إلى العاصمة الكولومبية بوجوتا في زيارة طال انتظارها وهي الأولى له والثالثة التي يقوم بها بابا للفاتيكان إلى هذه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. ويقدر أن 80% من سكانها يتبعون المذهب الكاثوليكي.
وخلال زيارته التي تستمر حتى يوم الاثنين، يركز البابا رسالته على السلام والمصالحة ضمن عملية السلام التي تمضي بها البلاد.
ولقي ما لا يقل عن 220 ألف شخص حتفهم في الصراع المسلح بكولومبيا في الفترة ما بين 1958 و2012، بين الميلشيات اليسارية والجيش والشرطة والقوات اليمينية، وذلك بحسب ما ذكر المركز الوطني للذاكرة التاريخية بكولومبيا.
وأوضح تقرير للأمم المتحدة صدر العام الماضي حول النازحين داخليا أن نحو 7 مليون مواطن في كولومبيا اضطروا للفرار من منازلهم بسبب الصراع.