«الطواف فى الكرنك».. طقوس خاصة حول «الجعران المقدس»

كتب: محمد السمكوري الثلاثاء 05-09-2017 19:57

تشهد مجموعة معابد الكرنك إقبالاً كبيراً من السائحين من مختلف الجنسيات، خاصة أوروبا الشرقية، لمزاولة الطقوس المختلفة ولعل أهمها وأشهرها «الجعران المقدس»، الذى يجذب السائحين للطواف حوله ليجلب لهم السعادة والثراء السريع، والزواج، خصوصاً أن معبد الكرنك هو أكبر المعابد الأثرية المصرية على الإطلاق، ويعرف علمياً بمجمع معابد الكرنك، ويعتبر أول وأكبر مجمع مقدس فى تاريخ البشرية، وشارك فى بنائه وتشييده أكثر من 30 ملكاً فرعونياً، الأمر الذى جعله أكثر تنوعاً وجمالاً ووضوحاً بطريق الكباش والمسلات المرتفعة وسلسلة الأعمدة الفرعونية ذات التيجان المنقوشة.

ويرى عالم الأثريات الدكتور، محمد يحيى عويضة، أن الجعران المقدس هو أحد الرموز المقدسة لإله الشمس، وكما ذكرت الجداريات الفرعونية اسم الإله «خابير» وهو تميمة الحظ لجميع طوائف المصريين القدماء سواء كان الكبير أو الصغير أو الأمير أو الفقير، الذين كانوا يحرصون على ارتداء تمائم الجعارين أو الوشم بها تعلقاً منهم للاعتقاد بجلبها الحظ السعيد والتوفيق فى الحياة وإنجاز الأعمال، مضيفاً أن الجعران المقدس الموجود بالجزء الجنوبى بمعبد الكرنك أشهر آثار معبد الكرنك على الإطلاق بمحافظة الأقصر، وأيضاً هو أكثر أركان معبد الكرنك التى تزار خصيصاً من مختلف الجنسيات لشهرته العالمية فى منح الحظ والسعادة للسائحين من بلاد أوروبا الشرقية.

وأضاف «يحيى» أنه عبارة عن كتلة حجرية من حجر الجرانيت الوردى يبلغ طوله 190 سنتيمتراً وأول من أنشأه الملك العظيم أمنحتب الثالث بالأسرة 18، لافتاً إلى أن الجعران المقدس هو المشهد الأكثر شهرة من مشاهد معبد الكرنك بالعالم وترتبط حوله العديد من الأساطير والموروثات المختلفة، بل ويقبل بعض السائحين من بعض الجنسيات خصيصا لزيارة معبد الكرنك من أجل الجعران المقدس فحسب ولشدة تعلقهم به.

وأكدت منى فتحى، عالمة المصريات، أن الجعران المقدس كان يمثل للمصرى القديم مصدر الحظ السعيد والثراء السريع فهو بمثابة روح التفائل المقدسة، لهذا أكثر المهندس المصرى القديم من صناعة العديد من الجداريات حول هذا الجعران خاصة بالمقابر الملكية.

وأضافت أنه تحول من مجرد اهتمام تاريخى أو أثرى إلى «اعتقاد ومعتقد» راسخ لدى كثيرين منهم بأنه جالب للحظ السعيد مما يجعل أسباب زيارتهم له لأمنيات خاصةً، وأحلام يرغبون فى تحقيقها، فنستطيع القول إن الاهتمام بالجعران المقدس تحول إلى موروث شعبى لدى عدد من السائحين من مختلف دول العالم. وتابعت «فتحى» أن الاهتمام والاعتقاد فى الجعران المقدس لا يقتصر على جنسية بعينها ولكن هناك جنسيات أكثر اهتماما وزيارة للجعران المقدس فنجد أن بعض السائحين يكرر الزيارة سنوياً من أجل هذا الجعران، وأكثر تلك الجنسيات الروسية والألمانية والأمريكية والصينية، وأوروبا الشرقية، ولهم طقوس خاصة، وأبرز تلك الطقوس تتلخص فى الطواف 5 مرات حول الجعران المقدس، من أجل الحصول على الحظ السعيد، والطواف 3 مرات حول الجعران: من أجل الحصول على الثراء السريع، والطواف 7 مرات للنساء العقيمات من أجل الحصول على حمل ميسر، الطواف 6 مرات حول الجعران المقدس من أجل الحصول على زوج مناسب، كما يكثر السائحين من التقاط الصور المختلف والفيديوهات الشخصية أمامه لشدة حبهم له.وأشارت «فتحى» إلى أن كافة المتخصصين فى الآثار وأدبيات الحضارة الفرعونية القديمة يرون أن الطواف حول الجعران المقدس ليس له أى أساس فرعونى علمى بل هو موروث شعبى مستحدث لدى عامة السائحين تحول لمعتقد أسهم فى نشره بعض الأثريون الأوروبيون الأوائل وبعض المتأخرين من جمهور المرشدين السياحيين من أجل خلق حالة من المرح والفكاهة لدى السائحين بنهاية الجولات السياحية بالكرنك، وأخذ سمعة عالمية.

وأشهر من طاف حول «الجعران المقدس» بالكرنك من أجل الحصول على الحظ السعيد خلال السنوات العشر الأخيرة، الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى، وزوجته، ومبعوثة الاتحاد الأوروبى، كاثرين أشتون، ورئيس وزراء بريطانيا السابق، تونى بلير، والممثل الأمريكى، دانى جلوفر، ومنتج فيلم تايتانك.

وأكد كامل مهدى، صاحب بازار سياحى بساحة معبد الكرنك، أن أول ما يفعله السائحون حيال خروجهم من معبد الكرنك هو التوجه للبازارات لشراء الجعارين المقلدة بمختلف أحجامها كهدايا أو شراء مشغولات فضية وذهبية على هيئة الجعارين، عادة ما يطلب السائحون بكتابة عبارات حول أمنياتهم على ظهر تلك الجعارين. وذكر هيثم على، صاحب بازار، أنهم يقدمون الجعارين للسياح وبيعها بأسعار مختلفة حسب حجمها، مؤكداً أن السياح الأجانب يحرصون على اقتنائها تيمناً منهم بأنها تجلب الحظ السعيد وتسهم فى تحقيق أمنياتهم.