«السذاجة هي تكرار نفس الشئ وتوقع نتائج مختلفة».. هذه هي إحدى مقولات «أينشتاين»، وهو بالفعل ما حدث للمنتخب المصري، بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر، أدت إلى هزيمة من المنتخب الأوغندي، المتوسط في المستوى، بهدف دون رد في كمبالا.
بدأ «كوبر» المباراة بالرسم التكتيكي «4-4-2»، بتواجد عصام الحضري في حراسة المرمى، وأحمد فتحي كظهير أيمن، و«عبدالشافي» كظهير أيسر، ورامي ربيعة وأحمد حجازي في عمق الدفاع، ثم رباعي الوسط محمد النني وطارق حامد في العمق، وعبدالله السعيد كصانع ألعاب أيمن، و«تريزيجيه» كصانع ألعاب أيسر، و«صلاح» و«كهربا» في الهجوم.
بينما اعتمد «باسينا» على الشكل التكتيكي المعتاد «4-2-3-1»، بتواجد «أونيانجو» في حراسة المرمي، و«وادادا» كظهير أيمن و«ولسمبي» كظهير أيسر و«جوكو» و«اسندي» في عمق الدفاع، وفيما اعتمد على حسن واساوا وخالد أوتشو كثنائي ارتكاز، وثلاثي خلف المهاجم، بتواجد «أكوي» في اليمين و«أوتشايا» في اليسار و«ميا» في الوسط، وفي الأمام المهاجم «نيسيمبابي».
بدأت المباراة بمستوى مقبول لمنتخب مصر، بلعب «كوبر» بخطة «4-4-2» في بداية المباراة، على غير المتوقع، فاضطر المنتخب الأوغندي إلى العودة والدفاع والانتظار، ولكن على الرغم من ذلك، وطوال 45 دقيقة بالكامل، حاول المنتخب على مرمي أوغندا بكرة وحيدة فقط، فكان يجب على «كوبر» أن يعطي بعض التعليمات الهجومية لاستغلال التراجع النسبي لأوغندا، ولكنه فضل العودة للخطة القديمة «4-2-3-1» ليجد المنتخب الأوغندي ضالته، حيث إنه كان جاهزا ومستعدا لمواجهة هذه الخطة، خاصة أن صلاح كان يظهر بشكل جيد كمهاجم لعدم جاهزية أوغندا لمواجهة هذا التغيير، ولكن بعودة «صلاح» للجناح، حقق «كوبر» المراد لأوغندا.
وعلى سبيل المثال، شارك «أوتشايا» في مركز الجناح الأيسر، على الرغم من أنه مدافع أيسر، ولكن «ميتشو»، المدير الفني السابق لأوغندا، كان يشركه في مركز الجناح في المباريات الكبري، وخاصة أمام مصر، لإيقاف محمد صلاح «الجناح»، والاعتماد على الناحية اليمنى في الهجوم، وهو ما حدث بالفعل باستغلال الثغرة خلف «عبدالشافي»، عن طريق «أكوي» و«وادادا».
«عبدالشافي» دفاعًيا لم يكن موفقًأ على الإطلاق، فاستلم لاعبو أوغندا الكرة في منطقة «عبدالشافي» 11 مرة، وهو رقم كبير.
وعلى المستوي الهجومي، قام «عبدالشافي» بلعب عرضية وحيده فقط خلال 90 دقيقة، لذا كان ينبغي على «كوبر» إقحام أحمد المحمدي في الجبهة اليمني وخروج «عبدالشافي»، ونقل «فتحي» للجبهة اليسري، وذلك في ظل عدم وجود ظهير أيسر جيد حاليًأ للمنتخب.
مع بداية الشوط الثاني، نزل رمضان صبحي بدلًا من «تريزيجيه»، وعلى ما يبدو فإن التغيير جاء بداعي الإصابة، وبعد 5 دقائق من بداية الشوط الثاني تمكن المنتخب الأوغندي من التسجيل من ثغرة المنتخب المصري «خلف عبدالشافي».
بعد الهدف، تراجع المنتخب الأوغندي تمامًا، وسيطر المنتخب المصري على اللقاء، ولكن بدون أي فاعلية وبدون أي تدخل سريع من «كوبر».
المنتخب المصري بدأ سيطرته من الدقيقة 30، بعد عودة الخطة إلى «4-2-3-1»، ولكن السيطرة فقط لا تعطيك الخطورة والنتيجة، قد تكون مسيطرًا بنسبة 40% وتسجل وتفوز، وقد تكون مسيطرًأ بنسبة 70% وتخسر المباراة، وبالتالي يجب أن تترجم السيطرة بالمحاولة على المرمى، وهو ما لم يحدث منذ الدقيقة 30، وخاصة من الدقيقة 30 وحتى الدقيقة 45.
الهدف الذهبي:
منذ إحراز أوغندا لهدف في مرمى المنتخب المصري، لم نجد أي شراسة هجومية لمنتخب مصر على الرغم من تراجع أوغندا، وهو نفس ما حدث في مباراة تونس، فبعد تسجيل طه ياسين الخنيسي هدف تونس، لم نر المنتخب المصري، فمؤخرًا، ينتهي لقاء منتخب مصر، تحت قيادة «كوبر»، مع أي منتخب بعد استقبال هدف.
أقحم «كوبر» صالح جمعة بدلًا من طارق حامد، ولعب «السعيد» بدلًا من حامد في الوسط، وأقحم عمرو جمال بدلًا من «كهربا»، ولكن لم نر أي اختلاف في الأداء، وحتي بعد وجود 7 دقائق وقت بدلًا من الضائع.
اختيارات كوبر في البداية أيضًا لم تكن موفقة، فالاعتماد على «كهربا» كرأس حربة لم ينجح في مباراة بوركينا ولم ينجح بالشكل المطلوب عمرو وردة أمام الكاميرون ولم ينجح أيضًا «كهربا» في مباراة تونس، ومع ذلك استمر «كوبر» على نفس النهج وبالتالي ومن الطبيعي عدم انتظار نتائج مختلفة، فـ«كهربا»، على مدار 66 دقيقة أمام أوغندا، لم يسدد أي كرة على المرمي ومرر 5 تمريرات فقط.
أما عبدالله السعيد، فعلى مدار 90 دقيقة، بلغت دقة تمريراته 64%، ولم يسدد إلا تسديدة وحيدة على المرمى، وهي أرقام ضئيلة جدًا للاعب خط وسط مهاجم.
وفي النهاية، فإن مجمل مباراة أوغندا أوضح أن المنتخب واصل عروضه المخيبة للآمال بنفس الأخطاء السابقة، وإذا أراد «كوبر» تحقيق حلم التأهل للمونديال، فينبغي عليه تغيير فكره الدفاعي المتحفظ، وعدم الإصرار على الدفع ببعض العناصر التي قل مستواها.