زلزال عنيف بقوة 8.9 درجة مصحوباً بموجات «تسونامى» عاتية يضرب شرق اليابان ويُخلّف مئات القتلى ودماراً واسعاً

كتب: وكالات الجمعة 11-03-2011 21:20

ضربت موجات المد البحرى تسونامى بارتفاع 10 أمتار سواحل شمال شرق اليابان، الجمعه، إثر تعرض سواحل البلاد لأعنف زلزال منذ 140 عاماً، وبلغت قوته 8.9 درجة على مقياس ريختر، مما أسفر عن وقوع مئات القتلى، فيما اعتبر المئات فى عداد المفقودين، وخلّف الزلزال وما أعقبه من موجات مد بحرى دماراً كبيراً واندلعت حرائق فى محطة أوناجاوا النووية بشمال شرقى اليابان بما ينذر بوقوع كارثة نووية خطيرة جعلت العالم بأجمعه يحبس أنفاسه، على الرغم من أن البلاد استبعدت حدوث تسرب نووى، وتوقفت 11 محطة نووية عن العمل بطريقة أتوماتيكية.


وسارعت دول المنطقة المحيطة وهى روسيا والفلبين وتايوان وإندونيسيا والصين والساحل الغربى لأمريكا إلى إعلان حالة الإنذار من موجات تسونامى، بينما ضرب زلزال متوسط القوة جنوبى الصين مخلفا عشرات القتلى وآلاف المشردين.


وهز الزلزال مبانى طوكيو لمدة دقيقتين رغم أنه وقع فى منطقة مياجى على بعد نحو 270 كيلومتراً شمال شرق العاصمة وعلى عمق 24 كيلومتراً تحت سطح البحر، وخلّف خسائر جسيمة فى المنازل والمؤسسات، إضافة إلى عشرات القتلى فى إحصاء مبدئى، وتوقفت حركة النقل والمطارات والموانئ، وانقطع التيار الكهربائى عن نحو 4 ملايين منزل فى طوكيو، ونحو 4.5 مليون منزل شمال شرقى اليابان، وهرع السكان إلى الشوارع تاركين منازلهم لأن الزلزال وقع فى ذروة ساعات العمل، كما ضربت موجات تسونامى الساحل الشرقى لجزيرة هوكايدو، وقطعت الطرق وخطوط السكك الحديدية المؤدية إلى المناطق الشمالية من البلاد. وتعمل الحكومة على نشر وحدات عسكرية إلى المنطقة، بالإضافة إلى طائرات للمساعدة وتقييم الأوضاع.


وأفادت وكالة كيودوا اليابانية للأخبار بأن حريقاً اندلع فى محطة أواناجاوا النووية التابعة لشركة توهوكو للطاقة الكهربائية شمال شرق اليابان، إلا أن السلطات أكدت أنه لم يتم رصد أى تسرب مشع فى المنشأة أو المواقع النووية الأخرى فى المناطق المتضررة فى الساعات التى تلت الزلزال والهزات الارتدادية التى تبعته، وأعلنت وزارة الصناعة أنه تم وقف ما مجمله 11 مفاعلا نوويا، وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ فى قطاع الطاقة النووية، وقالت مصادر فى إقليم فوكشيما الذى توجد به محطة طوكيو النووية للكهرباء إن نظام التبريد الخاص بالمفاعل النووى يعمل، نافيا تقريرا صدر فى وقت سابق بأنه أصيب بأعطال، فى الوقت الذى وقعت فيه عدة هزات ارتدادية مع مخاوف من وقوع المزيد منها تصحبها موجات المد العاتية.


وأعلنت السلطات عن فقدان قطار ركاب بعد مرور موجات تسونامى فى منطقة مياجى دون تحديد مصيره، وأضافت أنها فقدت سفينة على متنها 100 راكب على الأقل.


وأظهرت الصور التى التقطت فور وقوع الزلزال وموجات المد تسونامى عشرات السيارات وهى تطفو فى المياه، كما أظهرت كيفية اجتياح مياه البحر للشوارع الساحلية، بينما احتشد المواطنون وهم فى حالة ذعر وهلع فى شوارع المدن خوفاً من العودة لمنازلهم بسبب الهزات الارتدادية محاولين الاتصال بأقاربهم للاطمئنان عليهم.


وأظهرت مقاطع أخرى لقطات لحرائق اندلعت فى منطقة إيشيهارا شيبا شرق طوكيو، وقال مسؤولون فى منطقة سينداى إن 14 حريقا اندلعت فى مبان ومصانع، وعرضت لقطات لموجات مد أعلى من الجزر اليابانية، وقد غمرت المياه مطار سينداى.


وقال صحفى يابانى إن الهزة قوية جداً ولم يشهدها من قبل، وإن هناك ضررا كبيرا فى المناطق الشمالية، ويعتبر هذا الزلزال هو الأعنف منذ 140 عاماً الذى يضرب اليابان، حسبما أكد خبراء.


وقال مسؤولون يابانيون إن زلزالا بقوة 8.9 درجة على مقياس ريختر ضرب مناطق شمال شرقى اليابان وتسبب فى حدوث موجات مد عالى (تسونامى) بارتفاع 10 أمتار اجتاحت سواحل منطقة مياجى، وبث تليفزيون هيئة الإذاعة العامة (إن. إتش. كيه) لقطات لعربات غمرتها المياه فى مدينة كامايشى بمنطقة إيواتى، حيث اجتاحت موجات تسونامى بارتفاع 4.2 متر سواحل المدينة. وبث التليفزيون لقطات للعديد من المنازل فى سينداى بمنطقة مياجى وقد جرفتها مياه تسونامى الناجم عن الزلزال.


وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيرات من احتمال حدوث المزيد من موجات تسونامى بارتفاع يصل إلى 10 أمتار، ومن المنتظر أن تجتاح سواحل شرقى اليابان، كما صدرت تحذيرات من موجات تسونامى فى مناطق واسعة من السواحل الشرقية والمحيط الهادى، وروسيا وجزر ماركوس ونورثرن مارياناس وأصدر تنبيهات بشأن تسونامى لتايوان والفلبين وإندونيسيا وجزر هاواى وجوام وجزر أخرى فى المحيط الهادى، وقالت وكالة «أسوشيتد برس» إن التحذير من موجات مد تسونامى يشمل الساحل الغربى لأمريكا بأكمله.


وأعلنت إدارة المسح الجيولوجى الأمريكى أنها رفعت التقدير إلى 8.9 درجة، وأوضحت أن مركز الزلزال كان على بعد 130 كيلومتراً شرق سينداى و372 كيلومتراً شمال شرق العاصمة طوكيو، ووقع على عمق 24.4 كيلومتر.


وأصدر المكتب المركزى للأرصاد الجوية فى تايوان تحذيراً من وصول موجات تسونامى إلى السواحل الشمالية والشرقية للجزيرة فى أعقاب زلزال اليابان، وبدأت السلطات التايوانية فى إجلاء السكان تحسبا لكارثة طبيعية وسط توقعات باقتراب موجات المد البحرى خلال ساعات، ونصح سكان المناطق الساحلية بتوخى الحذر واليقظة ومراقبة أى تغير يطرأ على أحوال البحار، كما أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنه تم إجلاء سكان جزر كوريل وطلب من السفن مغادرة الموانئ، وأكدت كل من موسكو وألمانيا استعدادهما لتقديم أى مساعدات عاجلة لاحتواء آثار الكارثة الخطيرة.


وفى الصين، ضرب زلزال متوسط القوة جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل وتشريد 130 ألفاً آخرين، ويتوقع خبراء أنه يحتمل أن يكون امتدادا للزلزال المدمر الذى ضرب اليابان.