خطباء الجمعة يحذرون من الفتنة.. ويؤكدون: حرمة دم القبطى كحرمة دم المسلم


ركزت خطب الجمعة بمختلف مساجد القاهرة والمحافظات، الجمعة، على أحداث الفتنة الطائفية التى شهدتها مصر مؤخراً، واتهم الأئمة والدعاة «أيادى خارجية» بمحاولة إحداث وقيعة بين المصريين، وشددوا على وجوب حماية المسيحيين ومقدساتهم وكنائسهم كما أمرت الشريعة الإسلامية.


فى مسجد آل رشدان بمدينة نصر، أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية فى خطبته، أن الاعتداء على الكنائس ودور العبادة أمر ترفضه الشريعة الإسلامية، التى تقر حرية العقيدة، مشيراً إلى أن الاعتداء على الكنائس يمثل اعتداءً على المساجد أيضا.


كما أكد «جمعة» فى خطبته، التى حضرها المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والفريق سامى عنان، رئيس الأركان، أن المسلمين والأقباط فى مصر سيظلون نسيجا واحداً، ويدا واحدة، وأن مصر ستظل بلد الأمن والأمان لقول المولى عز وجل «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».


من جانبه حذر الشيخ محمد حسان، من مؤامرة، تحيكها جهات داخلية وخارجية لإشعال نار الفتنة الطائفية فى مصر. وقال إنه بعد أن اقتربت الأوضاع من الاستقرار وانسحبت دبابات الجيش من أماكن عدة، اشتعلت نيران الفتن لتعود الدبابات مرة أخرى إلى الشوارع، وتنصرف عن أداء دورها الأساسى فى حماية حدود مصر وثغورها.


وأضاف «حسان» - فى خطبة الجمعة بمسجد عمرو بن العاص، الذى قدرت أعداد المصلين فيه بأكثر من مليون مصلٍ، وشهدت ساحته الأمامية تواجدا لأفراد الشرطة الذين تولوا مهمة تأمين المصلين لأول مرة منذ بداية ثورة 25 يناير - أنه لا يسعى لأى منصب سياسى أو دينى من وراء دعوته إلى وأد الفتنة بين مسلمى مصر وأقباطها.


وقال إن الدين الإسلامى حرّم دماء الأقباط، كما حرم دماء المسلمين، مستشهدا بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذى قال فيه إنه سيكون حجيج أى مسلم تعدى على أحد من أصحاب الديانات الأخرى.


وفى مسجد النور بالعباسية، أكد الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية فى مدينة السويس، أن هناك أيادى خارجية خبيثة تريد إشعال الفتنة بين المصريين، مطالباً بوأد هذه الفتنة، وألا ندع للمستفيدين من وراء إشعالها الفرصة.


وأضاف الشيخ حافظ، أن مصر عاشت أكثر من 14 قرنا منذ الفتح الإسلامى، فى أمن وسلام دون تفرقة بين مسلم ومسيحى، مشيراً إلى أن المسلمين يحترمون كل العقائد والأديان الأخرى. وحذر من الانسياق وراء أصحاب الشعارات الكاذبة، مؤكدا صدق القوات المسلحة المصرية فى كلامها منذ أول بيان بعدم إطلاق طلقة رصاص واحدة على الشعب المصرى.


ودعا الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، إلى بناء كنيسة قرية «صول» بأموال المسلمين، مطالبا المجلس العسكرى بفتح رقم حساب وإعلانه حتى يتمكن الجميع من إيداع المبالغ المالية فيه. وقال إن بناء الكنيسة بأموال المسلمين دعوة لإثبات أن المسلمين والمسيحيين نسيج واحد وأن الحب والمودة يجمعان بينهم.


وقال الشيخ صلاح نصار، خطيب وإمام المسجد الأزهرالشريف، إن الفتنة الطائفية تريد القضاء على الثورة المصرية المباركة التى غيرت الواقع، وقام بها شباب شرفاء. وأضاف أن هناك من يريد إشعال الفتنة لتدمير الثورة وتدمير الوطن بكامله.


وفى مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، أكد الخطيب أن الفتنة الطائفية التى تمر بها مصر الآن هى صنيعة «أيادٍ خفية»، تريد لمصر حربا أهلية تدمر الأخضر واليابس. ودعا إلى توحيد الصف ونشر المحبة وعودة الروح الوطنية التى سادت بعد تنحى الرئيس، وظهرت جليا فى اللجان الشعبية التى لم تميز بين مسلم ومسيحى.


وفى البحر الأحمر، أكد الأئمة ضرورة التكاتف بين جميع أبناء الوطن لعبور الأزمة، وعدم الانسياق وراء الشائعات، واستشهدوا بآيات من القرآن الكريم والحديث الشريف، للتأكيد على العلاقة السمحة بين جميع الأديان، وأشادوا بعودة الشرطة إلى الشوارع، وطالبوا المواطنين بحسن معاملتهم والتعاون معهم لاستعادة الأمن والأمان.


وفى القليوبية، حث الأئمة المصلين على رقة القلب وعدم التشدد فى معاملة غير المسلمين، وعدم الانصياع وراء الشائعات، وقوة التراحم بين المسلمين والمسيحيين فى كل أرجاء الدنيا. وأرجع عدد من الأئمة أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة إلى ما قال إنه «مخطط لإفساد الثورة بهدف تعكير الصفو بين عنصرى الأمة».


وفى بنى سويف، حذر الأئمة من الفتنة، ووصفوا المسيحيين بـ«الإخوة فى الإنسانية»، وقالوا إن «الثورة نجحت فى توحيدنا»، مطالبين بعدم الاستسلام أمام من وصفوهم بفلول النظام السابق من الحزب الحاكم.


وفى الفيوم أكد عدد من الخطباء أن تعاليم الدين الإسلامى تدعو إلى التراحم فيما بينهم، ونبذ العنف وطالبوا بوأد الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.


وفى 6 أكتوبر دعا أئمة المساجد إلى نبذ العنف والسعى إلى لم شمل الأمة والوقوف ضد الفتن الظاهرة والباطنة، وشدد الشيخ محمد عاشور خطيب مسجد الأبرار بالحى السادس على وحدة الأمة والتمسك بالأخلاق الحميدة وحذر من الظلم وعاقبة الظالمين ودعت اللجان الشعبية للتجمع اليوم بمسجد النور بحى المستقبل وتوجيه الدعوة إلى مديرية الأمن بأكتوبر وجميع القيادات الشرطية للنزول إلى الشارع وتجديد الثقة بين الشرطة والمواطنين.