حثت الإمارات إيران وتركيا، أمس الإثنين، على إنهاء ما وصفته بالأعمال «الاستعمارية» في سوريا مشيرة إلى عدم ارتياحها إزاء تقلص نفوذ دول الخليج العربية في الحرب.
وتعارض الإمارات المتحالفة مع السعودية الرئيس السوري بشار الأسد وإيران الداعمة له وتشعر بالقلق من تركيا التي تربطها علاقات بقوى إسلامية تعارضها الإمارات في أرجاء العالم العربي.
وحث وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على خروج الأطراف التي يقول إنها تحاول أن تقلل من هيبة وسيادة الدولة السورية، موضحا أنه يتحدث بالتحديد عن إيران وتركيا.
وكان الوزير يتحدث في مؤتمر صحفي مع نظيرة الروسي سيرجي لافروف الذي تدعم بلاده الأسد عسكريا.
وقال الشيخ عبدالله إنه إذا استمرت الدولتان في التدخل بنفس الأسلوب و«النظرة الاستعمارية» في شؤون الدول العربية فسوف يستمر هذا الوضع ليس فقط في سوريا كما هو الحال حاليا ولكن غدا في دولة أخرى.
وتدخلت أطراف إقليمية ودولية في الحرب الدائرة في سوريا منذ ست سنوات بهدف تحقيق مصالحها هناك. فأرسلت إيران قوات ومساعدات عسكرية لدعم حكم الأسد في قتاله مع معارضين أغلبهم من السنة المدعومين من السعودية ودول خليجية أخرى.
وتمكن الجيش السوري وحلفاؤه من استعادة أراض، كانوا قد خسروها، بمساعدة ضربات جوية روسية بدأت منذ عام 2015. وفي الوقت نفسه يتقهقر تنظيم الدولة الإسلامية من معاقله في شرق سوريا في مواجهة هجوم الجيش السوري وهجوم منافس يشنه معارضون أكراد وعرب تدعمهم الولايات المتحدة.
وتشعر تركيا حليفة الولايات المتحدة بقلق متزايد إزاء تقدم المعارضين السوريين خشية انتشار النفوذ الكردي على امتداد حدودها مع سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الاثنين إن تركيا وإيران بحثتا إمكانية القيام بعمل عسكري مشترك ضد جماعات كردية.
وقال لافروف والشيخ عبدالله إنهما اتفقا على الحاجة لوضع نهاية للحرب عن طريق التفاوض. وتساعد روسيا في إدارة محادثات في آستانة عاصمة قازاخستان أسفرت بالفعل عن اتفاقات على مناطق لتخفيف التوتر في ثلاثة أجزاء من سوريا.
وقال لافروف إن روسيا تأمل أن تساعد جهود توحيد مواقف المعارضة السورية في عملية السلام.
وأضاف عبر مترجم «كانت هناك خلافات عميقة في الماضي أدت إلى فشل بعض الاجتماعات لكننا سنواصل تشجيع المشاركة في جميع المحافل».