تتميز السيرة الذاتية للرئيس اليمنى المخلوع على عبد الله صالح بالتحالفات ثم الانقلاب على تلك التحالفات، فتحالف مع الجنوبيين وحاربهم، وحارب الحوثيين وتحالف معهم، وتحالف مع السعودية، وتلقى العلاج فى مستشفياتها خلال الثورة التى أطاحت بحكمه، ثم حاربها، وقال صالح تأكيدا لفهمه الدقيق لأوضاع اليمن «إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين»، وخلال سنوات حكمه جعل من نفسه «ساحرا» لتحقيق ذلك، فأحكم قبضته على اليمن حتى بعد خلعه من الحكم. ولد صالح فى 21 مارس 1942 فى قرية بيت الأحمر، بمنطقة سنحان، بمحافظة صنعاء لأسرة فقيرة، وعاش معاناة كبيرة بعد طلاق والديه فى سن مبكرة، وعمل صالح للأغنام وتلقى تعليمه فى كتَّاب القرية التى غادرها للانضمام إلى الجيش عام 1958.
وشارك فى ثورة سبتمبر 1963، والتحق بمدرسة المدرعات عام 1964 ليتخصص فى حرب المدرعات، كما شارك فى انقلاب عسكرى عام 1974.
وأصبح رئيسا لليمن الشمالى عام 1978، واعتمد على أسرته وأهل الثقة فى إدارة أمور البلاد بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضده فى أواخر 1979، لكنه نجح فى 22 مايو 1990 فى إعلان قيام الوحدة اليمنية ليكون صالح رئيسا لدولة الوحدة والقيادى الجنوبى على سالم البيض نائبا له، وسرعان ما اندلع خلاف بينهما مما أدى إلى اعتكاف الأخير فى عدن قبل اندلاع حرب ضارية بين قوات الشمال والجنوب فى 1994، انتهت بانتصار قوات الشمال، وانتخب صالح رئيسا لليمن عام 1999، إلا أنه واجه تحديات كبيرة بسبب احتدام الصراع على السلطة فى البلاد من جانب الحوثيين فى الشمال والجنوبيين الذين يعتبرون أن الوحدة تمت على حسابهم، بجانب صعود تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب ونشاطه فى اليمن، ولكنه نجح فى تحويل دفة الأمور لصالحه. وخلال أحداث الربيع العربى أثبت صالح أنه الأكثر عنادا ضمن الزعماء العرب فى مواجهة الثورات، إلا أن الحزب الحاكم أعلن فى 23 إبريل 2011 موافقته على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة فى اليمن، وتقضى بتخلى صالح عن الحكم، ويقول معارضو صالح إنه سياسى مراوغ استخدم كافة الأساليب للبقاء فى السلطة.
وبعد تدخل قوات التحالف العربى بقيادة السعودية لدعم حكومة هادى تحالف صالح مع الحوثيين حتى اليوم رغم الخلافات بين الجانبين فى مواجهة التدخل العسكرى للتحالف العربى فى حرب دائمة منذ 2014.