السعودية تستعد لـ«جمعة غضب».. وخبراء يتوقعون وأدها سريعاً

كتب: أ.ف.ب الخميس 10-03-2011 10:15

 

تستعد قوى الأمن السعودية إلى مظاهرات دعا إليها مجموعة من نشطاء «فيس بوك» للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية جذرية في المملكة.

واستبعد محللون في واشنطن احتمال نجاح الثورة في السعودية كما حدث في مصر وتونس، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه في حال حدوث اضطرابات في المملكة فان آثارها ستكون هائلة.

ومع أن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، وتؤكد باستمرار اختلافها عن باقي المجتمعات العربية، فإن الواقع يؤكد أن لديها نقاط مشتركة معها.

وكما هو الحال في تونس ومصر فإن السعودية تضم نسبة كبيرة جدا من الشبان، وتشير أرقام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية إلى أن 38 % من السعوديين أعمارهم تقل عن 14 عاما.

وعلى غرار أقرانهم في باقي البلدان العربية، يستخدم الشبان السعوديون الشبكات الاجتماعية، ونظمت الأسبوع الماضي عبر فيسبوك تظاهرات المنطقة الشرقية في السعودية.

من جانبها طالبت السفارة الأمريكية في العاصمة السعودية الرياض الرعايا الأمريكيين بضرورة توخي الحذر والابتعاد عن أي تجمعات احتجاجية قد تحدث في المدن السعودية غدا الجمعة استجابة لدعوات أطلقها ناشطون عبر الإنترنت.

ودعت السفارة الأمريكيين في مذكرة داخلية إلى أن يكونوا في حالة تأهب وأن يتجنبوا أي تجمعات احتجاجية كبيرة وترقب قيام تجمعات وصفتها بالعفوية في أي مكان.

وذكرت المذكرة أن المظاهرات السلمية المزمعة قد تتحول إلى مواجهات وأعمال العنف.

ونصحت السفارة المواطنين الأمريكيين إذا وجدوا أنفسهم بالقرب من أي تظاهرة غير متوقعة فينبغي عليهم الانصياع لتعليمات الشرطة ومغادرة المنطقة بأسرع وقت ممكن.

وأعلنت السلطات السعودية يوم الثلاثاء الماضي حالة التأهب القصوى في صفوف قوى الأمن الداخلي والقوات البرية والجوية والبحرية تحسبا لاندلاع احتجاجات شعبية واسعة النطاق على غرار الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك.

ويأتي تصعيد حال الطوارئ إلى الدرجة القصوى تحسبا لخروج تظاهرات احتجاجية دعا لها ناشطون غدا الجمعة فيما عرف بـ«يوم الغضب» في محاكاة لأيام غضب مشابهة ألهبت مدنا عربية أعقبتها احتجاجات واسعة النطاق.

كانت دعوات أطلقت عبر «فيس بوك» إلى «يوم للثورة» الجمعة، بعد انتقادات واسعة للأمراء الحكام الطاعنين في السن، والتوزيع غير العادل لعائدات الثروة النفطية  ما يفسر بقاء 40 % من السعوديين في حالة من الفقر النسبي.

ويفسر الاستقرار الملحوظ حتى الآن في السعودية بقدرة المملكة المعروفة على ضبط الأمور في البلاد عبر استخدام السلطة الدينية والمساعدات الاقتصادية وأجهزة الامن.

 وقال كريستوفر بوسيك من مؤسسة كارنيجي لوكالة الصحافة الفرنسية «إن غالبية الناس الغاضبين مما يجري في البلاد وغير الراضين على العمل الحكومي لا يوجهون غضبهم إلى الملك والأسرة الحاكمة. وهذا يشكل فارقا كبيرا» مع ما جرى مع زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي.

ويضيف أن السعوديين العاديين يريدون المزيد من الحرية السياسية والشفافية لكن «لا أحد يدعو إلى الثورة».

ويمضي انتوني كوردسمان مدير الدراسات الاستراتيجية في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في الاتجاه ذاته وذلك بالرغم من وجود العديد من عوامل الخطر.

وعدد الخبير « السيناريوهات تتعدد بين أزمة محتملة تنتج عن توتر بين الشيعة والسنة أو إدارة سيئة لموسم الحج أو فضيحة تشمل الأسرة المالكة أو أزمة خلافة.

ويؤكد أن «لا شيء من ذلك مرجح جدا» مشيرا إلى الـ 36 مليار دولار من النفقات العامة التي قررها العاهل السعودي الملك عبد الله مؤخرا لتهدئة التوتر.

ويرى جورج فريدمان إن زعزعة الوضع في السعودية التي تنتج ربع براميل النفط الموزع في العالم سيؤدي الى تغيير «الطريقة التي يعمل بها العالم».

وسيؤدي الارتفاع الكبير لأسعار النفط بالتاكيد إلى كارثة بالنسبة للانتعاش الاقتصادي العالمي.

وبحسب الوزير البريطاني الان دونكان فان سعر برميل النفط الخام (البالغ الأربعاء نحو 105 دولارات) يمكن أن يبلغ 250 دولارا في حال قصف متطرفون الخزانات وخطوط أنابيب النفط أو مواقع الاحتياطي السعودي.