أسهم فى تكوين وجدان أجيال متعاقبة من خلال إبداعاته فى السينما والدراما التليفزيونية والمسرحية، واهتم بالهوية المصرية وتاريخ النضال الوطنى، فمزج الأدب بالتاريخ، لتؤرخ أعماله للحظات انتصار الوطن وانكساره، حيث صور ملحمة تأميم قناة السويس على يد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى فيلم ناصر 56، وكتب تاريخ حفر القناة نفسها فى مسلسل «بوابة الحلوانى» بأجزائه الأربعة، كما قدم فى مسلسل «أم كلثوم» بانوراما درامية للمجتمع المصرى، فنيا وسياسيا واجتماعيا، من خلال شخصية سيدة الغناء العربى، بخلاف عشرات الأعمال التى أبدع فيها «جبرتى» الدراما المصرية، الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن، الذى شُيّع جثمانه، أمس، إلى مثواه الأخير من مسجد الشرطة بـ6 أكتوبر، بعدما وافته المنية عن 76 عاما، أمس الأول، إثر جلطة دماغية داهمته وعانى منها على مدى الشهر الأخير.
ودعته أسرته وعدد من الفنانين والمثقفين وتلامذته ومحبيه، الذين حرصوا على إلقاء النظرة الأخيرة على عملاق لن يتكرر، ستفرغ ساحة الكتابة الدرامية بخلو مقعده، بينما ينفرط عقد العمالقة من المبدعين ممن أثروا الساحة الدرامية بكتاباتهم الخالدة.
امتدت المسيرة الإبداعية للكاتب محفوظ عبدالرحمن لأكثر من نصف قرن، وقد بدأها بالكتابة للمسرح، وكتابة القصة القصيرة، ثم خاض مجالى الدراما التليفزيونية والسينما، وهو مولود في 11 يونيو 1941، وتخرج في جامعة القاهرة عام 1960، وعمل بعدها في مؤسسة دار الهلال، واستقال عام 1963 ليعمل في وزارة الثقافة.المزيد
شُيِّع جثمان الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، بعد صلاة الظهر،، وسط حالة من الحزن والبكاء سيطرت على كل الحضور من الفنانين ومحبى الراحلالمزيد
انتقد الكاتب القدير الراحل محفوظ عبدالرحمن، في آخر تصريحاته لـ«المصرى اليوم» قبل دخوله المستشفى بأيام قليلة، وضع الدراما التليفزيونية في مصر، وقال إنها شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة على مستوى الأفكار المطروحة، موضحاً أن «الحواديت» كثيرة، وهناك حالة تبذير في عدد المسلسلات، لكن إذا تم قياس مدى الثقافة التي يستفيد منها المتلقى من تلك الأعمال من الوزير إلى حارس العقار ستجد أنها نسبة متدنية جداً.المزيد
عانى فى بداية حياته من العزلة بحكم كثرة تنقل والده بين المحافظات بسبب عمله، وهو الأمر السلبى الذى تحول إلى مفتاح لدخول عالم الأدب على إثر تعلقه بمكتبة المنزل، وبدأ فى قراءة كل المؤلفات «من فوق لتحت» وحفظ رواية «مجنون ليلى» وهو لا يزال فى الصف الأول الابتدائى.المزيد