فى أول حديث له بعد أحداث ثورة 25 يناير، أجرى الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، مداخلة تليفونية لبرنامج «مباشر» الذى يقدمه الإعلامى جمال عنايت للتعقيب على مداخلة سابقة للدكتور أحمد فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب السابق، وفجر فيها عزمى مفاجأة تتعلق بأنه لايزال يدير مؤسسة الرئاسة بتكليف من الجيش.
كان البرنامج أجرى اتصالاً هاتفياً بسرور فقال إنه كان يعلم أن كارثة ستحدث بعد انتخابات مجلس الشعب وما شابها من تزوير وحذر من أفعال أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى، لكن أحداً لم يلتفت لحديثه.
ووصف عز بأنه كان عصا الإدارة فى مجلس الشعب، وأن علاقته به كانت متوترة لقيامه بأعمال لا يقبلها سرور. وأضاف: «كان يتضايق حينما أمنح المعارضة وقتاً كافياً للحديث أو أوزع على النواب ملاحظات مجلس البحوث البرلمانية على قوانين معينة، ويرى أن ذلك مضيعة للوقت». وأقول لمن يسأل اليوم عن سبب إصدار قوانين بذاتها: «اذهبوا وسألوا الحزب والحكومة، ورئيس المجلس لا دخل له فى صناعة القانون، وانحصر دورى فى إدارة مجلس الشعب لا صناعة القرار».
ورداً على سؤال حول كيفية تيقنه من تزوير الانتخابات الأخيرة، قال سرور: «عرفت عن طريق السماع وتواتر الروايات من المرشحين»، وأضاف: «لم أتحدث مع الرئيس مبارك فى هذا الشأن لكننى تحدثت مع بعض القيادات النافذة وكانوا منزعجين لعدم وجود معارضة»، واستطرد: «ما يحزننى هو حملة التشنيعات التى تنصب على رموز النظام بمن فيهم أنا، لكننى لست من رموز النظام الفاسد، بل رئيس لسلطة من سلطات الدولة مثل رئيس السلطة القضائية فهل يستطيع أحد القول إنه رمز فاسد؟».
وعندما سأله عنايت عما إذا كان يقبل الدفاع عن الرئيس مبارك فيما هو منسوب إليه من اتهامات، أجاب سرور بالنفى، بعدها أعلن عنايت عن اتصال من الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية الذى بدا منفعلاً وقال: «أجريت هذه المداخلة لتوضيح رأيى فى موضوع أراضى الخريجين، وأعلن أننى لا أملك أى سنتيمتر من تلك الأراضى ولم أحصل على شىء من أمين أباظة، ويحزننى أن تنشر الجرائد مانشيتات تقول (جرائم سرور وعزمى والمصيلحى وأباظة)، وأعلم أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، وأنفى من خلال برنامجك كل تلك الاتهامات، وأعلم أن النائب العام وجهاز الكسب غير المشروع يجرى تحريات فى كل البلاغات التى تتهمنا، وعلى استعداد للمثول أمام أى جهة تحقيق».
كان الإعلامى جمال عنايت بدأ حواره مع زكريا عزمى بسؤاله عما إذا كان غادر مصر، فأكد له أنه لم يغادر مصر لحظة واحدة منذ يوم 25 يناير، فسأله عنايت عن مكان الرئيس السابق حسنى مبارك، فقال له عزمى: «هو موجود لكن مااعرفش، أنا لا أعمل معه الآن، وأعمل مع القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس المجلس الأعلى يكلفنى ببعض الأمور لأن رئاسة الجمهورية مؤسسة قائمة ولابد أن نحافظ عليها إلى أن يأتى رئيس جديد، ولست رئيساً لديوان رئيس الجمهورية، لكننى مسؤول عن مؤسسة الرئاسة بتكليف من القوات المسلحة لكى أسلمها لمن سيأتى من بعدى فى أى وقت».
بعدها سأله عنايت عما إذا كان أجرى اتصالاً بالرئيس السابق حتى لو على المستوى الإنسانى، فأجابه عزمى قائلاً: «يمكن فى اليوم الأول أو الثانى، إذ كنا نعمل مع الرئيس مبارك وهى فترة انتهت ومضت، ونحن نحيى ثورة 25 يناير بلا نقاش ونشارك الكل فى هذا لأنها نقلة فى تاريخ مصر، والتاريخ سيحاسب كل شخص عما فعله».
وأضاف: «نرحب بالشباب والثورة، وأدينا دورنا فى فترة، وقد نكون أنجزنا أو أخطأنا والتاريخ والقانون أيضاً سيحاسبنا إذا كان هناك خطأ».
علمت «المصرى اليوم» أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة طلب من الإعلامى جمال عنايت نسخة مسجلة من الحلقة، فأرسلها لهم، وأكدت مصادر مطلعة أنه سيتم عرض محتوى المداخلة التليفونية التى أجراها زكريا عزمى على القائد العام للقوات المسلحة لإبداء الرأى فيها.