رياح الربيع العربى تهب على العالم

كتب: غادة حمدي الخميس 13-10-2011 18:18

مع دخول حركة الاحتجاجات الأمريكية «احتلوا وول ستريت» الموجهة ضد فساد الأوساط المالية أسبوعها الرابع، يبدو أن عدوى الاحتجاج لم تمتد فقط من نيويورك إلى ولايات ومدن أمريكية أخرى، مثل بوسطن وشيكاغو ولوس أنجلوس، بل تعدتها إلى أجزاء أخرى من العالم. فبعدما أكد متظاهرو «وول ستريت» - أشهر مركز مالى فى العالم- أنهم استلهموا نموذج احتجاجات المصريين فى «ميدان التحرير» فى تنظيم مظاهراتهم المنددة بالنظام الاقتصادى الأمريكى، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى دعوات للتظاهر فى كل أنحاء العالم غدا السبت، من أجل المطالبة بالحقوق وتحقيق «ديمقراطية حقيقية».

وأنشأ ناشطون مجهولون صفحة على موقع التواصل الاجتماعى الشهير «فيس بوك» بعنوان «15 أكتوبر 2011.. موحدون من أجل التغيير العالمى»، وأخرى على موقع «تويتر»، كما أفردوا لمبادرتهم موقعاً خاصاً على الإنترنت بعنوانhttp://15october.net/، وجهوا من خلاله دعوة إلى شعوب العالم لكى «يتحدوا» غداً.

ونشر الناشطون على تلك المواقع بياناً بعنوان «يوم 15 أكتوبر.. موحدون من أجل تغيير عالمى»، قالوا فيه «يوم 15 أكتوبر ستنظم مسيرات كبرى فى الشوارع والميادين من أمريكا إلى آسيا، ومن أفريقيا إلى أوروبا، وذلك من أجل المطالبة بالحقوق وبتحقيق ديمقراطية حقيقية»، وأضاف البيان: «آن الأوان أن نجمع قوانا ونتحد تحت لواء احتجاجات عالمية وسلمية»، مشيراً إلى أن «الأنظمة السلطوية تخدم مصالح بعضها بعضاً دون الاكتراث بإرادة الأغلبية أو الثمن الإنسانى أو البيئى الذى يجب علينا جميعاً دفعه، هذا الوضع الذى لا يحتمل يجب أن ينتهى». وقال البيان: «بصوت موحد، سنجعل السياسيين والنخب المالية التى يخدمونها يعلمون أن الشعب وحده هو من يقرر مصيره ومستقبله ولا أحد غيره»، وتابع البيان - الذى لم تتضح الجهة الذى تقف وراءه ولا البلد الأساسى الذى انطلقت منه الفكرة - «نحن لسنا بضاعة فى أيديهم ولا فى أيدى أصحاب البنوك الذين لا يمثلوننا».

ويخلص البيان إلى القول «فى 15 أكتوبر لنا لقاء فى الشوارع لإطلاق التغيير العالمى الذى نريد، حيث سنتظاهر سلمياً ونتواصل وننظم أنفسنا حتى نحقق التغيير، حان الوقت لنتوحد، حان الوقت ليسمعونا». وترد فى ختام البيان عبارة بالخط العريض تقول «يا شعوب العالم انتفضوا فى 15 أكتوبر».

ونشرت الصفحة الخاصة بالحدث الدول والمدن التى انتشرت فيها دعوات للتظاهر فى هذا اليوم، والمواقع التى حددت لذلك الغرض، وتوضح الخريطة التى يوردها موقع «15 أكتوبر.نت» لأماكن التظاهر أن الدعوات انتشرت فى الكثير من المدن الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية ودول أوروبية وماليزيا وتايوان وهونج كونج والهند وإسرائيل، فضلاً عن عدد من الدول العربية، حيث تقول صحيفة «الحياة» اللندنية إن ناشطين مستقلين فى تونس، وما يعرف باسم «الجبهة الشعبية لتحرير تونس» بادرت إلى الدعوة للتظاهر فى هذا اليوم فى شارع الحبيب بورقيبة فى العاصمة تونس، وقدر موقع «5 أكتوبر» عدد الدول المشاركة فى الحدث بـ 71 دولة.

وعلى الرغم من تعدد الأهداف المتوقع أن تخرج تلك الاحتجاجات العالمية للمطالبة بتحقيقها، سواء أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية، ومع افتقاد الحركات الاحتجاجية المتوقعة لـ«القادة»، يرى الكثير من منظمى المظاهرات أن الفكرة فى حد ذاتها تستحق الانتباه إليها، وأن الاتحاد والضغط العالمى من أجل التغيير هو الهدف الأسمى الذى سينشدونه غداً، حيث يقول «روبين فان بوفن» أحد المنتمين لحركة «احتلوا لاهاى» الداعية لتنظيم مظاهرات غدا وبعد غد فى مدن هولندية لموقع «إذاعة هولندا العالمية»: «الشىء الأساسى هو أننا نريد أن يدرك الناس أن هناك مشاكل حقيقية، وأن يبحثوا معاً عن حلول لها»، وأضاف قائلا: «لا نعتقد أن السياسيين بذلوا ما يكفى حتى الآن لمعالجة المشكلات.. نحن أيضاً لا نملك حلولاً جاهزة، لكننا على الأقل مستعدون لتبادل الأفكار»، فيما قال محتج إسبانى متواجد فى نيويورك حالياً لصحيفة «ذا نيشن» الإماراتية التى تصدر باللغة الإنجليزية «إن ترك مهمة تحديد أهداف الاحتجاجات للاعتبارات المحلية، هو أحد مصادر القوة»، موضحاً أن «هناك الكثير من الوحدة، والكثير من مشاعر التضامن، وهذه هى القوة الضمنية التى تستمدها تلك الاحتجاجات من أنحاء متفرقة من العالم».

وتتزامن الدعوة مع تصاعد حركة «احتلال وول ستريت» فى الولايات المتحدة، مع دعوة أخرى لناشطين بريطانيين من أجل «احتلال لندن» وتنظيم مظاهرات ضخمة أمام مقر البورصة البريطانية.