كان للشاعر والروائي على الجارم (ابن مدينة رشيد بمحافظة البحيرة) رواية اسمها «غادة رشيد» وهي تفيض بالرومانسية على نحو أثر بالسلب على الثوابت التاريخية في القصة الحقيقية، والرواية تتحدث عن قصة حب بين الشاب الوطنى محمود وزبيدة البواب ابنة عمه، غير أن قارئة الطالع قالت لزبيدة إنها ستكون زوجة لحاكم مصر، فما كان منها إلا أن عدلت عن زواجها من حبيبها انتظاراً لتحقق النبوءة.
وبعد مقتل كليبر جاء مينو، ثالث قائد للحملة الفرنسية، وأعجبته زبيدة فتزوجها، وتزوج محمود من لورا التي تحبه وهى ابنة تاجر إنجليزى في رشيد، ويموت محمود في إحدى نوبات المقاومة وتجلو الحملة عن مصر وتسافر زبيدة وتنجب من مينو ولداً سماه (سليمان) على اسم سليمان الحلبى، تشفياً في كليبر الذي كان يناصبه العداء، ثم تخلى عنها وعادت لمصر، هذه هي الرواية، وفى إحدى زياراتى لمتحف رشيد قرأت وثيقة زواج زبيدة من مينو فوجدتها تقلب الرواية رأساً على عقب، حيث كتب فيها «تزوج عبدالله باشا مينو من السيدة الرشيدية زبيدة بنت محمد البواب التي كانت متزوجة من سليم أغا وطلقها وانقضت عدتها»، الأمر الذي يكشف عن قصة أكثر إثارة وكأنما أجبر سليم أغا على تطليقها، وانتظر مينو انقضاء عدتها، وكان مينو قد اعتنق الإسلام في ١٨٠١ للزواج من زبيدة، وهذا يعنى أن مصاهرة مصرية فرنسية مازالت تجرى دماؤها بعروق فرنسية، أما عن الجنرال مينو نفسه فهو مولود فى ٣ سبتمبر ١٧٥٠ في غرب فرنسا، والتحق بالعمل العسكرى، وشارك في الحملة الفرنسية على مصر إلى أن توفى «زي النهارده» فى١٣ أغسطس ١٨١٠.