وجه دبلوماسي ليبي انتقادات لاذعة لجامعة الدول العربية متهماً إياها بالضعف والتأخر في اتخاذ القرارات اللازمة لحماية الثوار المدنيين الليبيين، وطالبها بسرعة الاعتراف بالمجلس الوطني الذي شكلته المعارضة الليبية لإدارة أمور البلاد، فيما أكدت الجامعة العربية أنها ستتواصل مع المجلس بمجرد أن يتصل بها، مشيرة إلى أن الجامعة سبقت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في اتخاذ مواقف ضد النظام الليبي.
وقال السفير مراد محمد، ممثل ليبيا في المقر الأوروبي للأمم المتحدة فى جنيف، الذي أعلن انشقاقه عن الرئيس الليبي وانضامه للثوار: لابد من فرض حظر جوي على الأراضي الليبية، نظراً لأن القوة العسكرية غير متكافئة بين الميليشيات التابعة للقذافي التي تمتلك طائرات حربية ودبابات وصواريخ، وبين الثوار الذين لا يمتلكون إلا الأسلحة الخفيفة.
وأضاف الدبلوماسي الليبي في تصريحات له عقب وصوله إلى القاهرة، السبت «أن فرض الحظر الجوي سيمنع الطائرات المقاتلة التابعة للقذافي من ضرب المواقع المدنية في الأماكن المحررة، كما سيمنع نقل المزيد من عناصر المرتزقة الذين يحضرهم القذافي من بعض الدول الإفريقية لمقاتلة الثوار».
وحول تلويح الجامعة العربية بفرض حظر جوي على الأراضي الليبية قال محمد «قرارات الجامعة العربية كعادتها ضعيفة ومتأخرة»، متسائلاً لماذا لم تتخذ الجامعة العربية قراراً بتجميد الأرصدة الليبية لدى الدول العربية وذلك تنفيذا لقرار الأمم المتحدة؟.
وأضاف: كما أن الجامعة العربية لم تفتح أي خطوط اتصال حتى الآن بالمجلس الوطني الذي شكله الثوار في ليبيا، لإدارة أمور البلاد، مناشداً الجامعة الاعتراف بهذا المجلس حتى تكون الدول العربية قدوة لباقي دول العالم في ذلك، مما يضعف موقف النظام الليبي.
وأكد محمد أن الليبيين لديهم إصرار كبير على إسقاط النظام الليبي مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
من جانبه أكد هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية، أن المجلس الوطني الليبي لم يتواصل مع الجامعة العربية حتى الآن، مؤكداً أن الجامعة ترحب بالتواصل مع المجلس في أي لحظة ولا يوجد لديها مانع من التواصل مع أي قوى ليبية.
وقال يوسف في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» «يجب على المجلس أن يحاول الاتصال بالجامعة العربية، ونحن سنتواصل معهم على الفور».
وفيما يتعلق بفرض الحظر الجوي على الأراضي الليبية قال يوسف، إن «وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأسبوع الماضي قرروا أن يبحثوا مسألة فرض الحظر الجوي مع الاتحاد الإفريقي»، مشيراً إلى أن اتخاذ هذا القرار يجب أن يكون في إطار مجلس الأمن الدولي.
وفيما يتعلق بتجميد الأرصدة الليبية لدى الدول العربية قال يوسف، إن وزراء الخارجية العرب لم يبحثوا هذا الأمر خلال اجتماعهم، إلا أنه من الممكن أن تتخذ الدول العربية قرارات منفردة أوجماعية بهذا الخصوص كما فعلت الدول الأوروبية التى اتخذ بعضها مواقف منفردة فيما يتعلق بتجميد الأرصدة الليبية لديها.
ورفض يوسف التشكيك في موقف الجامعة العربية من الأزمة الليبية وقال: إن الجامعة هى أول من اتخذ مواقف ضد النظام الليبي، حيث قررت تجميد مشاركة ليبيا في نشاطات الجامعة، ومن هنا استطاع مجلس الأمن أن يتخذ موقفا متقدما إزاء الأزمة الليبية بسبب الموقف العربي.