ثوار ليبيا يعززون مواقعهم فى الشرق.. والاشتباكات تصل إلى «العزيزية» معقل القذافى بطرابلس

كتب: عنتر فرحات, وكالات السبت 05-03-2011 20:42

تتجه ليبيا إلى شفير حرب أهلية مع تصاعد المعارك الشرسة بين الثوار وقوات الزعيم معمر القذافى فى عدة مدن شرق وغرب طرابلس مما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى بسبب المجازر الجديدة التى ترتكبها الكتائب الأمنية والمرتزقة الموالين للقذافى باستخدام الأسلحة الثقيلة والدبابات والطائرات لقمع المحتجين خاصة فى الزاوية غرب العاصمة التى لا تزال تشهد مواجهات مستمرة لليوم الثانى على التوالى فى محاولة من القوات الحكومية لاستعادتها بعد خسارتها مناطق استراتيجية نفطية فى الشرق.


وأعلنت المعارضة المسلحة، أمس، أنها توسع زحفها نحو الغرب باتجاه طرابلس بعد أن تمكنت من السيطرة على مدينة رأس لانوف ومطارها وطرد قوات القذافى منها إثر معارك شرسة أوقعت عشرات القتلى والجرحى، بينما أفادت أنباء بأن الثوار فتحوا النار على طائرة مروحية تحلق فى أجواء المدينة، وقال معارضون مسلحون إن الثوار يسيطرون الآن على بلدة بن جواد الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا غرب رأس لانوف وأنهم وجدوا 20 جثة مكبلة فى مطار المدينة بعد وقوعه فى أيديهم، وأضافوا أن الثوار يتقدمون صوب بلدة هراوة غرب بن جواد، بينما كانت الحكومة الليبية أعلنت أن قوات القذافى لاتزال تسيطر على رأس لانوف.


وتصدت مضادات أرضية فى مدينة أجدابيا مجددا لطائرات حربية حاولت قصف مخازن الذخيرة بالمدينة وأسقطت إحدى تلك الطائرات، ووصل للمدينة مئات المتطوعين من مختلف المدن المحررة تحسبا لهجمات الكتائب الأمنية، وكان الثوار قد سيطروا على مدينة الغراميد قرب منطقة العقيلة أمس الأول فى الشرق، وتوجه 7000 منهم إلى رأس لانوف بعد ورود أنباء عن حدوث انشقاق داخل الكتيبة الأمنية الموالية للقذافى فى المنطقة. وكانت الحكومة أقرت إلى فقدان السيطرة على مدينة البريقة النفطية بعد وقوعها فى أيدى الثوار.


وفى بنغازى، قتل 19 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 30 آخرين فى انفجار استهدف مخازن للذخيرة فى الجمرة، الضاحية الشرقية لبنغازى، قرب منطقة سكنية وتلته انفجارات أخرى، ويشتبه فى أن طائرات ليبية نفذت الهجوم، بينما نفى مسؤول فى هيومان رايتس ووتش فى بنغازى أن يكون أى من الأشخاص الذين اعتقلهم الثوار فى شرق ليبيا مشتبهاً بأنهم من المرتزقة.


وبدوره، أكد مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطنى المعارض، أمام الثوار على «النصر أو الموت»، وقال إن المعارضة لن تتوقف حتى تحرر البلاد، لكنه حذر من أنصار للقذافى يسعون لتقويض الثورة، وقال إنه وأنصاره سيوجهون رسالة للغرب وكل الشعوب بأن ليبيا ستصير بلدا ديمقراطيا مطالبا المجتمع الدولى بفرض حظر جوى على ليبيا، ومن المقرر أن يعقد المجلس فى وقت لاحق أول اجتماع له فى مكان غير معلوم لبحث المرحلة المقبلة وخطة التحرك نحو العاصمة. وفى الزاوية غرب طرابلس، التى شهدت أمس الأول معارك متواصلة أوقعت عشرات القتلى من بينهم قائد الثوار ومئات الجرحى، أعلن الثوار أنهم صدوا هجمات جديدة للقوات الليبية أمس مدعومة بدبابات ومدفعية ثقيلة، مؤكدين أنهم يسيطرون على ساحة الشهداء وسط المدينة، بينما أكدت الحكومة الليبية أنها استردتها وأن هناك بعض جيوب المقاومة. وأفاد شهود عيان بأن القوات الموالية للقذافى شنت هجمات شرسة بالدبابات والمدفعية الثقيلة برا وبحرا على المدينة، وأن المرتزقة أعدموا جرحى على الطرقات فى الزاوية فى مجزرة جديدة، وأن القناصة كانوا يطلقون النار عشوائيا على الثوار وعلى المناطق السكنية، وقال شاهد عيان إن الكتائب تخطف الجرحى من مستشفيات المدينة، وأكد شهود آخرون أنهم محاصرون من 3 جهات بعد انقطاع الكهرباء وأنهم أحصوا 70 جثة على الأقل، بينما تمكن الثوار من تفجير دبابتين، وقال أحد الشهود إنه مع وجود دبابات ومركبات مدرعة ونيران مدفعية فإن البلدة تشهد اشتباكات وقتلا لم يحدث له مثيل فى العراق وأنه يعتبر الأمر بمثابة «إبادة جماعية كاملة»، مؤكدا أن المساجد أعلنت الجهاد ضد هذه الكتائب.


وفى طرابلس، حاصرت الكتائب الأمنية مساجد ضاحية تاجوراء التى اعتصم فيها آلاف المتظاهرين، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع ونصبت حواجز التفتيش، وأفادت أنباء بخطف 100 من المتظاهرين، وإطلاق نار بين المعارضين وقوات القذافى فى منطقة باب العزيزية شديدة التحصين التى يتمترس فيها القذافى.


وبينما قطعت السلطات الليبية خدمات الإنترنت مجددا فى أنحاء البلاد فى محاولة لحصار المحتجين وعرقلة التواصل بينهم، طلب القذافى من مجلس الأمن تعليق عقوباته التى أقرها السبت الماضى ضده وعدد من أفراد أسرته والمقربين منه على خلفية القمع الذى يمارسه ضد المعارضة «إلى أن يتم إجلاء الحقيقة».