الغضب يجتاح الزمالك.. و«شحاتة» يعتذر للجماهير ويعاقب اللاعبين

كتب: إسلام صادق, كريم أبو حسـين الأربعاء 12-10-2011 16:33

يعقد مجلس إدارة نادى الزمالك برئاسة المستشار جلال إبراهيم اجتماعاً طارئاً، لبحث أسباب ضياع كأس مصر بعد خسارة الفريق الكروى الأول، الثلاثاء، أمام إنبى فى المباراة النهائية، وينتظر أن يجدد المجلس الثقة فى الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاتة، رغم فشله فى إدارة المباراة، وإحراز اللقب الذى كان فى متناول فريقه.

فيما قدم شحاتة اعتذاره للجماهير التى ملأت الاستاد، ووصف شحاتة الجماهير بالعظيمة، ولا تستحق ما حدث، وحمل شحاتة المسؤولية لنفسه واللاعبين.

يأتى هذا فى الوقت الذى قرر فيه حسن شحاتة توقيع عقوبات مالية على اللاعبين تصل إلى غرامة مالية قدرها 50 ألف جنيه من كل لاعب، فضلاً عن تجميد بعض اللاعبين خلال الفترة المقبلة، وعدم الاعتماد عليهم فى مباريات الدورى، وعلى رأسهم محمود فتح الله وأحمد ميرغنى وحسين حمدى، الذى تتجه النية لبيعه خلال فترة الانتقالات الشتوية فى يناير المقبل، إلى جانب علاء على.

كما استقر الجهاز الفنى على تجهيز «جنش» لحراسة المرمى بدلاً من عبدالواحد السيد، الحارس الأساسى، بعد أن حملته الجماهير مسؤولية الهدف الثانى، وعدم قدرته على استعادة مستواه، الذى هبط من الموسم الماضى، وكان أحد الأسباب الرئيسية فى ضياع بطولة الدورى الموسم الماضى، وطالبت الجماهير بعودة الحارس الدولى عصام الحضرى.

ورفض الجهاز الفنى واللاعبون تسلم ميداليات المركز الثانى، وكذلك حضور المؤتمر الصحفى، وشهدت غرفة خلع الملابس حالة من الصمت الرهيب لأكثر من ساعتين متواصلتين، ورفض شحاتة التحدث مع أى فرد من معاونيه أو اللاعبين، الذين تبادلوا الاتهامات فيما بينهم عن الهزيمة، وشهدت الساعة الأخيرة داخل غرفة اللاعبين حالة من الهرج ومشادات كلامية مع مسؤولى الأمن لمطالبتهم بسرعة إخراجهم، خصوصاً بعد رحيل الجماهير، وكان محمد عبدالشافى أكثر اللاعبين تأثراً، وظل يبكى لفترة طويلة، فيما استفزت ابتسامة عبدالواحد السيد جميع اللاعبين.

وضربت جماهير الزمالك أروع الأمثلة فى التشجيع المثالى قبل وأثناء وبعد المباراة، ونالوا إشادة الجميع على المظهر الوطنى والحضارى، الذى ظهروا عليه فى النهائى، وظلوا مساندين لفريقهم حتى آخر لحظة، حيث خرجت رابطة الألتراس «وايت نايتس» عقب صافرة النهاية فى شكل حضارى، وشجعت اللاعبين باستثناء قلة قليلة عبرت عن غضبها بشكل غير مقبول.

وشهد مقر النادى بميت عقبة تواجداً أمنياً مكثفاً حول بوابات النادى خشية غضب الجماهير عقب الهزيمة، وأحاطت عربات الأمن المركزى بجميع البوابات وسط حالة استنفار من الجميع، تحسباً لوقوع أى أعمال شغب.

كانت الجماهير قد أصيبت بصدمة عارمة داخل الاستاد عقب إعلان فوز إنبى بالكأس، ووقعت حالات إغماء لدرجة أن سيارة الإسعاف نزلت أرض الملعب لإنقاذ بعض الحالات ونقلت إحداها إلى أقرب مستشفى، وصبت الجماهير غضبها على الجهاز الفنى واللاعبين، وقذفتهم بالحجارة والزجاجات، وهتفت ضد حسن شحاتة وشيكابالا، الذى كاد يشتبك مع أحد المصورين أثناء خروجه من أرض الملعب. كان عمرو زكى قد رفض الانتظار مع الجهاز الفنى واللاعبين فى غرفة الملابس واستقل الأتوبيس وهو يبكى بشدة، وحاول الإعلاميون الوصول إليه، لكنه رفض مغادرة الأتوبيس لأكثر من ساعتين، ثم نزل منه وطلب من قوات الأمن السماح له بمغادرة الاستاد بمفرده، ولكنهم منعوه حفاظاً عليه وخوفاً من الجماهير، ونجح فى النهاية فى إحضار أحد أصدقائه بسيارته الخاصة حتى الأتوبيس، واستقله وسط حراسة مشددة من قوات الأمن المركزى حتى خارج الاستاد. كان حسن شحاتة، قد طالب عمرو زكى بعدم مغادرة غرفة الملابس والالتزام بالتواجد، إلا أنه رفض تعليمات مديره الفنى، وأصر على ترك الغرفة بعد أن دخل فى مشادة مع محمود فتح الله وعبدالواحد السيد وحملهما مسؤولية الهزيمة.

وخرجت الجماهير غير راضية عن أداء فريقها، خصوصاً فى الشوط الثانى، وانتقدت التغييرات التى أجراها حسن شحاتة، خصوصاً نزول علاء على، الغائب عن المباريات منذ فترة طويلة، فضلاً عن صبره غير المبرر على أحمد جعفر، وعدم الدفع بالبنينى رزاق، وحملت الجماهير الجهاز الفنى واللاعبين مسؤولية ضياع الكأس، وتجمع عدد قليل من جماهير الدرجة الثانية شمال ويمين أمام أتوبيس الفريق ورشقوه بالحجارة، رغم عدم وجود أى لاعب به، ورددوا هتافات ضد حسن شحاتة وعبدالواحد السيد، وطالبوا الإدارة بعودة حسام وإبراهيم حسن لقيادة الفريق بعبارة «الشعب يريد عودة العميد» و«الشعب يريد حسام وإبراهيم».

فيما شنت جماهير المقصورة الرئيسية والأمامية هجوماً شرساً على «سمير زاهر»، رئيس اتحاد الكرة، وعصام صيام، رئيس لجنة الحكام، لاستقدامه حكماً لا يليق بإدارة المباراة النهائية، وإصراره على إسناد المباراة لطاقم أجنبى متواضع رغم أن مسؤولى الناديين أعلنا قبل المباراة ثقتهما فى أى حكم مصرى، واقتحم عدد من الجماهير المقصورة الرئيسية، وحاولوا الاعتداء على «سمير زاهر» ومسؤولى اتحاد الكرة، وحطموا مقاعد الدرجة الأولى إلا أن قوات الأمن حاصرت غرفة كبار الزوار، التى تم احتجاز المهندس حسن صقر وسمير زاهر ومسؤولى نادى الزمالك فيها حتى تم تسليم الكأس لفريق إنبى، وخرجوا فى حراسة الشرطة.

وعقب تسلم لاعبى إنبى الكأس اقتحم ما يقرب من 70 مشجعاً من جماهير الدرجة الثالثة شمال أرض الملعب، وحاولوا الاعتداء على لاعبى إنبى مستغلين انسحاب قوات الأمن المركزى، لكن الأمن المدنى للاستاد حال دون وصولهم للاعبى إنبى، وأمن خروجهم بسلام وأبعد الجماهير من باب المقصورة الرئيسية.

وساد الحزن والصمت جميع لاعبى الزمالك، الذين خرجوا فى حراسة بعض «البودى جاردات»، خصوصاً إسماعيل يوسف، المدرب العام، الذى أبدى حزنه للهزيمة وضياع الكأس، وقال إن كانت قريبة جداً من فريقه لولا سوء الحظ وعدم التوفيق، واعترف أن جميع اللاعبين لم يكونوا فى حالاتهم الطبيعية، لكنه أكد أنهم أدوا مباراة جيدة، واستحوذوا على مجريات الشوط الأول فقط، وأضاع مهاجموه ثلاث فرص حقيقية كان أى منها كفيلاً بحسم اللقاء، وأضاف: لو أن الشوط الأول انتهى لصالحنا بهدف لحسمنا المباراة بسهولة، خصوصاً أن المنافس لم يكن موجوداً فى الشوط الأول.

واتهم الحكم «جيروم» بالتغاضى عن ضربة جزاء صحيحة للفريق، وقال إن مباريات الكأس لا تخضع لأى توقعات، فرغم أننا كنا الأفضل فإن اللقب ذهب لإنبى بسبب أخطاء المدافعين.

ودافع إسماعيل يوسف عن تغييرات حسن شحاتة، مؤكداً أن التغييرات الثلاثة جاءت وفقاً لرؤيته الفنية، وقال: إن إشراك علاء على كان هدفه تنشيط الهجوم، وخلق مساحات لشيكابالا للتحرك فى الجانب الأيمن، وقال إن السبب وراء عدم الدفع بالبنينى رزاق هو رغبة المدير الفنى فى عدم حرقه وتكوين انطباع سلبى من الجماهير ضده، فى حال ظهوره بمستوى غير جيد.

من جانبه، رفض أحمد سليمان، مدرب حراس المرمى، التعليق على مستوى عبدالواحد السيد ومدى مسؤوليته عن الهدف الثانى، واكتفى بتوجيه اعتذار للجماهير ووعدهم بأن يكون القادم أفضل. فيما أبدى أحمد حسن حزنه لضياع اللقب، وقال: «حزننا على الجماهير العظيمة أكبر من حزننا على ضياع اللقب.

لقطات

تعرض الكأس للكسر بسبب تهافت لاعبى إنبى وجهازهم الفنى والإدارى عليها وتحطمت يدها اليمنى.

إسلام عوض، لاعب إنبى، شاهد اللقاء من مقصورة الصحفيين، وشدد قبل اللقاء على رغبته فى اللعب للزمالك، لكنه تراجع عقب اللقاء، وأكد أنه لن يرحل عن إنبى.

حسن شحاتة، المدير الفنى للزمالك، هنأ مختار مختار عقب اللقاء وحرص على مصافحته.