نفت مصادر مصرية مطلعة، ما ذكرته بعض وكالات الأنباء، أن القاهرة تسلمت بالفعل الجندي الإسرائيلي الأسير لدي حركة حماس جلعاد شاليط، تمهيدًا لإتمام صفقة تبادل 1027 أسيرًا فلسطينيًا، وقالت المصادر: «إن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، مضيفة أن صفقة التبادل ستتم بصورتها النهائية خلال أيام».
وأوضحت المصادر أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، سيصل إلى القاهرة مساء الأربعاء، لإجراء مشاورات مع المسؤولين المصريين للاتفاق علي آلية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وتحديد أسماء الـ450 أسيرًا فلسطينيًا الذين ستقوم إسرائيل بالإفراج عنهم في المرحلة الأولى، مقابل شاليط بالإضافة إلى550 مسجونًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية.
من جانبها أكدت مصادر في حركة حماس، أن وفد الحركة الذي سيترأسه خالد مشعل سيضع خلال زيارته للقاهرة التفاصيل النهائية لإتمام صفقة التبادل خلال أيام، وتقديم الشكر لمصر على ما بذلته من جهود لإتمام الصفقة.
وأكد المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، أن الحركة ستبقي على إجراءاتها الأمنية السرية بخصوص وضع الجندي جلعاد شاليط حتى آخر لحظة.
وقال أبو عبيدة: «إن صفقة التبادل ستكون على مرحلتين، الأولى وتشمل 450 أسيرًا تتم خلال أسبوع، في حين يتم تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى وتضم 550 سجيناً».
وأشار أبو عبيدة إلى أن الصفقة تشمل جميع الأسيرات في السجون الإسرائيلية وعددهن 27 أسيرة، كما تشمل الصفقة في مرحلتها الأولى 315 أسيرًا من أصحاب أحكام السجن المؤبدة، مؤكدا أن هذه الصفقة «تمت بمعايير لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية».
من جانبه أكد رئيس جهاز «الشين بيت» يورام كوهين، أنه من أصل 450 سجيناً في المرحلة الأولى فإن 280 منهم يقضون أحكامًا مؤبدة، مشيراً إلى أنه لم يتم بعد الاتفاق على لائحة المرحلة الثانية المكونة من 550 سجينًا، وأشار كوهين إلى أنه سيسمح لـ247 سجينًا فقط، من أصل 450 في المرحلة الأولى الذين سيطلق سراحهم الأسبوع القادم، بالعودة إلى منازلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويسمح بعودة 14 سجيناً آخرين من القدس الشرقية و6 من عرب الداخل بالعودة إلى منازلهم.
وأوضح كوهين أنه بموجب الاتفاق سيتم ترحيل مجموعة مؤلفة من 163 أسيراً من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، بينما سيتم إرسال نحو 40 آخرين من الضفة الغربية إلى دول أخرى، لم يعلن عنها بعد، بإجمالي 203 أسرى، بالإضافة إلى إطلاق سراح 27 إمراة من السجون الإسرائيلية، ولكن وفقًا لكوهين سيتم ترحيل اثنتين منهن وهما آمنة منى وأحلام التميمي دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وأعلن كوهين أنه لن يتم الإفراج عن 7 أسرى فلسطينيين معروفين بسبب طبيعة تهمهم الأمنية، ومن بينهم مروان البرغوثي، أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، وأحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وغالبا ما كان يقدم البرغوثي على أنه خليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكان الجيش الإسرائيلي قد اعتقله في أبريل 2002 في رام الله، وحكمت عليه محكمة إسرائيلية في يونيو 2004 بخمسة أحكام مؤبدة بالسجن بتهمة الضلوع المباشر في 4 عمليات انتحارية أودت بحياة 5 إسرائيليين، أما أحمد سعدات الذي حكم عليه بالسجن 30 عامًا في 2008 فهو معتقل في السجن الانفرادي منذ أربعة أعوام بتهمة إصدار أوامر بقتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2000.