رئيس الوزراء من «التحرير»: الميدان مصدر الشرعية.. وسأتظاهر إذا لم أحقق مطالب الثورة

كتب: هشام عمر عبد الحليم الجمعة 04-03-2011 21:15

أكد الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء المكلف، الجمعه ، أن ميدان التحرير هو مصدر شرعيته، متعهداً بتلبية مطالب الثورة وتحقيق أهدافها فى كلمة تاريخية ألقاها بين الثوار فى الميدان.


قال شرف أمام مئات الآلاف من المتظاهرين: «أنا هنا لأنى أستمد شرعيتى منكم، أنتم أصحاب الشرعية، لقد تم تكليفى من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى رعى الثورة بمهمة تحتاج صبراً وإرادة وعزماً، وهذا أكثر مكان أستمد منه الإرادة والعزم، وسأبذل كل جهدى لتلبية مطالبكم».


ووجه رئيس الوزراء التحية للشهداء والمصابين وأهالى الضحايا، شاكراً كل من ساهم وشارك وأعطى فى الثورة البيضاء، وتعهد بأنه سيكون بين المتظاهرين فى الميدان إذا لم يتمكن من تحقيق أهداف الثورة، ودعا المتظاهرين للوقوف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء.


وأكد شرف أن «الجهاد الأصغر» انتهى، داعياً المتظاهرين إلى «الجهاد الأعظم» لاستعادة مصر وإعادة بنائها.


وقاطع المتظاهرون كلمة رئيس الوزراء مطالبين بحل جهاز أمن الدولة وهتفوا: «الشعب يريد إسقاط أمن الدولة»، وهو ما رد عليه شرف قائلاً: «أدعو الله أن أرى مصر بلداً حراً، الرأى فيه خارج الزنازين، وأن تكون أجهزة الأمن خادمة للمواطن بإذن الله».


ورفض شرف أداء اليمين الدستورية فى الميدان رغم مطالب المتظاهرين الذين هتفوا «احلف.. احلف».


واعتذر للمتظاهرين فى بداية كلمته عن عدم تمكنه من أداء الصلاة معهم، كما اعتذر إذا كانت الشرطة العسكرية قد دفعت بعضاً منهم أثناء تأمينها له، وهو ما قابله المتظاهرون بالهتاف «الشعب والجيش.. إيد واحدة».


وغادر رئيس الوزراء الميدان محمولاً على أعناق المتظاهرين الذين تمكنوا من اختراق كردون الشرطة العسكرية حوله، بينما تعالت «زغرودة» من والدة أحد شهداء الثورة بالقرب من المنصة.


وظهر على المنصة إلى جانب رئيس الوزراء، المستشار زكريا عبدالعزيز، رئيس نادى القضاة السابق، والدكتور محمد البلتاجى، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، والإعلامى حسين عبدالغنى.


وقبيل كلمة رئيس الوزراء طالب الشيخ مظهر شاهين فى خطبة صلاة الجمعة بضرورة تحديد جدول زمنى لتنفيذ باقى مطالب الثورة بعد استقالة وزارة الفريق أحمد شفيق، مشدداً على ضرورة حل جهاز أمن الدولة وإقالة باقى المحافظين الذين تم تعيينهم فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، بالإضافة لحل أو تجميد الحزب الوطنى والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.


واعتبر شاهين أن ثورة 25 يناير ثورة المصريين جميعاً مسلمين ومسيحيين، مؤكداً أنه لا فساد ولا رشوة بعد اليوم، وأشار إلى انتهاء رموز العهد السابق وعلى رأسهم حسنى مبارك وأحمد عز وصفوت الشريف، قائلاً: «لمن الملك اليوم.. لله الواحد القهار».


وشدد خطيب الجمعة على ضرورة استقلال القضاء والأزهر الشريف وعودة الأزهر إلى عهده القديم كمؤسسة علمية مستقلة لا تتبع الحكومة، ودعا الزعيم الليبى معمر القذافى لإعلان تنحيه عن السلطة حقناً لدماء شعبه، وقال: «يا شعب ليبيا الأبى، نحن معكم، ولولا أننا فى ثورة لكان لنا موقف آخر وذهبنا على الأقدام إليكم».


كان مئات الآلاف من المصريين احتشدوا فى ميدان التحرير، صباح الجمعه ، ورددوا هتاف «الشعب يريد محاكمة النظام»، ونظم عدد من أسر المعتقلين السياسيين مسيرات داخل الميدان تطالب بسرعة الإفراج عن ذويهم.


وعبر المتظاهرون عن سعادتهم بنزول رئيس الوزراء للميدان قائلين: «الثورة نزّلت رئيس وزراء على الأرض لأول مرة»، و«أول مرة رئيس وزراء يعبّر الشعب بكلمة فى مؤتمر شعبى حقيقى»، وحاول البعض ترديد هتاف «بالروح بالدم نفديك يا عصام»، وهو ما قوبل برفض تام من جانب المتظاهرين الذين أكدوا ضرورة أن يكون الهتاف للوطن وليس لأفراد.


فى سياق متصل، تتجه القوى السياسية والحركات الشبابية إلى تعليق الاعتصام بميدان التحرير مع استمرار مظاهرات يوم الجمعة لحين تحقيق بقية مطالب الثورة. ودعا ائتلاف شباب الثورة لتعليق الاعتصام، كما أعلنت جبهة دعم الثورة التى تضم الجمعية الوطنية للتغيير والبرلمان الشعبى تعليق الاعتصام والتمسك بمظاهرات الجمعة، فيما قال اتحاد شباب الثورة إن الاعتصام مستمر، لحين إجراء استفتاء بين أعضاء جمعيته العمومية حول استمرار الاعتصام أو تعليقه أو إنهائه.


كان «شرف» وصل إلى ميدان التحرير قبل صلاة الجمعة بحوالى نصف ساعة، حيث قوبل فور وصوله بترحيب شديد من المتظاهرين فى مدخل ميدان التحرير المقابل لكوبرى قصر النيل وأخذوا يرددون هتافات: «ارفع راسك فوق.. انت مصرى»، و«يا عصام مرحب بيك.. التحرير بيحييك»، وتدافعوا باتجاهه فلجأ إلى مجمع التحرير حيث أعد المتظاهرون ممراً يسمح بعبوره من هناك إلى قلب الميدان وقام رجال القوات المسلحة والشرطة العسكرية بتأمين وصوله إلى مقر إذاعة الميدان.


وأذاع عدد من المنصات التى نصبها المتظاهرون بالميدان الأغانى الوطنية، فيما انتشرت اللجان الشعبية على المداخل من اتجاه ميدان عبدالمنعم رياض، وكوبرى قصر النيل، وشارع قصر العينى، وميدان طلعت حرب، لتفتيش وتنظيم القادمين للاشتراك فى المظاهرة.