معارك عنيفة شرق وغرب طرابلس بين قوات القذافى والمتظاهرين

كتب: وكالات الجمعة 04-03-2011 20:03

واصلت المقاتلات الليبية قصف مدينة «أجدابيا» غرب ليبيا، الجمعة ، وذلك لليوم الثانى على التوالى، فيما شهدت مدن «البريقة» و«الزاوية» و«مصراتة» الواقعة شرق وغرب العاصمة معارك بين الثوار وقوات الزعيم الليبى معمر القذافى.


وقال متطوعون فى صفوف ثورة «17 فبراير» إنهم يحرسون مستودعاً للذخيرة فى قاعدة «هنية» العسكرية بمدينة أجدابيا بعد أن شنت المقاتلات الليبية غارة عليه،الجمعه، ولكن صواريخ المقاتلات سقطت خارج أسوار القاعدة. وكانت المقاتلات الليبية قصفت المدينة، الخميس ، بالصواريخ ولكن لم تذكر تقارير حتى الآن عدد الضحايا أو الخسائر.


وفى البريقة، اندلعت معارك مع قوات موالية للقذافى وذلك بعد تهديدات بهجوم واسع لمقاتلين ستشنه قوات مرتزقة أفارقة. وأعلن المقاتلون فى البريقة أنهم أسروا نحو 100 من المقاتلين الموالين للقذافى خلال هجوم مضاد شنوه، الخميس ، أوقع 12 قتيلاً وشارك فيه الطيران والمدفعية الثقيلة.


ولفت المقاتلون إلى أهمية البريقة الاستراتيجية لأن سيطرة أنصار القذافى عليها ستمكنهم من التوجه نحو أجدابيا. وهى المدينة التى تعتبر أساسية بالنسبة لهم لأنها تتيح وصل الغرب بالشرق والجنوب. كما أنهم إذا سيطروا على شركة البريقة النفطية سيكون بإمكانهم قطع الكهرباء عن كل بنغازى.


إلا أن نجل الزعيم الليبى، سيف الإسلام القذافى، اعتبر أن قصف البريقة الخميس  «كان للتخويف فقط ولدفع المحتجين إلى الرحيل». وأضاف «لا أحد يمكن أن يسمح بأن تسيطر ميليشيا على البريقة، فذلك مثل السماح لأحد بالسيطرة على ميناء روتردام فى هولندا»، معتبراً أن البريقة «ليست مدينة، بل هى ميناء نفطى».


وفى بلدة الزاوية الساحلية قرب العاصمة الليبية التى سيطر عليها الثوار تواردت أنباء غير مؤكدة عن وقوع معارك مع قوات موالية للقذافى، فيما أكد السكان أنهم فى حالة تأهب ولكنهم يخشون نقصا فى الإمدادات الطبية. وقال شهود عيان فى المدينة «النساء والأطفال فى البيوت بينما الرجال مسلحون ويجوبون الشوارع وأطراف المدينة مع انتشار القوات الحكومية بأعداد كبيرة على مدى الأيام الـ3 الماضية حول البلدة تدعمها مركبات مدرعة مؤكدين أنها تطلق أحيانا نيران رشاشات ثقيلة من مسافة بعيدة».


وتجددت الاشتباكات بين قوات القذافى والمقاتلين فى مدينة مصراتة شرق العاصمة، وحذرت المفوضية العليا للاجئين «الجمعة» من أن الحدود بين تونس وليبيا خاضعة لسيطرة «قوات موالية للنظام ومدججة بالسلاح».


على صعيد آخر، أثار إطلاق سراح سجناء من بعض السجون الليبية التى تعرضت للنهب والحرق والتخريب المخاوف فى بعض مناطق البلاد التى سيطر عليها الثوار، خاصة فى شرق البلاد. وقال مسؤولون فى المعارضة الليبية إن القوات الحكومية أطلقت سراح السجناء فى خطوة حذروا من أنها تثير صراعاً فى مجتمع قبلى ينتشر فيه الأخذ بالثأر. وإطلاق سراح المتهمين بالقتل يمثل مشكلة فى ليبيا حيث تتسم الولاءات القبلية بالقوة، ووفقاً للتقاليد فإن أسرة الضحية لها الحق فى الثأر إما بقتل الجانى أو قبول الدية.


واعتبر المسؤولون أن تعمد إطلاق سراح السجناء محاولة لإثارة الفوضى لتقويض الاحتجاجات ضد القذافى، ويضيفون أنها خطوة مماثلة لتلك التى استخدمت فى الاحتجاجات فى مصر عندما اختفت الشرطة وسمح لعصابات إجرامية بأن تجوب الشوارع.


وقال سعيد جمعة (28 عاما) بينما كان يشارك فى نهب سجن فى بنغازى «لست سعيدا بذلك، كان هنا قتلة فى الداخل، ولكن القوات الحكومية فتحت الأبواب وتجمع فى الخارج أشخاص يريدون أن يثأروا». وتناثرت أوراق هوية السجناء فى أنحاء السجن فى بنغازى وغطى السواد الزنازين بعد الحرائق.


وفى المقابل، ألقت القوات التابعة للثوار القبض على 8 أيرلنديين ألقتهم طائرة مجهولة بمظلات جوية جنوب بنغازى فى الساعات الأولى من صباح الخميس ، وبتفتيشهم تم العثور على أوراق بها اسم وعنوان وتليفونات عبدالفتاح يونس، وزير الداخلية السابق المنضم للثوار. وتجرى قوات أمنية تابعة للمجلس الوطنى الانتقالى تحقيقات مكثفة لمعرفة سبب تواجدهم. وأكد سمير المسمارى، القيادى فى ائتلاف 17 فبراير لـ«المصرى اليوم» أن التحقيقات لم تتوصل بعد لسبب وجودهم، قائلا إن هناك احتمالين إما أنهم مرتزقة تابعون للقذافى أرسلهم لقتل يونس فيما يعد إشارة لدخول أوروبيين فى حلبة الصراع أو أنهم تابعون لجهة مجهولة تجرى اتصالات مع يونس الذى تثار شكوك حول مدى ولائه للثوار.


وأعلنت قيادات ثورة 17 فبراير أنهم لن يجروا محادثات إلا بشأن تنحى الزعيم الليبى معمر القذافى أو خروجه من البلاد لوقف نزف الدماء. وقال أحمد جبريل وهو مساعد لوزير العدل السابق مصطفى عبدالجليل، الذى يترأس الآن المجلس الانتقالى لإدارة البلاد الذى شكله الثوار ويتخذ من بنغازى مقراً أن هناك حاجة لضربات جوية لإنشاء منطقة حظر جوى لمساعدة الثوار على الإطاحة بالقذافى الذى يرفض التنحى رغم انتفاضة شعبية.


وأعلن سيف الإسلام نجل القذافى رفضه وساطة من فنزويلا، مؤكداً أنه لا توجد حاجة لأى دور أجنبى فى إنهاء الأزمة.