أبوالفتوح: الجيش المصري ليس غبياً.. واستمراره فى الحكم انتحار (1-2)

كتب: نشوي الحوفي الثلاثاء 11-10-2011 18:43

لم يتردد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل فى انتخابات الرئاسة، فى توصيف أسلوب إدارة المجلس العسكرى لشؤون البلاد بالتباطؤ والارتباك، ولكنه أصر على نفى التواطؤ عنه، مؤكدا أن الجيش لم يكن يوما غبيا أو طائفيا أو صاحب مصلحة، مستشهدا بموقفه من الثورة.

وينظر أبو الفتوح للأزمة التى أثارتها إدارة جماعة الإخوان المسلمين معه عقب إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة بأنها «غير مبررة»، بل ويصف بعض ما أطلقوه من عبارات فيها بأنها «مضحكة» وبعضها الآخر لا يعبر عن منهج الإخوان وتاريخهم حتى لو كان من أصدرها هو المرشد العام للجماعة.. هكذا يتحدث أبو الفتوح فى حواره لـ«المصرى اليوم» مؤكداً أنه لم يشكل أو ينضم لحزب لأنه يفضل أن يكون مشروعا لكل المصريين حتى فى حال نجاحه فى الانتخابات الرئاسية.. فإلى الجزء الأول من حواره

بات أسلوب أداء المجلس العسكرى فى إدارة شؤون البلاد محل انتقاد البعض لحد اتهامهم بالرغبة فى الاستمرار فى الحكم.. فكيف تقيم موقف المجلس الآن؟

- أعتقد أن أداءهم يتسم بالبطء والارتباك، وهو ما قد يكون لصالح بعض الأفراد ولكننى أستبعد فكرة استمرارهم فى الحكم لأنهم ليسوا أغبياء، فحينما أراد مبارك استخدامهم لضرب الثورة كانوا من الحكمة لإدراك أن طاعتهم لحسنى مبارك فى ضرب الثورة ستفقدهم الجيش والسيطرة عليه فيفقدون مكانتهم، فتمردوا على مبارك ووقفوا بجانب الناس، وهو ما كان فيه مكسب للبلد وللمؤسسة العسكرية والمجلس العسكرى ذاته. ولذا فقصة استمرارهم فى الحكم نوع من الغباء الذى أستبعده عنهم.

يرى البعض أن المجلس العسكرى راهن على عنصر الوقت مرتين، الأولى بسرعة إنهاء حكم مبارك لأن وجوده ليس فى صالحهم، والثانية عبر إدخال المصريين فى دائرة التفاصيل حيث يسكن الشيطان لبث الخلافات بين القوى المختلفة فيكون لهم السيطرة.. هل تتفق مع هذا الطرح؟

- أتفق على أن هناك إطالة مارسها المجلس العسكرى منذ تنحى مبارك، ولكن أختلف مع مبرراتها، فلا أتصور أن المجلس العسكرى يسعى لاستمرار وجوده فى الحكم، لأنه يعرف أن الشعب الذى خرج غاضباً على التدهور الاقتصادى وغياب الحريات لن يسكت على حقوقه وحقوق الشهداء الذين قدمتهم مصر، كما يعرف أن استمراره فى الحكم يعنى إقدامه على الانتحار لأن المصريين وجميع القوى السياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار لن يقبلوا هذا، بل إن تلك الفرضية تعنى الخروج للثورة مرة أخرى حتى لو استلزم ذلك تقديم شهداء جدد.

ودعينى أقولها بوضوح: لا يوجد فى تاريخ الجيش المصرى ما يشير لكونه جيشاً غبياً أو طائفياً أو صاحب مصلحة، وكون أن هناك أطرافا من هنا أو هناك لهم مصلحة فى استمرار المجلس العسكرى فهذا لا يعنى استجابة المجلس لتلك الأطراف.

ولكن أداء المجلس العسكرى تعرض للكثير من النقد بعد أحداث ماسبيرو ومقتل 25 مصرياً فى تلك الأحداث، كيف تقيم تلك الأحداث؟

- كما قلت القضية قضية سوء إدارة فى تلك المرحلة التى نعيشها، وعلاج تلك المسألة لا يكون بمزيد من النقد بل بسرعة إنهاء تلك المرحلة من خلال إنهاء انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة، وهو ما يتبعه عودة الجيش لمكانه الطبيعى لأن وجوده واستمراره يهددان الاقتصاد المصرى بشكل خطير ينبئ بالانهيار، فضلاً عن ذلك فإن مؤسسة الجيش مؤسسة وطنية ليست حكراً على المجلس العسكرى، بل هى مؤسسة وطنية يعتز بها الجميع، واستمرار احتكاك المؤسسة العسكرية بالشأن المدنى يفقدها الكثير من الهيبة. وهو ما تجلى فى أسوأ أشكاله فى أحداث ماسبيرو، وليعلم المجلس العسكرى أن الجيش ليس ملكاً له بل ملك لكل المصريين، وأن ثقة الشعب فى الجيش وحبهم له ثروة لا تقدر بسلطان الحكم وزهوته، والعكس صحيح لأن حب الجيش وانتماءه للشعب هو الآخر صمام أمان للوطن، وهى ثروة على المجلس العسكرى ألا يفرط فيها، ولكن طول فترة تواجد المجلس فى الحكم أحد أسباب فقدان تلك الثروة.

ولكن الرؤى الغربية وبخاصة فى الولايات المتحدة، استشعرت الخطر على مصالحها فى مصر بعد الثورة ورأت أن الأفضل لها أن يكون فى مصر حكم عسكرى أو وهابى ديني. كيف ترى تلك المقولة؟

- أتصور أن تلك الرؤية كانت مطروحة قبل ثورة 25 يناير، ولكن بعد الثورة تدرك الولايات المتحدة أن إصرارها عليها يعنى اصطدامها بالشعوب، والأمريكان لا يمكن أن يقعوا فى تلك الكارثة مرة أخرى بعد أفغانستان والعراق. لقد ثبت لهم أن مواجهة الشعوب والتصادم معها خسارة لهم ولمصالحهم. من جانب آخر فنحن لن نسمح كشعب مصرى مرة أخرى أن يحدد مستقبل مصر أى طرف أجنبى، سواء كان أمريكيا أو خليجيا. من حق كل هذه الأطراف الحفاظ على مصالحها والبحث عنها ونحن معهم بشرط وحيد ألا تكون على حساب مصالح مصر. ندرك أننا لا نستطيع العيش بمعزل عن العالم ولكننا سنضع مصالحنا فى المقدمة ونحميها. لن نسمح بوجود وكلاء دوليين يقررون لنا ما يجب أن نكو ن عليه أو طريقة وشكل الحكم الذى سنختار.

ألا ترى أن المجلس العسكرى لا يزال يحكم بنفس طريقة النظام السابق فى تشويه صورة منافسيه كما حدث مع بعض شباب الثورة الذين اتهمهم بتلقى التدريب والمال من الخارج؟

- أتصور أن تلك مجرد حادثة ارتكبها بعض أفراد المجلس العسكرى ولكنها لا تمثل ظاهرة كما كانت قبل الثورة، حيث كان الجميع عملاء. الليبراليون والإخوان واليساريون ولم ينج من هذا الاتهام سوى حسنى مبارك وعصابته. فى الوقت الذى كانوا فيه هم العملاء. ولذا فالخطأ فى حق بعض شباب الثورة حادثة فردية، ومن باب العدل أن نعترف بذلك، وهذا ليس دفاعا عن المجلس العسكري، فربما أكون الطرف الوحيد الذى لم يلتق المجلس منذ قيام الثورة.

لماذا لم تلتق المجلس العسكرى رغم أنه التقى جميع القوى ورموز السياسة والمرشحين للرئاسة؟ لم تتم دعوتك أم أنك امتنعت عن الحضور؟

- لم آخذ أى موقف ولم أمتنع عن الحضور، ولكن ما حدث أنه لم تتم دعوتى للقاء المجلس العسكرى ولا مرة واحدة ولعل هناك آخرين معى. وهذا ليس تقليلا من المؤسسة العسكرية التى أكن لتاريخها كل تقدير. ولعل السبب أنهم يعرفون آرائى ووجهات نظرى التى أطرحها فى الإعلام. لعل هذا هو ما حدث ولكن التفسير الحقيقى لديهم هم فإن أردتيه فلتبحثى عنه لديهم.

كيف تقيم أسلوب أداء الإعلام المصرى فى أزمة ماسبيرو وقد انتقده المصريون من فئات متنوعة؟

- كان أداء الإعلام سيئاً للغاية وهو أمر طبيعى يحدث حينما يتعرض الإعلام للرقابة والضغوط من السلطة الحاكمة، الرقابة على الإعلام يجب أن تكون من خلال المجتمع والمخطئ يحاسب قضائياً، ولكن الواضح أن أداء الإعلام الحكومى المصرى فى الشهرين الأخيرين كان أداءً غير وطنى ليس له انتماء إلا لمصدر السلطة التى تحكم

.■ البعض يرى أن الإخوان المسلمين استفادوا من أخطاء 1952، وأنهم لن يكرروها، وأن تقاربهم مع المجلس العسكرى ورفضهم دعمك كمرشح رئاسة كان له دور فى استبعادك من لقاءات المجلس العسكرى؟

- لا أسميه استبعاداً فلقائى بالمجلس العسكرى ليس من الحقوق حتى أطالب بها، وهناك أطراف سياسية كثيرة لم التق بها ولم يلتق بها المجلس على حد علمى. بل إننى أرفض لقاء بعض الأطراف السياسية المصرية لأننى أراهم غير مخلصين فيما يتعلق بمصلحة مصر. أما أن يكون الإخوان متحكمين فى قرارات المجلس العسكرى بحيث أنهم يحددون له من يلتقى ومن لا يلتقي، فتلك مسألة ليس لها وجود. وأود هنا تعديل عبارة «رفض الإخوان دعم ترشحى». فالصحيح أن إدارة الإخوان هى من ترفض دعمى أنا أو غيرى. ولذا فحملتى الانتخابية قائمة على دعم الجمهور سواء من الإخوان أو غيرهم.

بما تفسر تصريحات بعض قيادات الإخوان تجاهك. ومنها مقولة عصام العريان بأنك تتسم بالجرأة التى قد تصل لحد جرح الآخرين؟

- أحترم تصريح دكتور عصام لأنه ليس مع ترشح شخصية إسلامية لانتخابات الرئاسة وهى قضية خضعت للمناقشة من الكثيرين داخل الإخوان، لأنهم ما زالوا يعيشون زمن السطوة الأمريكية على مصر حتى بعد الثورة، وأنا ضد هذا وأرى أن كل وطنى شريف سواء كان إسلاميا أو غير إسلامى عليه التقدم لخدمة مصر الآن؛ لأن دماء الشهداء أمانة فى رقابنا.. فلو لم نتقدم الآن جميعنا لأى موقع فمتى نتقدم؟ أنا لا أتحدث فقط عن موقع الرئاسة ولكن عن أى موقع حتى لو كان الإمساك بمكنسة لتنظيف شوارع مصر. الوطنيون الذين لا يتقدمون الآن لخدمة الوطن متخاذلون، والقول بأن علينا الانتظار خوفاً من رد فعل الأمريكان أو الصهاينة جزء من العيش فى الماضى. لقد ذكر هذا الحديث من قبل مصطفى الفقى، وأكد أن رئيس مصر يجب أن يأتى بموافقة أمريكية وعدم ممانعة صهيونية، هؤلاء يسترخصون دماء الشهداء الذين ماتوا لتحرير مصر من سطوة الأمريكان والصهاينة، وليس النظام الذى كان وكيلا عن هذه القوى. خرجنا لتحرير وطن وإعادة ملكيته للشعب الذى من حقه اختيار من يحكمه سواء كان يساريا أو ليبراليا أو إسلاميا، ولا يجوز مصادرة ذلك تحت زعم المصلحة الوطنية، لأن مصلحة مصر يحددها الشعب.

لماذا اعتبر الإخوان ترشحك للرئاسة خطوة جريئة تصل لحد التجريح فيهم؟

- أعتقد أن مناقشة إدارة الإخوان لتلك القضية كانت غير موضوعية وغير قادرة على إقناع الآخرين وفاشلة فى تحديد رأيها فى تلك المسألة. من حقهم أن يقولوا إن الإخوان لن ترشح أحداً، بل إننى كنت أول من قال هذا وقلت إننى لست مرشح الإخوان حتى لو أرادوا هم ذلك؛ لأننى فى اتساق مع ذاتى، وسبق لى أن أعلنت منذ 4 سنوات أنه لا يجوز للإخوان المسلمين أن يكون لهم مرشح فى الرئاسة أو البرلمان، كما أننى ضد أن تتحول الجماعة لحزب أو أن يكون لها حزب. وقلت منذ الدقيقة الاولى للترشح سأستقيل من جماعة الإخوان. إذاً ليس هناك محل للخلاف معهم، ولكنهم بدأوا الخلاف لمجرد تفكيرى فى الأمر، وبدت الآراء المطروحة غريبة ومضحكة.

كيف تحلل كإسلامى تصريح المرشد الأعلى للإخوان الدكتور محمد بديع حين قال إنه تم استبعادك من الجماعة لأنك خالفت عهدك مع الله؟

- للأمانة أقول إن هذا التصريح لا يمثل جماعة الإخوان المسلمين كتاريخ ومنهج وأفراد برغم أنه صدر من المرشد العام للإخوان المسلمين؛ لأن معناه خطير فحينما نقول إن إنسانا خالف الله لأنه خالف قرارات الجماعة من أولها لآخرها فهذا يعنى أن الجماعة ظل الله على الأرض. ولهذا أقولها بكل وضوح وحسم، ما قاله محمد بديع لا يمثل الإخوان المسلمين لا منهجا ولا تاريخا ولا جمهورا. ما علاقة بديع بعهد الله هل هو مندوب الله يحدد من التزم بعهد الله ومن خالفه؟ ثم إن ما يُسمى بعهد البيعة فى جماعة الإخوان لم تكن موجودة إلا من خلال التنظيم الخاص لأنها كانت بيعة على جهاد وانتهت قبل وبعد ذلك وتحولت إلى عهد أو ميثاق يقوله العضو تجاه جماعة مدنية وليست جماعة عسكرية. ولذا فاستصحاب قوله تعالى: «إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله» فتلك كارثة حينما يستخدمها رئيس جمعية دينية سواء الإخوان أو غيرهم، لأنها آية نزلت فى حق نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام، وقصد بالبيعة فيها دخول الفرد فى الإسلام.

وهذا المعنى استصحبته جماعات التكفير والعنف لتؤكد أن من كان يبايع رئيس الجماعة فهو يبايع الله، ولو خالفه فهو يخالف الله. وذلك مفهوم يخالف العقيدة الصحيحة للإسلام.

ألا ترى تناقضاً بين ما يقوله الإخوان وبين ما يحاولون إقناعنا به كحزب سياسى؟

- للأمانة هناك مساحة من التناقض ولكن السؤال ما حجمها؟ قد أراها أنا 10% وقد ترينها 20% وأقبل بمن يقولون إنها قد تصل لنحو 50%. لكن طبيعة التنشئة فى الإخوان منذ بدايتها، أنها تربية طبيعية لا تحمل ظاهراً وباطناً ولا تربى الإنسان على مبدأ التقية، ولكن وجود بعض الأفراد الذين تسربوا لجماعة الإخوان المسلمين وموجودون حتى الآن فى مستوياتها المختلفة، ويحملون تلك الرؤية التى تجعل لهم ظاهراً وباطناً هو ما يشكل مساحة الـ10% التى أتحدث عنها.

لكنك كنت عضواً فى جماعة الإخوان المسلمين لسنوات طويلة؟

- طبعا ورغم انفصالى عن المؤسسة الإخوانية إلا أننى مازلت أنتمى للمدرسة الإخوانية بمنهجها الدينى الوسطى المعتدل، وأزعم أننى أمين عام تلك المدرسة الإخوانية، حتى لو لم أكن عضواً فى التنظيم منذ اعتذارى فى العام 2009، وما تبعه من ابتعاد بإعلانى الترشح.

هل اضطررت لقبول أمور ما أثناء وجودك فى التنظيم لم تكن تقتنع بها؟

- لا أقبل هذا سواء داخل الإخوان أو خارجهم، لأن مبدئى حديث النبى الشريف «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، ولذا لا يمكن أن أقبل شيئا يناقض ضميرى. ويمكن هذا ما عبر عنه عصام العريان من أننى جرىء بشكل يصل لحد التجريح، لا أجامل أحداً فى أى مخالفة. ولكن كيف كانت تتم مواجهة المخالفة؟ فهذا يختلف من موقف لآخر.

تعتقد أن انفصالك عن التنظيم سيقنع الناخب بأن المرحلة الحالية فى مسيرتك مختلفة عما سبقها وأنك بالفعل خارج الجماعة؟

- لم ألتق تلك النوعية من الناس التى قد تظن أن العبد الفقير لله دكتور عبد المنعم أبو الفتوح يدعى الانفصال عن الإخوان للترشح، ولكنه يظل جزءاً منهم. وكون البعض يروج لتلك المقولة جزافا فى وسائل الإعلام مدعياً أن تلك تمثيلية بينى وبين الإخوان فهذا افتراء لا محل له من الإعراب، لأنه يناقض أخلاقى، وإن كان البعض يقصد أن ثمة علاقة تاريخية بينى وبين الإخوان، فأنا أفخر بتلك العلاقة وما زلت.

ولماذا رفضت تشكيل حزب أو الانضمام لحزب؟

- لأن مشروع ترشحى للرئاسة مشروع كل المصريين، ولذا أؤجل فكرة الانضمام لحزب أو تشكيله لما بعد انتهاء مشروع الترشح للرئاسة، بعدها من الطبيعى أن أنضم لحزب. أما إذا اختارنى المصريون رئيسا للدولة فأنا أرى أنه من الأفضل لرئيس الدولة أن يكون مستقلا لفترتين أو ثلاث لحين بروز قوى سياسية. فإذا انتخبت فلن أشكل حزبا أو أنضم لحزب.

هاجمك البعض وقالوا إن تاريخك الإخوانى ملغم بالعنف وإنك سعيت فى السبعينيات لضم بعض أعضاء الجماعات الإسلامية للهيكل التنظيمى للإخوان.. ما صحة ذلك؟

- لم يحدث هذا لأننا كنا ضد العنف شكلا ومضمونا، كنا طلاباً قبل أن نكون «إخوان»، وفى السبعينيات تولد أمران لم يكن لنا دور فيهما، أولهما حادث العنف المادى المتمثل فى حادث الفنية العسكرية، ورفضناه كحركة إسلامية داخل الجماعات، وثانيهما حركة العنف الفكرى المتمثل فى جماعة الدهبى والتكفير والهجرة وحاصرناه داخل الجامعة بالحوار. وفى نهاية السبعينيات بدأ جزء من شباب الحركة الدينية المنتمى لمحافظة المنيا والجيزة مثل كرم زهدى وناجح إبراهيم فى رفض الطريق السلمى، فانفصلنا عنهم وساروا هم فى طريق العنف ثم عادوا بعد ذلك لما كان ينبغى عليهم العودة له. تلك كانت الخريطة الدينية فى تلك الفترة.

بعد ثورة 25 يناير كيف ترى خريطة التيارات الإسلامية السياسية وإلى أين تتجه بمصر؟

- أكثر ما يطمئننى تجاه أى جماعة سياسية أو اجتماعية أو دينية هو التزامها بالعمل السلمى. أما أن تكون لديها أفكار متشددة أو متطرفة أو مخالفة، فهذه مسألة طبيعية فى البشر. الضابط فى أداء أى تيار هو السلمية، وأشعر بالرضا عن خريطة الحركات الإسلامية فى مصر لأنها سلمية وذلك أهم شىء عندى. أما أن أختلف معها فى الفكر أو الحكم على الأمور المحيطة بنا فهذا أمر طبيعى، وعلينا تقبل الاختلافات لأن تلك هى الديمقراطية