انتقد الكاتب الصحفي روبرت فيسك في صحيفة «إندبندنت» البريطانية، الثلاثاء، العنف الذي ظهر خلال الأيام الماضية في مصر، موضحًا أن الأقليات العربية في خطر بعد ثورات الربيع العربي بسبب زيادة العنف.
وأضاف أن المسيحيين المصريين، وهم أكبر مجتمع مسيحي موجود في العالم العربي إذ يبلغ تعدادهم حوالي 20 مليون نسمة، مازالوا يتذكرون ما قاله الرئيس الراحل أنور السادات من أنه «رئيس مسلم لشعب مسلم»، وبالطبع مازال الهجوم على الكنائس يؤجج ذلك الغضب ويشعل النيران، كما حدث مساء الأحد الماضي.
وقال إن عدد ضحايا عنف أحداث ماسبيرو، 26 قتيلًا و330 مصابًا، هو الأسوأ منذ الثورة التي أطاحت «بخليفة السادات» مبارك، مشيرًا إلى الظروف التي اختلفت منذ الثورة حتى الآن، إذ اعتاد المسلمون في ميدان التحرير الصلاة تحت حماية المسيحيين وقتها.
وأشار إلى أن مشكلة المسيحيين الأقباط في مصر أن الحكومات المتعاقبة جعلتهم يعتقدون أنهم دائمًا أقلية ولذلك عليهم تأييدها للحصول على الحماية، وهو ما كان ينعكس فيما بعد على شكل أحداث العنف، حيث كان النظام يريد تثبيت قواه بزرع الفتنة ونشر الفوضى بين الناس.
وأوضح أن العنف الديني في مصر ليس جديدًا، لكن كان من المفترض أن تجعل الثورة المصرية الأمور أهدأ وأن تخلق ممرًا أكثر وضوحًا للمستقبل وللعالم العربي ليسير على خطاها. واختتم منتقدًا عدم اكتمال الثورات العربية دون عنف، وانعكاس غضب المسلمين والمسيحيين على مسار الثورة والحرية في مصر.