قال مستشار رئيس الوزراء التركي، إبراهيم كالين، إنه رغم السحابة السوداء والمآسي التي تمر بها مصر مؤخراً، إلا أنه يتمنى قدرة مصر على المضي قدماً نحو التحول الديمقراطي، مؤكداً أن الثورة المصرية لم تكن «مسلحة» أو قائمة على أيدي «جماعة متطرفة»، لكنها قامت على أيدي الشعب والطلاب ومؤسسات المجتمع المدني.
وأوضح «كالين» في كلمته خلال مؤتمر «المحادثات المصرية والتركية عن التحول الديمقراطي والسياسي»، الذي عقدته الجامعة الأمريكية في القاهرة، الثلاثاء، أن الاقتصاد المصري في أسوأ حالاته الآن، مؤكداً أن هناك «فجوة بين الفقراء والأغنياء، وأنه يجب إعادة بناء (الطبقة الوسطى) في المجتمع، كما حدث في تركيا، لكي يشهد الشعب المصري تحسناً كبيراً في مستوى معيشتهم».
ودعا «كالين» رئيس مصر المقبل إلى الاهتمام بالوضع الاقتصادي للبلاد، من خلال وضع «خطة طوارئ اقتصادية»، وتحقيق التنمية المستدامة في مصر، مشدداً على أهمية الثورة الدستورية أو المؤسسية لتعديل الأنظمة البرلمانية والرئاسية، ومعالجة البيروقراطية، وتغيير العقلية السياسية، وهذا يحدث في مصر، مؤكداً أن ذلك سيغير وجه الشرق الأوسط.
وأكد «كالين» أن العالم العربي الإسلامي يستحق العيش في حياة «مكرمة»، بعد أن أصبحت الديكتاتورية غير موجودة في العالم العربي، ولم يعد هناك انعزال، لكن أصبح هناك عدالة ومساواة واحترام للكرامة الإنسانية وسيادة للقانون، مضيفاً أن تلك المبادئ لا تتنافى مع القيم الإسلامية، وأن الهدف النهائي هو وجود سلام عالمي وإقليمي.
فيما قال السفير التركي بالقاهرة، حسين بوتسالي، إن تركيا لديها «نوايا حسنة«بشأن تقديم التعاون بين البلدين، مستنكراً التقارير الصحفية، التي عقبت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، والتي وصفها بـ«السيئة» كونها صورت تركيا بأنها «النموذج الوحيد، الذي يمكن طرحه في الشرق الأوسط الجديد، وأن تركيا تريد «ملء الفراغ الذي فرضه الواقع»، وأعرب «بوتسالي» عن ثقته الكاملة بأن مصر ستتغلب على المرحلة الانتقالية التي تمر بها، موضحاً أنها ستكون «أقوى وأكثر تأثيرًا وأكثر رفاهية»عن ذي قبل.
وأوضح «بوتسالي» أن تركيا قادرة على فتح نافذة جديدة للتعاون مع مصر، نظراً لأهميتها البالغة في منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً أنه بالحديث عن تراث الحضارات المصرية التركية، فإن الشراكة بين البلدين ستمثل «أكبر تحالف حضاري» في تاريخ البشرية.
وأكد «بوتسالي»، أن تركيا كانت قادرة على تسجيل سرعة كبيرة في تحقيق التقدم خلال السنوات العشر الأخيرة ، لبناء الوضع الاقتصادي، رغم وجود تدخلات عسكرية لم تؤثر عليها، على حد قوله.
ورأى «بوتسالي» أن مصر تحتاج إلى خطة محددة وأفراد مؤهلين، لتعبئة الموارد المتاحة، قائلاً إن «مصر ليست دولة غنية»، لكن عليها الاعتماد على الثورة البشرية التي تتمتع بعزم هائل للأفراد.
وقال السفير التركي: «إن مصر لا تحتاج إلى المساعدة، لأنها قادرة على بناء نفسها بنفسها والاعتماد على إمكانياتها، لكنها تحتاج إلى الشراكة والتضامن من الجانب التركي، على حد قوله»، موضحاً أن بلاده على استعداد كامل لتبادل الخبرات التي من شأنها حل المشاكل المعقدة التي تعاني منها مصر، وأضاف: «لدينا خبرة طويلة جعلتنا ضمن أفضل 20 دولة اقتصادية على مستوى العالم».