علي السمان.. رَحيل رجل حوار الأديان المصري في باريس

كتب: رضا غُنيم الخميس 03-08-2017 23:45

«أن نعيش معاً في أمان وسلام».. كلمات لم تخل من أحاديث على السمان، في اللقاءات الرسمية أو الصحفية، كان يهدف لعدم انقسام المجتمعات. رَحل رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان، مساء الخميس، وتَرك المجتمع المصري والعربي غارقاً في مواجهة مع الإرهاب، تخللتها أحداث عنف ضد الأقليات الدينية، وصارت دولاً عربية أخرى مقسمة.

عمل «السمان»، مواليد 1929، بعيداً عن الأضواء، تنقل من منصب إلى آخر، ومن مهنة إلى أخرى. خريج كلية الحقوق شغل مناصب عدة، من رئاسة لجنة الحوار والعلاقات الإسلامية بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى مجلس إدارة نوكيا سيمنز لشبكات مصر، مروراً بمستشار شيخ الأزهر الأسبق، محمد سيد طنطاوي، إلى رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط، ثم صحفياً في عدة صحف فرنسية، إلى أن انتهى به المطاف في الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان.

فكرياً، تعاطف «السمان» مع جماعة الإخوان المسلمين وهو طالباً في الإعداية، وسرعان ما انشق عنهم في الثانوية، حينما قرأ عن اغتيال المستشار الخازندار، فأغلق صفحة الجماعة نهائياً. وتوقع سقوط الجماعة حينما صعدت للسلطة: «التركيبة أثبتت أن ممارسة العلم بالشيء غير قائمة وكيفية التعامل غير قائمة، ماذا يتبقى: لا بتفكر ولا تعمل لابد حتماً أن تفشل»، رافضاً إدماجها في المشهد السياسي دون اعتذارها للشعب المصري، وابتعادها عن العنف.

أيّد ما أسماها «انتفاضة الشباب» في 25 يناير، واعتبر أن «30 يونيو» شهدت أعلى دور للأداء الشعبي، موضحاً أن المصريين لن ينسوا عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، الذي لبى النداء. ورآه أيضاً قارئا جيدا للتاريخ، لأن القراءة هي جزء من مدرسة المعلومات.

جزء كبير من دراساته ومقالاته، دارت حول الطائفية، فهو شاهد على أحداث عنف بين الأقباط والمسلمين في مختلف الأزمنة، أرجعها إلى الجهل المنتشر في المجتمع المصري، بجانب البلطجة، رافضاً إدارتها بالأسلوب الأمني، لأنها تُزيدها تفاقماً، ويجب إدارتها بأجهزة مدنية.

يرى الرجل الذي ترجم عشرات الأبحاث، أن العلمانية الأنسب لإصلاح المجتمعات العربية، ووسيلة الحوار بين الأديان، موضحاً أن العرب فهموها بشكل خاطئ، حيث حدث لبساً وتداخلت الكلمة مع الإلحاد.

حصل «السمان» على وسام شرف «ضابط النظام الوطني الفرنسي» عام 2012، وميدالية تقديرية من رئيس أساقفة كانتربري لجهوده المثمرة في خدمة الحوار بين الأديان، وله كتاب «من ثورة إلى أخرى: مذكرات مواطن ملتزم في عهد عبدالناصر والسادات ومبارك».

عاطفياً، أحب «السمان» مندوبة بين الأزياء العالمي «كريستيان ديور»، برجيت لويفير، كان يؤمن بأنه سيظل رومانسياً حتى آخر يومٍ في حياته: «مازلت رومانسياً ولم أصادف في حياتى ما يجعلنى أهجرها.