محمد فرح عيديد قائد عسكرى، ودبلوماسى أدى حبه للسلطة إلى سفك مزيد من الدماء، وأدى تعنُّته وتشدُّده إلى جر الصومال إلى الدمار والانهيار، وهو مولود في بلدوين بإقليم هيران عام 1934، وتلقى تعليميه الأساسى والثانوي في مقديشو حتى 1953.
وفى 1956م انضم إلى الكلية الأكاديمية الحربية في روما عاصمة إيطاليا، ثم أصبح مديرا للشرطة وبعد استقلال الصومال أصبح عيديد مدير التدريب العسكرى في معسكر حلنى، ثم الوكيل العسكرى الصومالى في موسكو بين 1963 و1966 ثم القائد العسكري في الأقاليم الشمالية بين عامى 1968 و1969.
وبعد الانقلاب العسكرى الذي قاده اللواء سياد بري اعتقل محمد فرح عيديد مع العقيد عبدالله يوسف لمدة ست سنوات، وبعد إطلاق سراحه أعيد إلى منصبه في الأقاليم الشمالية في 1978، وأصبح المستشار العسكرى للرئيس سياد برى للشؤون الأمنية ثم سفيرا للصومال في الهند لثمانى سنوات من 1982 إلى 1990 كى لا يخطط لأي انقلاب على «برى» ثم استقال من هذا المنصب في 1990، وعاد منها إلى إثيوبيا معارضا للرئيس «بري»، وقاد حروبا ضد نظام «برى» مما أجبر سياد الأخير على الهروب إلى جنوب الصومال.
ثم نشبت حرب دموية في مقديشو لم تتوقف نزاعا على السلطة ورفض عيديد فكرة المصالحة بين الفصائل وفى أغسطس 1995 أعلن عيديد تشكيل ما سمى الحكومة الموسعة، وأعلن نفسه رئيسا للصومال، وفى 1996 خرج عليه حليفه عثمان حسن على عاتو، فشن عيديد عليه حربا بلا هوادة، وفى إحدى تلك المعارك أصيب الجنرال عيديد، وتوفى «زي النهارده» 2 أغسطس 1996 متأثرا بتلك الإصابة.