سلطت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، في تقريرها، الثلاثاء، الضوء على مشكلة السياحة في مصر، وأوضحت أن التركيز على تدريب البدو يمكن أن يكون علاجا فعال يغري السياح بالعودة إلى شبه جزيرة سيناء.
المجلة الأمريكية اعتبرت أن برنامج تدريب شباب البدو لتأهيلهم ليكونوا مرشدين لجنوب سيناء تجربة فعالة وستؤثر إيجابيًا على عودة السياح إلى جنوب سيناء.
وأشارت المجلة إلى تجربة الشاب البدوي، حسني مبارك، الذي ينتمي لقبيلة جباليا، والذي أختير في العام الماضي، لبرنامج تدريب شباب البدو لتأهليم ليكونوا مرشدين، موضحة أنه بصفته من أهالي جنوب سيناء، فهو على دراية جيدة بالمشي في الصحراء المصرية طوال حياته، ويعرف كيفية التعامل مع الفيضانات والعواصف، وأمكان تواجد النباتات الطبية.
وذكرت أنه تلقى في البرنامج تدريبات لإتقان مهارات عدة مثل الإسعافات الأولية وكيفية استخدام تطبيق GBS لتحديد المواقع والملاحة.
وأثنت المجلة على خطوة تدريب شباب البدو، موضحة أنهم سيكونون جزءً من صناعة سياحية شعبية وإعادة تنشيطها بعد تعرضها لأكثر من ضربة خلال السنوات الماضية.
وأشارت المجلة إلى أن السياحة كانت الدعامة الأساسية لاقتصاد سيناء في الثمانينات.
وجذبت مياه شبه الجزيرة المرجانية الغنية، والجبال الوعرة المتنزهين والغواصين والباحثين عن الشمس، كما وفرت عملا مربحًا للبدو.، لكن الاضطرابات السياسية والأمنية في السنوات الماضية زعزعت استقرار الصناعة التي كانت مزدهرة.
ووفقًا للمجلة، الأوضاع المتدهورة التي يعاني منها قطاع السياحة حاليًا دفعت العاملين بقطاع السياحة إلى ترك مهنتهم، وباعت بعض الأسر البدوية ماشيتها أو تخلت عن الحدائق والمزارع التي كانت ترعاها لسنوات، وتوقفت الرحلات عبر الصحراء.
لكن فكرة دمج شباب البدو في خطة الحكومة لإعادة تنشيط السياحة تعد أول خطوة صحيحة على طريق بناء منظومة سياحية صحيحة قائمة على الحفاظ على الثقافة البدوية وتشجيع السياحة، وفقا للمجلة.
ولفتت إلى أن هذه الخطة يمكن أن تنجح رغم استمرار الاضطرابات في مصر، لأن جنوب سيناء منطقة تتمتع بالهدوء نسبيًا، إذ لم يحدث أي هجوم في الجبال جنوب سيناء أسفر عن خسائر في الأرواح بين المدنيين.
ولفتت إلى أن تعاون القبائل مع الحكومة لمراقبة المنطقة وتوفير المعلومات وضمان استثمار المجتمع في الحفاظ على استقرار المنطقة، سيكون له نتائج إيجابية كبيرة.
وتركز التدريبات التي يتلقاها شبابا البدو على المشي في الطريق القديم الذي استخدمه التجار والحجاج إلى مكة منذ قرون.
ولفتت إلى أنه يتم الآن تجهيز هذا الطريق بعناية كاملة مع أدلة معتمدة وخرائط مفصلة، وقالت إنه سيكون مسموحًا بالمشي على بعد 137 ميلا من السهول الساحلية قبالة البحر الأحمر من خلال الوديان والصحاري قبل أن تنتهي على جبل كاترين.