كان اللواء فؤاد شهاب ضابطاً في فرقة«الشرق»التى كانت تناضل في سبيل تحرير لبنان وتحقيق استقلاله، وهو ينتمى لعائلةلبنانية عريقة لها تاريخ نضالى في مقاومة الاحتلال وشهاب مولود في ١٩مارس ١٩٠٢ في غزير قضاء كسروان، وفى ١٩١٩، في أواخر الحرب العالمية الثانية، انضمّ إلى صفوف الجيش الفرنسى للخدمة العسكرية لعام واحد- قبل إعلان الانتداب على لبنان في العام ١٩٢٠.
وكان قد التحق بالمدرسة العسكرية الفرنسية في دمشق في ١٩٢١، وفى ١٩٤٩ أصبح أول ضابط لبنانى ينال رتبة لواء، وقاد اللواء شهاب الجيش لمدة ثلاث عشرة سنة، وفى ١٩٥٢ برزت معارضة قوية طالبت الرئيس بشارة الخورى بالاستقالة بعد أن انتخب لولاية ثانية.
ورفض شهاب أن يتورط الجيش في هذه المواجهة السياسية وأن يتدخل لصالح أو ضد أي من الأطراف المتنازعة عندما أُجبر بشارة الخورى على الاستقالة، عيّن اللواء شهاب رئيساً لحكومة انتقالية مهمتها تنظيم وتأمين انتخاب رئيس وحرص على إبقاء الجيش بعيداً عن السياسة وانتخب كميل شمعون خلفاً لبشارة الخورى، وفى أكتوبر ١٩٥٦ أوكل الرئيس شمعون للواء شهاب وزارة الدفاع إضافة إلى مسؤولياته كقائد للجيش، إلاّ أن شهاب استقال من منصبه الوزارى بعد أربعة أشهر وفى نهاية ولاية شمعون وفى ١٩٥٨وقع انقسام سياسى حاد بين اللبنانيين مما عرف باسم «أزمة ٥٨» وظهرت الحاجة لرئيس وفاقى وقوى لإنقاذ البلاد وإعادة الهدوء والسلم، وحظى فؤاد شهاب برضا الجميع كمرشح توافقى فانتخبه البرلمان اللبنانى «زي النهارده» في ٣١يوليو ١٩٥٨ رئيسا للبنان.