في قصيدته التي تغنت بها فيروز قال: «يـا عاقد الـحاجبين على الجبين اللجين/ إن كنت تقصد قتلى قـتلتنى مـرتين/ تَـمر قـفز غزالٍ بين الرصيف وبينى/ وما نصبت شباكى ولا أذنت لـعينى/ تـبدو كأن لا ترانى ومـلء عينك عينى/ ومـثل فعلك فعلى ويلى من الأحمقين/ مولاي لم تبقِ مني حياً سوي رمقين».
وهو القائل في قصيدة «جفنهُ علَّم الغزلْ»: «يا حبيبى، أكُلَّما ضمنا للهوى مكان/ أشعلوا النار حولنا فغدونا لها دخان/ قل لمن لام في الهوى هكذا الحسن قد أمر/ إن عشقنا.. فعذرنا أن في وجهنا نظر».
وفى قصيدته «عش أنت» قال: «عش أنت إنى مت بعـدك/ وأطل إلى ما شئـت صـدك/ كانت بقايا للغرام بمهجتى فختمت بعدك».. هذا هو بشارة الخورى، المعروف باسم الأخطل الصغير لاقتدائه بالشاعر الأموى الأخطل التغلبى.
وهو مولود في ١٨٨٥، ببيروت، وتوفى فيها «زي النهارده» في ٣١ يوليو ١٩٦٨، وقد تلقى تعليمه الأولى في الكُتّاب، ثم أكمل في مدرستى الحكمة والفرير وغيرهما، وأنشأ جريدة البرق ١٩٠٨، واستمرت في الصدور حتى أغلقتها السلطات الفرنسية في ١٩٣٣، وكانت حياته سلسلة من المعارك الأدبية والسياسية للدفاع عن أمته ضد الاستعمار، وتأثر بحركات التجديد في الشعر العربى، ومن مجموعاته الشعرية ديوان الهوى والشباب، وديوان شعر الأخطل الصغير، وقد كرم في لبنان والقاهرة وتسلم مسؤولية نقابة الصحفيين ١٩٢٨وأنشأ حزبا سياسيا عرف باسم حزب الشبيبة اللبنانية، وانتخب رئيسا لبلدية برج حمود ١٩٣٠.
وهناك قصة حول إذاعة قصيدة «عش أنت» حدثت في أبريل ١٩٧٠، تقول إن فريد الأطرش ذهب إلى الإذاعة وقابل فاروق شوشة وقال له: أطلب منك أن تذيع الحفل الذي سوف أحييه في الربيع، فقال فاروق شوشة: هناك قواعد تحكم الإذاعة وهى التي تقوم بترشيح من يقوم بالإذاعة، فقال فريد الأطرش: قبل ظهورى على المسرح اقرأ القصيدة التي سأغنيها وهى (عش أنت) والتى استمعت إليها، لأول مرة، عبر برنامجك «لغتنا الجميلة»، كان حفلا فريدا متزامناً مع حفل لعبدالحليم حافظ وواجهت الإذاعة مأزقا في أي الحفلين يذاع على الهواء! فكان قرارها نقل حفل فريد على الهواء عبر صوت العرب، باعتباره ينتمى لبلد عربى، وأن يذاع حفل عبدالحليم على البرنامج العام كمطرب مصرى.