على بُعد 100 متر من مُجمّع الفنون بقصر عائشة فهمى على طرف جزيرة الزمالك الشرقى، تقع قاعة الزمالك للفن Zamalek Art Gallery، التى أطلقت مجموعتها «Masterpieces – الروائع»، فى 15 يوليو، فى نسختها السادسة عشرة، والمُستمرة خلال الصيف حتى 15 سبتمبر المقبل.
يقول هانى ياسين، أحد مسؤولى قاعة الزمالك للفن، إن المعرض السنوى هذا يضم عددا من كبار التشكيليين بشكلٍ أساسى كل عام، منذ النسخة الأولى، اختصوا القاعة بأعمالهم التى لا توجد بمكانٍ آخر، بالإضافة إلى الأصغر من التشكيليين الشباب الذين انضمّوا لـ Masterpieces تباعًا على مدار نُسَخه الـ16.
فى مدخل البناية رقم 11 بشارع البرازيل، تستقبلك (بوسترات) للمشاركين فى المعرض كقطعة حلوى تقودك للطبق الأكبر. عبدالرحمن النشار، فرغلى عبدالحفيظ، جمال السجينى، جاذبية سرى، مصطفى عبدالمعطى، رباب نمر، زينب السجينى، عبدالعزيز صعب، أحمد عبدالتواب، أمينة الدمرداش، أيمن سعداوى، كاريل حمصى، عماد إبراهيم، عادل ثروت، عادل مصطفى، جمال عبدالناصر، جورج فكرى، كمال الفقى، خالد سرور، خالد الأباصيرى، محمد الفيومى، ناثان دوس، صالح عبدالصبور، سامح إسماعيل، سعاد مردم بك، وائل عبدالصبور، وياسمين الحاذق.
27 فنّانًا بتنوع الأعمار والخبرة والمدارس، يقدمون وجبة تشكيليّة مُتكاملة لزوّار المعرض الصيفى، والذى شهد مبيع عدد من قطعه بعد 10 أيام فقط من إطلاقه.
يوضّح «ياسين» أن معايير اختيار الأعمال لكل عام، تتنوّع، فمن الممكن أن يقدّم المعرض أحدث الأعمال لفنانٍ ما إذا قدّم جديدًا، أو يُمثّل حقبة زمنيّة ما أو مرحلة معينة خلال المشوار الفنى للتشكيلى، إذ يُشير مثلًا إلى الغرفة التى خصّصوها لأعمال الفنانة رباب نمر والحاوية لأعمالها من الثمانينيّات.
أما لوحة «العرّافة» للفنانة جاذبية سرّى، والتى تواجهك عند دخول القاعة، فيقول عنها «ياسين» إنها شاركت فى معرض «فنون ما بعد الحرب: الفن بين المحيط الهادى والمحيط الأطلسى 1945-1965» فى متحف دار الفن (هاوس دير كونست) فى ميونيخ بألمانيا، من أكتوبر 2016 إلى مارس 2017، وكتبت عنها تيفانى فلويد، من متحف دار الفن، تحليلًا وصفيًا تقول فيه «مثلما فعل العديد من الفنانين العرب ضد الأنظمة الاستبدادية المتصاعدة، وجهت جاذبية سرى حسرتها إلى التكوين البشرى واستخدمته لنقل رسائل ومدلولات سامية. ففى (العرافة) نجد شخصيتين عاريتين- ذكرا وأنثى- وُضعا على جانبى شخصية تترأس منتصف اللوحة وتنظر إلى يسار اللوحة، مما يدل على معرفة متزعزعة وغير مستقرة، لا يراها المشاهد. فوجهها ملون باللونين الذهبى والأزرق، وهى الألوان المستخدمة فى التوابيت الملكية القديمة، ولكن بطنها المدور وتورم الثدى، يشيران إلى الحياة الوليدة. وعلى النقيض، نجد يدى الذكر الملونتين باللون الأحمر الطينى؛ معقدتين ومضمومتين تجاه الصدر، أى أن هذا الشخص واقف فى وضع جنائزى، مما يشير إلى تقاليد الدفن. إن عنوان اللوحة يدفع المشاهد إلى التفكير فيما هو قادم؛ ولكن المستقبل غير مؤكد، وملىء بالمخاوف والهموم وهو ما تعبر عنه فرشاة جاذبية سرى بقوة.
ثُم تأتى للغرفة التى تعرف صاحبة ريشتها بمجرّد النظر، فحيثما وجوه النساء والمهمّشين والبسطاء، تكون زينب السجينى. حيث تتجاور لوحات نسائية الوجوه للأم، الابنة، الصديقات، بسطاء تفرّدوا بريشة زينب السجينى، التى تأثّرت بالفنون الشعبيّة منذ بداية عهدها بالفن على يد عمّها جمال السجينى، الذى يرافقها بروحه وريشته فى ذات المعرض.